منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - أمير المؤمنين عليه السلام بطل حرب وسلم ...
عرض مشاركة واحدة

mowalia_5
الصورة الرمزية mowalia_5
مشرفة سابقة
رقم العضوية : 1770
الإنتساب : Jun 2008
الدولة : هذي الكويت صل على النبيّ ..
المشاركات : 1,045
بمعدل : 0.17 يوميا
النقاط : 246
المستوى : mowalia_5 is on a distinguished road

mowalia_5 غير متواجد حالياً عرض البوم صور mowalia_5



  مشاركة رقم : 9  
كاتب الموضوع : mowalia_5 المنتدى : ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
افتراضي الجزء الأخير..
قديم بتاريخ : 09-Mar-2010 الساعة : 02:22 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدالله رب العالمين وتلصلاة على محمد وآله الطاهرين واللعن الدائم على اعدائهم أجمعين



تعاليم مابعد الحرب
************

ومواقف أمير المؤمنين () وتوصياته كلها فيما بعد هزيمة العدو تدل على أنه لم يكن يهدف من الحرب سوى القضاء على الفتنة، وليس التشفي بالقتل ولا قتل البغاة المحاربين له سواء قاتلوا أو اختاروا ترك القتال ولو فرارا بأرواحهم.
ومن النصوص الدالة على ذلك:
أ - روى الكليني بسند صحيح عند جمع من علمائنا (في المعلى بن محمد البصري) عن أبي حمزة الثمالي قال: «قلت لعلي بن الحسين صلوات الله عليهما: إن عليا () سار في أهل القبلة بخلاف سيرة رسول الله (صلوات الله عليه وآله) في أهل الشرك، قال: فغضب ثم جلس، ثم قال: سار والله فيهم بسيرة رسول الله (صلوات الله عليه وآله) يوم الفتح، إن عليا () كتب إلى مالك وهو على مقدمته يوم البصرة بأن لا يطعن في غير مقبل ولا يقتل مدبرا، ولا يجيز على جريح، ومن أغلق بابه فهو آمن». (الكافي 5/33 ح3)
ب - وروى الكليني ونصر بن مزاحم (والنص للثاني) عن جندب قال: إن عليا كان يأمرنا في كل موطن لقينا مع عدوه، يقول:
«فإذا قاتلتموهم فهزمتموهم فلا تقتلوا مدبرا، ولا تجهزوا على جريح، ولا تكشفوا عوراتكم، ولا تمثلوا بقتيل، فإذا وصلتم إلى رحال القوم فلا تهتكوا الستر، ولا تدخلوا دارا إلا بإذني، ولا تأخذوا شيئا من أموالهم إلا ما وجدتم في عسكرهم، ولا تهيجوا امرأة إلا بإذني، وإن شتمن أعراضكم وتناولن أمراءكم وصلحاءكم، فإنهن ضعاف القوى والأنفس والعقول، لقد كنا وإنا لنؤمر بالكف عنهن وإنهن لمشركات، وإن كان الرجل ليتناول المرأة في الجاهلية بالهراوة والحديد فيعير بها عقبه بعده». (الكافي 5/38 ح3، وكتاب صفين ص204، عنه مستدرك الوسائل 11/86 ح12481)
ج - وضمن باب "ما كان يوصي به أمير المؤمنين () عند القتال" في كتاب الجهاد من الكافي روى الكليني عن مالك بن أعين، قال: حرض أمير المؤمنين () الناس في صفين، وكان من جملة ما نقله:
«ولا تمثلوا بقتيل، وإذا وصلتم إلى رحال القوم فلا تهتكوا سترا، ولا تدخلوا دارا، ولا تأخذوا شيئا من أموالهم إلا ما وجدتم في عسكرهم، ولا تهيجوا امرأة بأذى وإن شتمن أعراضكم وسببن أمراءكم وصلحاءكم فإنهن ضعاف القوى والأنفس والعقول، وقد كنا نؤمر بالكف عنهن وهن مشركات، وإن كان الرجل ليتناول المرأة فيعير بها وعقبه من بعده». (الكافي 5/39 ح4)
ومن الواضح أن مثل هذه التوصيات العظيمة تنزع الأحقاد الكامنة في قلب العدو، وتجعل المؤمن المنتصر يتسامى عن الجانب الشخصي في القتال ليكون ميزان الحق والإنصاف هو الحاكم على تصرفاته.
ويشهد لتلك التوصيات كلمات كبار فقهاء الإمامية.
أ - قال الشهيد الثاني المتوفى سنة965هـ:
"ويحرم الغدر بالكفار والغلول منهم والتمثيل بهم". (فوائد القواعد ص461)
وقال أيضا:
"ويكره نقل رؤوس الكفار إلا مع نكاية الكفار به". (فوائد القواعد ص461)
ب - وقال المحقق الحلي المتوفى سنة 676هـ:
"النظر الثاني فيمن يجب جهادهم، وهم ثلاثة:
الأول: البغاة: يجب قتال من خرج على إمام عادل إذا دعا إليه هو أو من نصبه، والتأخر عنه كبيرة، ويسقط بقيام من فيه غنى ما لم يستنهضهم الإمام على التعيين، والفرار منه في حربهم كالفرار في حرب المشركين.
ويجب مصابرتهم حتى يفيئوا أو يقتلوا، ومن كان له فئة أجهز على جريحهم وتبع مدبرهم وقتل أسيرهم، ومن لا فئة له يقتصر على تفريقهم، فلا يذفف على جريحهم، ولا يتبع مدبرهم، ولا يقتل أسيرهم، ولا يسترق ذريتهم ولا نساؤهم ولا تؤخذ أموالهم التي ليست في العسكر". (المختصر النافع ص110)
ج - وقال العلامة الحلي المتوفى سنة 726هـ:
"مسألة 249: أهل البغي قسمان:
أحدهما أن لا تكون لهم فئة يرجعون إليها ولا رئيس يلجئون إليه، كأهل البصرة وأصحاب الجمل.
والثاني: أن يكون لهم فئة يرجعون إليها ورئيس يعتضدون به ويجيش لهم الجيوش، كأهل الشام وأصحاب معاوية بصفين.
فالأول لا يجاز على جريحهم ولا يتبع مدبرهم ولا يقتل أسيرهم.
والثاني يجاز على جريحهم ويتبع مدبرهم ويقتل أسيرهم، سواء كانت الفئة حاضرة أو غائبة قريبة أو بعيدة، ذهب إلى هذا التفصيل علماؤنا أجمع، وبه قال ابن عباس وأبو حنيفة وأبو إسحاق من الشافعية لأنا إن لم نقتلهم لم نأمن عودهم وقتالهم". (تذكرة الفقهاء 9/421)
فالتفصيل الذي أورده الحليان المحقق والعلامة بالتفريق ما بين أهل الجمل وصفين وتبناه بعض أعلام أهل السنة يشهد بأن المسألة لا تتعلق بأي رغبة في سفك الدم بل بوأد الفتنة والمحرضين عليها.


هذه نبذة مختصرة من سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه، وهي سيرة تشهد بصدق أنه بطل في الحرب وبطل في السلام.


****************************


توقيع mowalia_5







رد مع اقتباس