[سيد جلال الحسيني]

الفصل : 2

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين .
((عن النبي صلى الله عليه واله انه قال :
إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمُ الثقَلَيْنِ مَا إِنْ تَمَسكْتُمْ بِهِمَا لَنْ تَضِلوا كِتَابَ اللهِ وَ عِترَتِي أَهْلَ بَيْتِي وَ إِنَّهُمَا لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ))

****
وقفنا في صفوف منتظمة فسألت الذي كان يتقدمني في الصف لماذا هذا التاخير ؟؟
- اخي سيختمون على ذراعك المبارك فان مُسِح الختم من يدك بسبب إن العرق مسحه أو لأي علة ؛ فسوف تكون ضيفاً على هذه الوجوه الشاحبة والبطون الملتصقة بظهورهم
والسياط التي تتلوى على ظهرك لتناغيك عند منامك...
(اُصبت برعب ودهشة وأخذت انظر ليدي واناديه انك ستشهد عليَّ في يوم القيامة لما عملت من المعاصي ؛
وهل في نيتك ان تؤذيني عند اعداء الله ؟
ارجوك حافظ على الختم وان غفلت عنه انا .)
واخيرا ختم السجّان على يدي بخاتم السجن ؛ فمسكت يدي واخاف ان يمسح الختم
يا رب
ما هذه الورطة وانا افكر وأتقدم الى ألامام واذا ببيت أشبه ببيت الفئران او القططة
صغير للغاية ؛
وأرضه كأنها معمل لزيوت السيارات واصبحت اطلالا دارسة سوداء بصفار قبيح ؛
وفي وسط السجن حوض
قد تكسر جدرانه بتكسر قلب جيرانه ؛
يا للوحشة المخيفة
وفيه حنفية للماء وجنب الحوض رجل أعمى جالس في حرارة الشمس
آه ....
آخ ...
شمس العراق التي تصهر الجمجمة بحرارتها اليابسة ؛ وهذا الاعمى جالس تحت رحمتها ورجل آخر طويل القامة بجنبه يحمل الماء بصورة متتالية ويسكبها على راس الاعمى
فغفلت عن هذا المنظر عندما وجدت هناك غرفة امامي فتقدمت نحو الغرفة ..