منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - السلحفاة والطفل
عرض مشاركة واحدة

خادم الجوادين
عضو مميز
رقم العضوية : 8208
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : العراق/بغداد
المشاركات : 784
بمعدل : 0.14 يوميا
النقاط : 217
المستوى : خادم الجوادين is on a distinguished road

خادم الجوادين غير متواجد حالياً عرض البوم صور خادم الجوادين



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
Wink السلحفاة والطفل
قديم بتاريخ : 21-Mar-2010 الساعة : 12:58 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم



يُحكى أن أحد الأطفال كان لديه سلحفاة يطعمها ويلعب معها. وفي إحدى ليالي الشتاء الباردة، جاء الطفل لسلحفاته العزيزة فوجدها قد دخلت في غلافها الصلب طلبا للدفء، فحاول أن يخرجها فأبت.. ضربها بالعصا فلم تأبه به.. صرخ فيها فزادت تمنعا..
فدخل عليه أبوه وهو غاضب حانق، فقال له : ماذا بك يا بني؟.. فحكى له مشكلته مع السلحفاة، فابتسم الأب وقال له : دعها وتعال معي!..
ثم أشعل الأب المدفأة، وجلس بجوارها هو والابن يتحدثان.. ورويدا رويدا، وإذ بالسلحفاة تقترب منهم طالبة الدفء.. فابتسم الأب لطفله وقال : يا بني الناس كالسلحفاة، إن أردتهم أن ينزلوا عند رأيك، فأدفئهم بعطفك، ولا تكرههم على فعل ما تريد بعصاك!..

وهذه إحدى أسرار الشخصيات الساحرة المؤثرة في الحياة، فهم يدفعون الناس إلى حبهم وتقديرهم، ومن ثم طاعتهم، عبر إعطائهم من دفء قلوبهم ومشاعرهم الكثير والكثير.
المثل الانجليزي يقول : (قد تستطيع أن تجبر الحصان أن يذهب للنهر، لكنك أبدأ لن تستطيع أن تجبره أن يشرب منه!).
كذلك البشر يا صديقي، يمكنك إرهابهم وإخافتهم بسطوة أو مُلك.. لكنك أبدأ لن تستطيع أن تسكن في قلوبهم، إلا بدفء مشاعرك، وصفاء قلبك، ونقاء روحك.. وها هو رسولنا - وسلم - يخبر الطامح لكسب قلوب الناس بأهمية المشاعر والأحاسيس، فيقول : (إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم، ولكن يسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق).
إن قلبك هو المغناطيس الذي يجذب الناس.. فلا تدع بينه وبين قلب من تحب حائلاً!.. وتذكر أن الناس كالسلحفاة، تبحث عن الدفء!..


توقيع خادم الجوادين




رد مع اقتباس