عباد في أَزمَانِ الفَتَرَاتِ
الفصل : 10
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد واله وعجل فرجهم والعن اعدائهم
قال رسول الله صلى الله عليه واله :َ
(إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ مَا إِنْ تَمَسَّكتُمْ بِهِمَا لَنْ تَضِلوا:
كِتَابَ اللَّهِ وَ عِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي)
*****
المقتطف : 6
وفي هذا المقتطف المبارك يصف امير المؤمنين
حالاتهم فيما بينهم ؛ وبينهم وبين انفسهم .
((فَلَوْ مَثلتَهُمْ لِعَقلِكَ فِي مَقَاوِمِهِمُ الْمَحْمُودَةِ وَ مَجَالِسِهِمُ المَشْهُودَةِ وَ قَدْ نَشَرُوا دَوَاوِينَ أَعْمَالِهِمْ وَ فَرَغُوا لِمُحَاسَبَةِ أَنْفُسِهِمْ عَلَى كُلِّ صَغِيرَةٍ وَ كَبِيرَةٍ أُمِرُوا بِهَا فَقَصَّرُوا عَنْهَا أَوْ نُهُوا عَنْهَا فَفَرَّطُوا فيهَا وَ حَمَّلُوا ثِقَلَ أَوْزَاِرِهمْ ظُهُورَهُمْ فَضَعُفُوا عَنِ الاسْتِقْلالِ بِهَا فَنَشَجُوا نَشِيجاً وَ تَجَاوَبُوا نَحِيباً يَعِجُّونَ إِلَى رَبِّهِمْ مِنْ مَقَامِ نَدَمٍ وَ اعْتِرَافٍ لَرَأَيْتَ أَعْلامَ هُدًى وَ مَصَابِيحَ دُجًى قَدْ حَفتْ بِهِمُ الْمَلائِكَةُ وَ تَنَزَّلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَة وَ فُتِحَتْ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَ أُعِدَّتْ لَهُمْ مَقَاعِدُ الكَرَامَاتِ فِي مَقْعَدٍ اطلَعَ اللهُ عَلَيْهِمْ فِيهِ فَرَضِيَ سَعْيَهُمْ وَ حَمِدَ مَقَامَهُمْ...))
يفهم من شرح الشيخ المجلسي رحمة الله عليه وهو بيّن في نص كلامه
ليس المقصود بهؤلاء العباد هم الائمة
لانهم معصومون ولا يحتاجون لمحاسبة النفس ثم الجلوس مجاميع مع بعضهم او حتى لو فهمنا العبارة لوحدهم
فلا يمكن ان نتصورهم بانهم هم الائمة
كما هو واضح في صفات المتقين التي قالها امير المؤمنين
لهمام رضوان الله تعالى عليه فانها صفات قد امرنا ان نتحلى بها نحن الغير معصومين .
ثم يقول امير المؤمنين
:
((فَرَغُوا لِمُحَاسَبَةِ أَنْفُسِهِمْ عَلَى كُلِّ صَغِيرَةٍ وَ كَبِيرَةٍ أُمِرُوا بِهَا فَقَصَّرُوا عَنْهَا أَوْ نُهُوا عَنْهَا فَفَرَّطُوا فيهَا وَ حَمَّلُوا ثِقَلَ أَوْزَاِرِهمْ ظُهُورَهُمْ فَضَعُفُوا عَنِ الاسْتِقْلالِ بِهَا فَنَشَجُوا نَشِيجاً وَ تَجَاوَبُوا نَحِيباً يَعِجُّونَ إِلَى رَبِّهِمْ مِنْ مَقَامِ نَدَمٍ وَ اعْتِرَافٍ))
قارئي العزيز :
فهل يتوقع ان هؤلاء هم الائمة المعصومون المنزهون من كل عيب ومعصية وتقصير حاشاهم وقد قال الله تعالى عنهم :
ُ
إِنَّما يُريدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهيراً (33)(الاحزاب )
اذن فهم من عباد الله تعالى في الفترات لهم هذه الصفات ولهم هذه الاعمال نساله تعالى ان يوفقنا واياكم ان نكون منهم ويجنبنا الادعاء الاجوف الذي يدعيه البعض بانه منهم وهو خالي من اي صفة من هذه الصفات .
وسنشرح المقتطف وفق هذا الفهم ان شاء الله تعالى