منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - الدرس الاخلاقي3
عرض مشاركة واحدة

خادم الجوادين
عضو مميز
رقم العضوية : 8208
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : العراق/بغداد
المشاركات : 784
بمعدل : 0.14 يوميا
النقاط : 217
المستوى : خادم الجوادين is on a distinguished road

خادم الجوادين غير متواجد حالياً عرض البوم صور خادم الجوادين



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
Post الدرس الاخلاقي3
قديم بتاريخ : 20-Mar-2010 الساعة : 05:06 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


علاقة الجمال الظاهر بالباطن
الجمال الظاهر هو الخطوة الأولى للوصول إلى الجمال الباطن، فالإنسان يبدأ بالمحسوس، ليرتقي إلى المجرد، ويقول ابن الدباغ : " قد تضيق العبارة عن وصف لذة محسوسة، إذا قصدنا تفهيمها لمن ليست له حاسة إدراكها.. فلو سألنا من لم يخلق فيه حس الذوق قط عن طعم الحلاوة واللذة بها، لن يمكننا أن نُفْهِمَهُ تلك اللذة أصلاً، ولا أن نعبر له عن كيفية حقيقتها ؛ لأن العلم بالأشياء إنما يحصل لنا أولاً عن طريق الحواس، فمن فقدها لم يتوصّل إلى علم أصلاً ".
فابن الدباغ يرى أن الجمال الظاهر، هو الوسيلة إلى تحريض ذلك الجمال الكامن فينا بالقوة، ليخرجه إلى الفعل، فتبتهج النفس له وتنفعل به.. يقول : " وإننا نجد كل ذي حس من الناس تتأثر نفسه بمشاهدة الجمال الظاهر، ونعلم أن ذلك فيهم غريزي.. فاعلم أن الجمال الظاهر تتوصل إلى إدراكه الحواس، والجمال العقلي لا يُتَوَصَّلُ إليه إلا بصفاء العقل الإلهي، وهذا لا يوجد لكل الناس ؛ فلذلك لا يعقله ولا يدركه إلا القليل.. ومن وصل إليه، يجد فيه من اللذة ما لا يجده مدرك الجمال الظاهر ".
فالإنسان العاقل يستطيع توظيف إدراك الجمال الظاهر، للوصول إلى الجمال الباطن وإدراكه.. وذلك يكون عن طريق إدراك النفس للجمال والهيام به ليرتقي بها، فتنفعل به، لأنه يشكل لها لذة في إدراكه.. فهو أثر من آثار العالم الأعلى الذي تحنّ النفس إليه من الأزل.
" فالجمال الظاهر دليل على الباطن، والجزئي دليل على الكلي، والمقيد دليل على المطلق، وكلها تشير إلى الجمال الإلهي ".
من كتاب الجمال والكمال في كتاب مشارق أنوار القلوب ومفاتح أسرار الغيوب (ابن الدبّاغ)

توقيع خادم الجوادين




رد مع اقتباس