[حفيد الزهراء]

بسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله وآله آل الله
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين

ديمومة الإمامة واستمراريتها

الآية الأولى:

قال الله تعالى في كتابه الكريم لإبراهيم الخليل :

((إني جاعلُكَ للناس إماماً))البقرة124

وهذه الإمامة غير النبوة والرسالة التي كانت لإبراهيم . والدليل على ذلك:

1- أن النبي إبراهيم طلب الإمامة لذريته((قال ومِنْ ذريتي)) والمعلوم ان الله تعالى وهب لنبيه(ع) الذرية على الكبر

قال تعالى: ((الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسمعيل وإسحق))إبراهيم39

وحكى القرآن عن زوجته((قالت ءألد وانا عجوز وهذا بعلي شيخاً إن هذا لشيئٌ عجيب))هود72

2- اما قوله تعالى ((وإذ ابتلى إبراهيمَ ربُّه بكلماتٍ فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماماً))البقرة124 يدل أن الله تعالى وهبه الإمامة بعد

الإمتحانات والإبتلاءات التي ابتلي بها في حياته واكبرها قضية ذبح إسمعيل(ع)((إن هذا لهو البلؤا المبين))الصافات106

عن الصادق ((وقد كان إبراهيم نبياً وليس بإمام حتى قال الله إني جاعلك للناس إماماً))الأصول من الكافي ج1ص174

هذه الإمامة التي ثبتتت لإبراهيم طلبها لذريته ((قال ومن ذريتي)) فاستجاب رب العزة طلبه ولكنه تعالى لم يجعلها في الظالمين من ذريته

قال((لا ينال عهدي الظالمين)) وعهده تعالى هي الإمامة.

عن الإمام أبي الحسن الرضا : إن الإمامة خص الله سبحانه وتعالى بها إبراهيم الخليل بعد النبوة والخلة مرتبة ثالثة

وفضيلة شرّفه الله بها، فأشار بها ذكره فقال عز وجل: (إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً) البقرة:124 فقال الخليل سروراً بها: (وَمِن ذُرِّيَّتِي) الأنبياء:72

قال الله عزّ وجل: (لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) الأنبياء:73، فأبطلت هذه الآية إمامة كل ظالم الى يوم القيامة، وصارت في الصفوة...

ثم أكرمه الله عز وجل بأن جعل في ذريته أهل الصفوة والطهارة.. فقال تعالى: (وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلّاً جَعَلْنَا صَالِحِينَ*

وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ

وَإِقَامَ الصَّلاَةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ) آل عمران:68
فلم تزل في ذريته يرثها بعض عن بعض قرناً فقرناً حتى ورثها النبي فقال عز وجل:

(إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ) آل عمران: 68.

فكانت له خاصة قلدها النبي علياً بأمر الله تعالى على رسم ما فرض الله..

فصارت في ذريته الأصفياء الذين أتاهم الله العلم والإيمان بقوله عز وجل: (وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى‏ يَوْمِ الْبَعْثِ) الروم:56،

فهي في ولد علي خاصة الى يوم القيامة..الأصول من الكافي ج1 ص199


نسألكم الدعاء.