منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - اسرار خاصة من حياة الشهيد الصدر (رض)
عرض مشاركة واحدة

صدّيقة
مشرف سابق
رقم العضوية : 4229
الإنتساب : Mar 2009
المشاركات : 279
بمعدل : 0.05 يوميا
النقاط : 206
المستوى : صدّيقة is on a distinguished road

صدّيقة غير متواجد حالياً عرض البوم صور صدّيقة



  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : صدّيقة المنتدى : إضاءات من نور المراجع والعلماء
افتراضي
قديم بتاريخ : 08-Apr-2010 الساعة : 05:24 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


زهده في المأكل والملبس :...ينقل مستخدمه الحاج (محمد علي المحقق) عن ملبسه ومأكله يقول: دخلت عليه ذات صباح فوجدته يأكل خبزة يابسة جلبتها له منذ أسبوع فلما رآني استحى ودار وجهه الشريف وأما عباءته فكانت قديمة مضت عليها السنون إذ كان يتقاسم ثوباًَ واحداً مع أخيه السيد إسماعيل الصدر والذي هو أطول منه. لكنه يقدم لخادمه أفضل وأطيب الطعام وأفضل الملبس ويحنو عليه ويتفقده إذا مرض. أخلاقه بين الناس :....يقول الشهيد الحكيم (رض) إنه كان يحب أصدقاءه ويولي للصداقة عناية خاصة ويراها مجموعة من الحقوق المتبادلة التي عبر عنها الشارع المقدس في علاقة الإخوة الإيمانية. وكان يومياً يجلس ساعة قبل صلاة الظهر ويوم الجمعة يستقبل الناس ويتعرف على مشاكلهم ويخاطب الشاب والصغير بـ(عمي) و(ابني) والآخرين بشيخنا وسيدنا، ويسبق غيره للسلام ويسلم على الصغير والكبير ويقول لكل طالب صغيراًَ كان أو كبيراً ويرحب بهم قائلاً «يرعاك الله ويحفظك الله». ويعرف عنه أنه لين الجانب، أريحياً، طويل الصبر، ذو بشاشة يستمع إلى سائله مهما كان عمره ومكانته ويداعب الأطفال ويوليهم عناية خاصة إذا دخلوا مجالس الكبار. جاءه شاب فقد أهله جميعاً بحادث سيارة فبدأ يواسيه بعاطفته الحارة وكلماته الرقيقة ويهون عليه مصابه ويشرح له حقيقة الموت وإنه بداية لطريق حياة جديدة ثم قال له: أنا أبوك وهذا جعفر ابني أخوك، هدئ الشاب وأحس بالسكينة والطمأنينة. وكثيراً ما تعرض للأذى والمضايقات الشخصية التي تصل إلى حد الإهانة والتجريح لكنه يحلم ويصبر ويقول لمحبيه «هذه أمور بسيطة ينبغي أن لا ننجر إليها لأن أمامنا مهاما كبيرة علينا تحقيقها والتضحية من أجل الإسلام العظيم». ويدعو رضوان الله عليه بالهداية لمن يؤذيه ويطعن فيه وذات مرة جرى الحديث عن بعض الأشخاص الذين يتقولون عليه فحاول أحدهم انتقاصه بذكر بعض عيوبه فمنعهم الشهيد من الدخول في هذه الأمور التي تؤدي إلى الغيبة. كثير من حساده ينتقصون مرجعيته ويشككون في شخصيته فقد أثيرت حوله كثير من الشبهات وأبسطها أنه لا يصلح للمرجعية والقيادة فالمرجعية يجب أن تكون للأشداء الأقوياء فقط أما العاطفيون الذين ترق قلوبهم أو تدمع عيونهم لهذا أو ذاك فلا، وكان بأبي وأمي يتألم قائلاً: ماذا يريد هؤلاء مني؟ هل يريدون أن أتعامل مع الناس بجفاء وخشونة؟ هل يريدون أن لا أمنحهم حبي إذ كيف للأب أن يربي أبناءه بقلب ناضب وبخُلق فظ أليس هؤلاء هم الذين سيحملون راية الإسلام ويدافعون عن كرامة القرآن إذا كنا لا نسع الناس بأحوالنا فلماذا لا نسعهم بأخلاقنا وقلوبنا وعواطفنا فقد كان (رض) جياش العاطفة سريع الدمعة، رحيم القلب مرهف الإحساس رقيق المشاعر وهو في هذا التناقض الجميع يشبه جده أمير المؤمنين علي بن أبي طالب الذي قال فيه الشاعر جمعت في صفاتك الأضداد، فقد كان جلداً شجاعاً قوياً في الميدان لكنه رقيق القلب فوار العاطفة بكاءً حينما يناجي ربه.. وما أبدع هذا التناقض الذي تجلت فيه آيات الله سبحانه.

رد مع اقتباس