منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - فدك محكمة تأريخيّة يفرق فيها بين الحقّ والباطل
عرض مشاركة واحدة

منتظرة المهدي
عضو
رقم العضوية : 421
الإنتساب : Sep 2007
الدولة : طيبة الطيبة
المشاركات : 5,448
بمعدل : 0.85 يوميا
النقاط : 0
المستوى : منتظرة المهدي is on a distinguished road

منتظرة المهدي غير متواجد حالياً عرض البوم صور منتظرة المهدي



  مشاركة رقم : 8  
كاتب الموضوع : منتظرة المهدي المنتدى : مظلومية سيدة نساء العالمين صلوات الله عليها"> مظلومية سيدة نساء العالمين صلوات الله عليها
افتراضي
قديم بتاريخ : 07-Mar-2010 الساعة : 10:16 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


علّة غصب فدك من فاطمة


3645/ 1- و روى العلّامة في كشكوله المنسوب إليه: عن المفضّل بن عمر، قال: قال مولاي جعفر الصّادق :
لمّا ولّى أبوبكر بن أبي قحافة، قال له عمر: إنّ الناس عبيد هذه الدنيا، لا يريدون غيرها، فامنع عن عليّ و أهل بيته الخمس و الفي ء و فدكاً، فإنّ شيعته إذا علموا ذلك تركوا عليّاً، و أقبلوا إليك رغبة في الدنيا، و إيثاراً و محاماة عليها.
ففعل أبوبكر ذلك و صرف عنهم جميع ذلك.
فلمّا قام أبوبكر بن أبي قحافة مناديه: من كان له عند رسول اللَّه صلى الله عليه و آله دين أو عدة، فليأتني حتّى أقضيه، وأنجز لجابر بن عبداللَّه، و لجرير بن عبداللَّه البجلي.
قال عليّ لفاطمة عليهاالسلام: صيري إلى أبي بكر وذكّريه فدكاً.
فصارت فاطمة عليهاالسلام إليه، و ذكرت له فدكاً مع الخمس و الفي ء.
فقال: هاتي بيّنة يا بنت رسول اللَّه!
فقالت: أمّا فدك؛ فإنّ اللَّه عزّ و جلّ أنزل على نبيّه قرآناً يأمر فيه بأن يؤتيني وولدي حقّي، قال اللَّه تعالى (وَآتِ ذَا القُرْبى حَقَّه) فكنت أنا و ولدي أقرب الخلائق إلى رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، فنحلني و ولدي فدكاً.
فلمّا تلى عليه جبرئيل (وَالمِسْكينَ وَابنِ السَّبيلِ) قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: ما حقّ المسكين وابن السبيل؟
فأنزل اللَّه تعالى: (وَاعْلَموا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَي ءٍ فَأَنَّ للَّه خُمُسَهُ وَلِلرَسول

وَلِذِي القُرْبى وَاليَتامى وَالمَساكينِ وَابنِ السَّبيلِ)؛ فقسم الخمس على خمسة أقسام: فقال: (مَا أَفَاء اللَّه عَلى رَسولِه مِنْ أَهْلِ القُرى فَلِلّه وَلِلرَسولِ وَلِذِي القُربى وَاليَتامى وَالمَساكينِ وَابنِ السَبيلِ كَيلا يَكونَ دُولَةً بَيْنَ الأَغْنِياءِ).
___________________________________




التوبة: 60.

فما للَّه، فهو لرسوله، و ما لرسول اللَّه فهو لذي القربى، و نحن ذوا القربى، قال اللَّه تعالى: (قُلْ لا أَسأَلُكُمْ عَلَيْه أَجْراً إِلَّا المَوَدَّةَ في القُرْبى).
فنظر أبوبكر ابن أبي قحافة إلى عمر بن الخطّاب، و قال: ما تقول؟
فقال عمر: و من اليتامى والمساكين وأبناء السبيل؟
فقالت فاطمة عليهاالسلام: اليتامى الّذين يأتمون باللَّه و برسوله، و بذي القربى، والمساكين الّذين أسكنوا معهم في الدنيا والآخرة، و ابن السبيل الّذي يسلك مسلكهم.
قال عمر: فإذاً الخمس والفي ء كلّه لكم و لمواليكم و أشياعكم.
فقالت فاطمة عليهاالسلام: أمّا فدك؛ فأوجبها اللَّه لي ولولدي دون موالينا و شيعتنا، و أمّا الخمس؛ فقسّمه اللَّه لنا و لموالينا و أشياعنا، كما يقرأ في كتاب اللَّه.
قال عمر: فما لسائر المهاجرين و الأنصار و التابعين بإحسان؟
قالت فاطمة عليهاالسلام: إن كانوا موالينا و من أشياعنا فلهم الصدقات الّتي قسمها اللَّه وأوجبها في كتابه، فقال عزّ و جلّ: (إِنَّما الصَّدقاتُ لِلفُقَراءِ وَالمَساكين وَالعامِلينَ عَلَيها وَالمُؤلِّفَةِ قُلوبُهُمْ وَفِي الرِقابِ)... إلى آخر القصّة.
قال عمر: فدك لك خاصّة، والفي ء لكم ولأوليائكم ما أحسب أصحاب محمّد صلى الله عليه و آله يرضون بهذا.
قالت فاطمة عليهاالسلام: فإنّ اللَّه عزّ و جلّ رضي بذلك ورسوله رضي، و به قسم

الموالات والمتابعة، لا على المعادات والمخالفة، و من عادانا فقد عاد اللَّه، و من خالفنا فقد خالف اللَّه، و من خالف اللَّه فقد استوجب من اللَّه العذاب الأليم والعقاب الشديد في الدنيا و الآخرة.
فقال عمر: هاتي بيّنة يا بنت محمّد! على ما تدّعين.
فقالت فاطمة عليهاالسلام: قد صدّقتم جابر بن عبداللَّه و جرير بن عبداللَّه، و لم تسألوهما البيّنة، و بيّنتي في كتاب اللَّه.
فقال عمر: إنّ جابراً و جريراً ذاكرا أمراً هيّناً، و أنت تدّعين أمراً عظيماً يقع به الردّة من المهاجرين و الأنصار.
فقالت عليهاالسلام: إنّ المهاجرين برسول اللَّه صلى الله عليه و آله و أهل بيت رسول اللَّه صلى الله عليه و آله هاجروا إلى دينه، والأنصار بالإيمان باللَّه و برسوله و بذي القربى أحسنوا، فلا هجرة إلّا إلينا، و لا نصرة إلّا لنا، و لا اتّباع بإحسان إلّا بنا، و من ارتدّ عنّا فإلى الجاهليّة.
فقال لها عمر: دعينا من أباطيلك و احضرينا من يشهد لك بما تقولين.
فبعثت إلى عليّ والحسن والحسين و اُمّ أيمن وأسماء بنت عميس- و كانت تحت أبي بكر بن أبي قحافة- فأقبلوا إلى أبي بكر وشهدوا لها بجميع ما قالت،وادّعته.
فقال: أمّا عليّ؛ فزوجها، و أمّا الحسن والحسين؛ ابناها، و أمّا اُمّ أيمن مولاتها،و أمّا أسماء بنت عميس؛ فقد كانت تحبّ جعفر بن أبي طالب فهي تشهد لبني هاشم، و قد كانت تخدم فاطمة، و كلّ هؤلاء يجرّون إلى أنفسهم.
فقال عليّ : أمّا فاطمة عليهاالسلام؛ فبضعة من رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، و من آذاها فقد آذى رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، و من كذّبها فقد كذّب رسول اللَّه صلى الله عليه و آله.
و أمّا الحسن والحسين عليهماالسلام؛ فابنا رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سيّدا شباب أهل الجنّة، من كذّبهما فقد كذّب رسول اللَّه صلى الله عليه و آله إذ كان أهل الجنّة صادقين.

و أمّا أنا؛ فقد قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: أنت منّي و أنا منك، و أنت أخي في الدنيا و الآخرة، والرادّ عليك هو الرادّ عليّ، من أطاعك فقد أطاعني، و من عصاك فقد عصاني.
و أمّا اُمّ أيمن؛ فقد شهد لها رسول اللَّه صلى الله عليه و آله بالجنّة، و دعا لأسماء بنت عميس و ذرّيتها.
قال عمر: أنتم كما وصفتم به أنفسكم، ولكن شهادة الجار إلى نفسه لا يقبل.
فقال عليّ : إذا كنّا نحن كما تعرفون و لا تنكرون، و شهادتنا لأنفسنا لا تقبل، و شهادة رسول اللَّه صلى الله عليه و آله لا تقبل، فإنّا للَّه و إنّا إليه راجعون. إذا ادّعينا لأنفسنا تسألنا البيّنة، فما من معين يعين، و قد و ثبتم على سلطان اللَّه و سلطان رسوله، فأخرجتموه من بيته إلى بيت غيره من غير بيّنة و لا حجّة (وَسَيَعْلَمُ الّذينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ)
___________________________________




الشعراء: 227.ثمّ قال لفاطمة عليهاالسلام: انصرفي حتّى يحكم اللَّه بيننا و هو خير الحاكمين.

قال المفضّل: قال مولاي جعفر : كلّ ظلامة حدثت في الإسلام، أو تحدث، و كلّ دم مسفوك حرام، و منكر مشهور، و أمر غير محمود، فوزره في أعناقهما و أعناق من شايعهما أو تابعهما، و رضي بولايتهما إلى يوم القيامة.
___________________________________




البحار: 29/ 194- 199، عن الكشكول فيما جرى على آل الرسول : 203- 205.

أقول: اُنظر إلى قول عمر ما أعرفه بشأن أبناء الدنيا، حيث قال: الناس عبيد الدنيا، لقد تفطّن بما هو الواقع من شأن أكثر الناس، لأنّ أبناء الدنيا أعرف بأمثالهم.

و هذا الخبر يكشف الغطاء عن وجه المرام من الطرفين بأوضح ما كشف، و يعلم منه أنّه لماذا منعوا حقّ فاطمة الزهراء عليهاالسلام من فدك؟ عزّ و جلّ و لماذا منعوا الفي ء والخمس من بني هاشم، يعني من عليّ و أولياءه و أخصّائه؟و قول عمر لفاطمة عليهاالسلام: إنّ جابر بن عبداللَّه و جرير بن عبداللَّه ذاكرا أمراً هيّناً، و أنت ادّعيت أمراً عظيماً؛
و جواب عليّ من أباطيله، يدلّ على أنّ المحور والهدف إثبات غاصبيّتهما فدك و حقّ فاطمة عليهاالسلام، والهدف الأساسي إثبات غصبهما حقّ عليّ يعني الولاية والخلافة، لكن هما خاضا الباطل حتّى ارتدّا وصارا سبباً لارتداد النّاس، وضلّا وأضلّا الناس، فبعداً للقوم الظالمين.
3646/ 2- قال في شرح النهج: و ما قصد أبوبكر و عمر بمنع فاطمة عليهاالسلام عنها إلّا ألّا يتقوّى عليٌّ بحاصلها و غلّتها على المنازعة في الخلافة، و لهذا أتبعا ذلك بمنع فاطمة و عليّ عليهماالسلام و سائر بني هاشم و بني المطلب حقّهم في الخمس...
و قال لي علويّ من الحلّة- يعرف بعلي بن مهنّأ ذكيّ ذوفضائل-: ما تظنّ قصد أبي بكر و عمر بمنع فاطمة عليهاالسلام فدك عزّ و جلّ قلت: ما قصدا عزّ و جلّ قال: أرادا ألّا يظهرا لعليّ - و قد اغتصباه الخلافة- رقّة و ليناً وخذلاناً، و لايرى عندهما خوراً.
___________________________________
شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 16/ 236.



فإذا كان أبوبكر لا يطلب أحداً من الصحابة بالبيّنة على الدين أو العدة، فكيف طلب من الزهراء عليهاالسلام بيّنة على النحلة؟
و هل كان النظام القضائي يخصّ الزهراء عليهاالسلام وحدها بذلك، أو أنّ الظروف
السياسيّة الخاصّة هي الّتي جعلت لها هذا الاختصاص؟
___________________________________



فدك في التأريخ:150.
و قد افترضنا- (على فرض المحال)- أنّ أبابكر هو الخليفة الشرعي للمسلمين يومئذ، و إذن فهو وليّهم المكلّف بحفظ حقوقهم و أموالهم، فإذا كانت الزّهراء عليهاالسلام صادقة في رأيه، و لم يكن في الناس من ينازعها، فليس للخليفة أن ينتزع فدكاً منها، و تحديد الحكم بالبيّنة خاصّة إنّما يحرم الحكم و لايجيز انتزاع الملك من صاحبه.
___________________________________



فدك في التأريخ: 152.

و لا ننس أن نلاحظ أنّ الظروف الاقتصادية العامّة كانت تدعو إلى الإرتفاع بماليّة الدولة، والإهتمام بإكثارها إستعداداً للطواري المترقبة، فلعلّ هذا حدى بالحاكمين إلى انتزاع فدك.
كما يتبيّن ذلك بوضوح من حديث لعمر مع أبي بكر يمنعه فيه عن تسليم فدك إلى الزهراء عليهاالسلام، و يعلّل ذلك بأنّ الدولة في حاجة إلى المال، لإنفاقه في توطيد الحكم و تأديب العصاة و القضاء على الحركات الإنفصاليّة الّتي قد يقوم بها المرتدّون.
و نخرج من البحث بنتيجة، و هي: أنّ تأميم أبوبكر لفدك يمكن تفسيره:
1- بأنّ الظروف الإقتصادي دعى إلى ذلك.
2- بأنّ أبابكر خشي أن يصرف عليّ ثروة قرينته في سبيل التوصّل إلى السلطان.
- أقول: كما أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله صرف ثروة خديجة عليهاالسلام في سبيل دعوته إلى الإسلام-.
و إنّ موقفه من دعاوي الزهراء عليهاالسلام بعد ذلك و استبساله في رفضها قد يكون

مردّه إلى هذين السبيلين:
1- إلى مشاعر عاطفيّة كانت تنطوي عليها نفس الخليفة...
2- وحدة سياسيّة عامّة بنى عليها أبوبكر سيرته مع الهاشميين... لأنّ الدواعي الّتي بعثته إلى انتزاع فدك كانت تدعوه إلى الإستمرار على تلك الخطّة ليسلب بذلك من خصمه الثروة الّتي كانت سلاحاً قويّاً في عرف الحاكمين يومذاك و يعزز بها سلطانه...
___________________________________



فدك في التأريخ: 68- 73.

أقول: وللإمام أن ينقذ حقّه الّذي جعله اللَّه له بأيّ طريق ممكن، ولكن المؤتمرين صدّوا كلّ الطرق الممكنة عليه. 3647/ 3- و عمر نفسه يشهد لأبي بكر بأنّه كان مداوراً سياسيّاً بارعاً في يوم السقيفة، في حديث طويل له يصفه فيه بأنّه أحسد قريش.
___________________________________



فدك في التأريخ: 61.
أقول: هذه قليلة من كثير تدلّ على نفسيات الخليفة يجدها المتتبّع في الروايات و العبارات المأثورة قبل سلطته و بعدها، و أدلّ العبارات كلام أميرالمؤمنين عليّ حيث يقول: «فشحّت عليها نفوس قوم...»
___________________________________



شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 16/ 208. و هكذا عبارات خطبة الشقشقيّة.

3648/ 4- رسالة أميرالمؤمنين إلى أبي بكر لمّا بلغه عنه كلام بعد منع الزهراء عليهاالسلام فدك:
شقّوا متلاطمات أمواج الفتن بحيازيم سفن النجاة... و اقتسموا مواريث الطاهرات الأبرار، و احتقبوا ثقل الأوزار بغصبهم نحلة النبيّ المختار... أما واللَّه؛ لو أذن لي بما ليس لكم به علم لحصدت رؤوسكم عن أجسادكم كحبّ الحصيد بقواضب من حديد...



مطالبة فاطمة حقّها وفدكاً


3655/ 1- العيّاشي: بإسناده عن جميل بن درّاج، عن أبي عبداللَّه قال: أتت فاطمة عليهاالسلام تُريد فدكاً.
فقال: هاتي أسود أو أحمر يشهد بذلك.
قال: فأتت باُمّ أيمن.
فقال: بما تشهدين.
قالت: أشهد أنّ جبرائيل أتى محمّد صلى الله عليه و آله فقال: فإنّ اللَّه يقول: (وَآتِ ذَا القُرْبى حَقَّه)، فلم يدر محمّد صلى الله عليه و آله من هم؟
فقال: يا جبرئيل! سل ربّك من هم؟
فقال: فاطمة ذوالقربى، فأعطاها فدكاً. فزعموا أنّ عمر محى الصحيفة، و قد كان كتبها أبوبكر.
___________________________________




غاية المرام:324 ح 7. أقول: و روى عطيّة العوفي، قال: لما افتتح رسول اللَّه صلى الله عليه و آله خيبر وأفاء اللَّه عليه فدك، و أنزل عليه (وَآتِ ذَا القُرْبى حَقَّه).

قال: يا فاطمة! لك فدك.
و عن أبي الطفيل عن عليّ قال: قال يوم الشورى: أفيكم أحد تمّ نوره من السماء حين قال (وَآتِ ذَا القُرْبى حَقَّه وَالمِسْكين)؟
قالوا: لا. (البحار: 29/ 120- 121، عن تفسير العيّاشي).
3656/ 2- مصباح الأنوار؛ لبعض علمائنا الأخيار: عن أبي جعفر قال: دخلت فاطمة عليهاالسلام بنت محمّد رسول اللَّه صلى الله عليه و آله على أبي بكر، فسألته فدكاً.

قال: النبيّ لا يورث.
فقالت: قد قال اللَّه تعالى: (وَوَرِثَ سُلَيْمان داود).
فلمّا حاجّته أمر أن يكتب لها، وشهد عليّ بن أبي طالب و اُمّ أيمن.
قال: فخرجت فاطمة عليهاالسلام فاستقبلها عمر، فقال: من أين جئت يا بنت رسول اللَّه؟
قالت: من عند أبي بكر من شأن فدك، قد كتب لي بها.
فقال عمر: هاتي الكتاب.
فأعطته، فبصق فيه، و محاه عجّل اللَّه جزائه.
فاستقبلها عليّ ، فقال: مالك يا بنت رسول اللَّه! غضبى.
فذكرت له ما صنع عمر.
فقال: ما ركبوا منّي و من أبيك أعظم من هذا.
فمرضت فجاءا يعودانها، فلم تأذن لهما، فجاءا ثانية من الغد، فأقسم عليها أميرالمؤمنين ، فأذنت لهما، فدخلا عليها فسلّما، فردّت ضعيفاً.
ثمّ قالت لهما: أسألكما باللَّه الّذي لا إله إلّا هو؛ أسمعتما يقول رسول اللَّه صلى الله عليه و آله في حقّي: من آذى فاطمة فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى اللَّه.
قالا: اللهمّ نعم.
قالت: فاشهدا أنّكما قد آذيتماني.
___________________________________

البحار: 29/ 157.


3657/ 3- المفضّل بن عمر، عن الصادق - في حديث طويل- وفيه:
ثمّ تبتدي فاطمة عليهاالسلام فتشكو ما نالها من عمر و ما نالها من أبي بكر، وأخذ فدك منها، ومشيها إليه في مجمع من المهاجرين والأنصار، و خطابها له في أمر فدك، و ما ردّ عليها من قوله: إنّ الأنبياء لا تورث، واحتجاجها بقول زكريّا

و يحيى عليهماالسلام، و قصّة داود و سليمان عليهماالسلام.
و قول صاحبه: هاتي صحيفتك الّتي ذكرت أنّ أباك كتبها لك، و إخراجها الصحيفة، و أخذها منها و نشرها على رؤوس الأشهاد من قريش و سائر المهاجرين و الأنصار،و تفل فيها، و عزله لها و تمزيقه إيّاها. و بكاؤها و رجوعها إلى قبر أبيها باكية حزينة تمشي على الرمضاء قد أقلقتها، و استغاثتها باللَّه و بأبيها رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، و تمثّلها فيه بقول رقيّة بنت صفى:

قد كان بعدك أنباء و هنبثةلو كنت شاهدها لم تكثر الخطبإنّا فقدناك فقد الأرض وابلهاواختلّ قومك فاشهدهم ولا تغبأبدى رجال لنا نجوى صدورهملمّا مضيت و حالت دونك الحجبلكلّ قوم لهم قرب و منزلةعند الإله على الأدنين مقتربيا ليت قبلك كان الموت يأخذناأملوا اُناس وفازوا بالّذي طلبوا




و تقصّ عليه قصّة أبي بكر و إنفاذه خالداً و قنفذ و عمر و الجمع معهم لإخراج أميرالمؤمنين من بيته إلى البيعة في سقيفة بني ساعدة.
و اشتغال أميرالمؤمنين بعد وفاة رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، و ضمّ أزواجه و تعزيتهم و جمع القرآن و تأليفه، و قضاء ديونه و إنجاز عداته، و هي ثمانون ألف درهم باع فيها تليده و طارفه قضاها عن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله.
و قول عمر: اُخرج يا عليّ! إلى ما أجمع عليه المسلمون من البيعة، فما لك أن تخرج عمّا أجمع عليه المسلمون و إلّا قتلناك.
و قول فضّة جارية فاطمة عليهاالسلام: إنّ أميرالمؤمنين مشغول، و الحقّ له، إن أنصفتم من أنفسكم وأنصفتموه.
3658/ 4- و ذكر أبوعليّ الطبرسي في قوله (تعالى): (وَإِذَا وَقَع القَوْل عَلَيْهم
أَخْرجنا لَهُمْ دابَّة من الأَرْض تُكلّمُهمْ) ما يؤيّد ذلك.
___________________________________



مختصر بصائر الدرجات: 191 و 192. .

أقول: والّذي يظهر من هذا الحديث؛ أنّ عمر بن الخطّاب مزّق كتابين:
أحدهما: الّذي كتبه رسول اللَّه صلى الله عليه و آله على أمر فدك لفاطمة عليهاالسلام، و أنّ عمر تفل فيه و خرقه و مزّقه.
و الثاني:- كما في روايات اُخرى- أخذ منها عليهاالسلام ما كتبه أبوبكر، و ذلك في كتابه الّذي كتبه في فدك وردّها للزهراء عليهاالسلام بعد احتجاجها عليه، وأخذه عمر أيضاً، و تفل فيه ومزّقه.
فمزّق عمر كتابين، و تفل فيهما، أحدهما كتاب رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، والآخر كتاب أبي بكر.
و إنّما الّذي أحرق قلب سيّدة النساء العالمين الّتي هي قلب رسول اللَّه صلى الله عليه و آله؛ تمزيق عمر كتاب رسول اللَّه صلى الله عليه و آله بعد أن تفل فيه، و صار سبب بكائها ورجوعها إلى قبر أبيها و...
3659/ 5- قال في تفسير القمّي: (مَنّاع للخَيْر).
المنّاع: الثاني. والخير: ولاية أميرالمؤمنين ، و حقوق آل محمّد ، و لمّا كتب الأوّل كتاب فدك بردّها على فاطمة عليهاالسلام منعه (شقّه، خ ل) الثاني، فهو معتد أثيم.
___________________________________


البحار: 29/ 113، عن تفسير القمّي.
3660/ 6-... قال: ثمّ إنّ فاطمة بلغها أنّ أبابكر قبض فدكاً
___________________________________



عقد المؤلّف العلّامة لبحث فدك باباً مستقلّاً، و سيجي ء تمام الكلام عند ذلك، و إن شئت راجع في منع فدك عنها عليهاالسلام! صحيح البخاري: كتاب الخمس 1، فضائل أصحاب النبيّ صلى الله عليه و آله 12، كتاب المغازي: 38 و 14، الفرائض: 3، صحيح مسلم كتاب الجهاد: 49 و53، الامارة: 19، سنن النسائي الجهاد: 52 و53 و54، كتاب الفي ء: 9؛ مسند ابن حنبل: 1/ 4 و 6 و 9 و 10 و 13- 2/ 353، سنن الترمذي كتاب السير: 44، تأريخ الطبري: 3/ 208، مشكل الآثار للطحاوي: 1/ 48، سنن البيهقي: 6/ 300، كفاية الطالب: 226، تأريخ ابن كثير: 5/ 285، الخميس: 2/ 93 (هامش البحار).

رد مع اقتباس