[كاظم الحسيني الذبحاوي]

بسم الله الرَّحمنِ الرَّحيم . الحمد لله ربِّ العالمين . وصلى الله على خير خلقه محمّدٍ وآله الطيِّبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم منَ الأوَّلين والآخِرين إلى قيام يوم الدين . السلام على الأخوة جميعاً ورحمة الله وبركاته . أمّا بعد فإنه ومنذ سنوات، وأنا أتأمل في هذا الدعاء العظيم ( دعاء الصباح) ، بدا لي أنَّ الدعاء لا يتحدّث عن الصباح والليل واللسان والغياهب والظلام ، والفلك الدوّار باعتبارها مخلوقات كونية يراها الإنسان بجوارحه أويدركها بعقله ، حتى يمكن القول أنَّ مهمة هذا الدعاء تنتهي عند الإشارة إلى المسائل الكونية . وفيما مضى من السنين كتبتُ بعض الأسطر والتأملات في هذا الدعاء الجميل تطرقتُ فيها إلى هذا المعنى ولعلّ الله يوفقني أن أدونها مرّة أخرى من النسخة المخطوطة عندي عنوانها على ما أتذكر: تأملات في دعاء الصباح تعليقاً على كتاب كتبه في النجف سماحة العلامّة الفهّامة السّد محمّد كلانتر رضوان الله عليه أسماه مفتاحُ الفَلاح في شرح دعاء الصباح) ،فضلاً عمّا ما كتبه العلامّة الملاّ هادي السبزواري في شرحه لبعض الأدعية التي منها هذا الدعاء . كما يبدو أن الهاجس الرئيس الذي يشغل اهتمام الأخوة والشرّاح معاً هو التركيز الملفت للنظر على المفردات المعجمية التي ترد في النصوص الشريفة ،وهو وإن كان إلاّ أنه لا يصح عدم إعمال الفكر عند مقامات الكلام الشريف في القرآن وفي الحديث الشريف على نحو سواء فضلاً عن ذلك . فلو سلّمنا أنَّ دعاء الصباح يتحدث عن مسائل كونية بدلالة الألفاظ الواردة ،نجد وبعد فترة وجيزة ،وعند التوغل في الحقائق التي يقدمها الإمام أمير المؤمنين صلوات الله عليه في هذه المقامات العاليات ومن خلال هذا الدعاء أنْ لامناسبة بينها وبين المسائل الكونية ممّا يدفعنا أن نتوغل أكثر فأكثر في المغازي الكامنة وراء هذه الكلمات التي أريد بها غير ما يعطيه ظاهرها من الحديث عن فترات زمنية كالصبح والليل وما إلى ذلك .أعتذر عن ضيق الوقت وانشغال البال ،وأدعو اللهَ تعالى أن يوفقني للتواصل معكم على هذا الطريق تبياناً للحقائق التي غيَّبتها الليالي السود التي مرّت علينا وعلى محبينا الأعزاء . وحسبنا الله ونعم الوكيل . أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم .