[mowalia_5]

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدالله رب العالمين وتلصلاة على محمد وآله الطاهرين واللعن الدائم على اعدائهم أجمعين


المرحلة الثالثة: منذ تصديه لخلافته بعد بيعته وحتى شهادته
************************************************** *

قرّاءنا الموالين ..

تميزت هذه المرحلة بإشغاله من قبل خصومه وحاسديه والطامعين في الملك والجاهلين بموقعه من الدين بخلافات وحروب، وقد عرف المحاربون له باسم البغاة، إذ ينطبق عليهم هذا الوصف بناء على ما يراه الشيعة والسنة معا، أما عند الشيعة فلأن الإمامة تثبت بالنص، وأمير المؤمنين () منصوص عليه من قبل النبي (صلوات الله عليه وآله) بالإمامة، وهؤلاء محاربون للإمام المنصوص عليه والمفترض طاعته على العباد، فهم بغاة، وعند أهل السنة المثبتين للخلافة بالشورى والبيعة فإن البيعة قد تمت له ، فيكون محاربوه من الباغين.
وقد انقسم البغاة عليه إلى ثلاثة أصناف، وهم الناكثون والقاسطون والمارقون، وتسميتهم مأخوذة من قول رسول الله (صلوات الله عليه وآله) وكما دلت عليه كتب الحديث عند أهل السنة والشيعة.
فقد روى البزار بسندين وأحدهما رجاله رجال الصحيح غير الربيع بن سعيد، وقد وثقه ابن حبان، عن أمير المؤمنين () أنه قال:
«عهد إلي رسول الله (صلوات الله عليه وآله) في قتال الناكثين والقاسطين والمارقين». (مجمع الزوائد 7/238)
وروى الشيخ الصدوق بسند صحيح عن محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، عن محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن الحسين بن علوان، عن عباية الأسدي، عن ابن عباس أن رسول الله (صلوات الله عليه وآله) قال لأم سلمة:
«يا أم سلمة، اسمعي واشهدي، هذا علي بن أبي طالب أمير المؤمنين، وسيد المسلمين، وهو عيبة علمي، وبابي الذي أؤتى منه، وهو الوصي بعدي على الأموات من أهل بيتي، والخليفة على الأحياء من أمتي، وأخي في الدنيا والآخرة، وهو معي في السنام الأعلى.
اشهدي يا أم سلمة واحفظي: إنه يقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين». (علل الشرائع ص64 ح3)
وقد اتخذ أمير المؤمنين () في محاربيه موقفا كان قد تلقاه من رسول الله (صلوات الله عليه وآله)، وأسس في هذا المجال فقها تشهد كتب أهل السنة قبل الشيعة بأن الفضل في معرفة أحكام البغاة تعود إليه صلوات الله عليه.
وفي هذا المعنى يقول الإمام الصادق () فيما رواه عنه الشيخ الطوسي بسند صحيح عند جمع من علمائنا كالمجلسي والمامقاني:
«كان في قتال علي () على أهل القبلة بركة، ولو لم يقاتلهم علي () لم يدر أحد بعده كيف يسير فيهم». (تهذيب الأحكام 6/145 ح250/5، وطريق الشيخ في الرواية إلى الصفار، وسند الصفار إلى الإمام الصادق () صحيح عند جمع من علمائنا كالمجلسي والمامقاني (في الحسن بن الحسين اللؤلؤي)، فقد روى عن الحجال، عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي، عن صفوان، عن عبد الرحمن بن الحجاج قال: سمعت أبا عبد الله ()، وراجع ملاذ الأخيار 9/386، ورجال المجلسي ص186 رقم468، ونتائج تنقيح المقال ص35 رقم2518)

يتبع,,,,,