[سيد جلال الحسيني]

الفصل : 122

1- عن الحسين بن ثوير بن أبي فاختة قال:
قال أبو عبد الله :
يا حسين من خرج من منزله يريد زيارة قبر
الحسين بن علي صلى الله عليه واله إن كان ماشيا كتب الله له بكل خطوة حسنة و محي عنه سيئة حتى إذا صار في الحائر كتبه الله من المصلحين المنتجبين حتى إذا قضى مناسكه كتبه الله من الفائزين حتى إذا أراد الانصراف أتاه ملك فقال :
إن رسول الله صلى الله عليه واله يقرئك السلام و يقول لك استأنف العمل فقد غفر لك ما مضى .
وقفة :
1 - في هذه الرواية يبين الامام الصادق أجر وثواب زائر الامام الحسين:
((إن كان ماشيا)) . وسياتي اجر من زاره راكبا او في السفية.
2 – فان استشهد في الطريق فله حكمه كما سياتي البحث فيه وان وصل
(حتى إذا صار في الحائر) فاقرء اجره العظيم وهو :
((كتبه الله من المصلحين المنتجبين)).
2 – سمى الامام اعماله بالمناسك فان انتهت مناسكه في الزيارة المباركة:
((كتبه الله من الفائزين)).
3 – هنا وقد اصبح من الفائزين والحمد لله رب العالمين فاستحق حينئذ ان يقال له :
((إن رسول الله صلى الله عليه واله يقرئك السلام و يقول لك استأنف العمل فقد غفر لك ما مضى))
فاي بشارة اعظم من هذه البشارة ؟!


والان مع الرواية الثاني في هذا الباب :


2 - عن بشير الدهان عن أبي عبد الله قال :
إن الرجل ليخرج إلى قبر الحسين فله إذا خرج من أهله بأول خطوة مغفرة ذنوبه
ثم لم يزل يقدس بكل خطوة حتى يأتيه
فإذا أتاه ناجاه الله تعالى فقال :
عبدي سلني أعطك ادعني أجبك اطلب مني أعطك سلني حاجة أقضيها لك قال : و قال أبو عبد الله :
و حق على الله أن يعطي ما بذل .
وقفة :
الذي افهمه من اختلاف الروايات في اجر الزائر وكيفية الاجر ونوعه ان هناك اختلاف في درجة الزوار وكيفية ادبهم وتادبهم في اثناء الزيارة وسلوكياتهم في الطريق وعبادتهم واذكارهم وهم يمشون الى امامهم الشهيد .
1 – ((فله إذا خرج من أهله بأول خطوة مغفرة ذنوبه))
لاحظ هنا اول خطوة خطاها الزائر نحو الامام
الحسين فقد غفرت ذنوبه ؛
بينما في الرواية السابقة بعد ان انتهت مناسكه بشر الزائر بمغفرة ذنوبه :
(( حتى إذا قضى مناسكه كتبه الله من الفائزين حتى إذا أراد الانصراف أتاه ملك فقال :
إن رسول الله صلى الله عليه واله يقرئك السلام و يقول لك استأنف العمل فقد غفر لك ما مضى )).
2 – في الرواية السابقة((له بكل خطوة حسنة و محي عنه سيئة حتى))
بينما في هذه الرواية المباركة له بكل خطوة
((لم يزل يقدس بكل خطوة حتى يأتيه ))
انما فهمت من تقديسه لانه لم يكن له ذنوب حيث غفرت باول خطوة كما قرانا ذلك ؛ بقي ان يقدس بكل خطوة يخطوها.
3 – في الرواية السابقة(( حتى إذا صار في الحائر كتبه الله من المصلحين المنتجبين))
بينما في هذه الرواية(( فإذا أتاه ناجاه الله تعالى فقال : عبدي سلني أعطك ادعني أجبك اطلب مني أعطك سلني حاجة أقضيها لك))
نعم هناك في تلك الرواية مناجات رسول لله له صلى الله عليه واله(( إن رسول الله صلى الله عليه واله يقرئك السلام و يقول لك استأنف العمل فقد غفر لك ما مضى))
بينما هنا ؛ الله سبحانه وتعالى هو من يناجيه وليس في المناجات غفران ذنوب لانها مغفورة باول خطوة .
لاحظ قارئي العزيز :
الدقة المتناهية في التعبير في الروايات لتشهد بصحتها والله رب السماوات والارض قسما لم يلتفت للدقة هذه غير المعصوم المختار من الله تعالى ؛
فالعاقل لا يحتاج الى دليل للسند ان فهم الروايات حق فهمها وانما يعجز الجاهل عن فهم كلام المعصوم فان لم يحط به كذبه :
بَلْ كَذَّبُوا بِما لَمْ يُحيطُوا بِعِلْمِهِ بَلْ كَذَّبُوا بِما لَمْ يُحيطُوا بِعِلْمِهِ وَ لَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْويلُهُ كَذلِكَ كَذَّبَ الَّذينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الظَّالِمينَ (39)(يونس)