[الرضية]

الطبع يغلب التطبع
دار نقاش بين عالم وفيلسوف وكان رأي العالم إن التطبع يغلب الطبع وخالفه الفيلسوف في رأيه فأراد العالم إثبات نظريته فأقام مأدبة طعام دعا إليها الفيلسوف وتلامذته فلبى الفيلسوف الدعوى وحين دخل إلى المأدبة
وجد طاولة مليئة بأصناف اللحوم فقط ووجد قطط محيطة بالطاولة تمسك بيديها شمعدانات فيها شموع وقد دربها العالم على ذلك حيث إنها شاهدت اللحوم ولم تحاول أن تفوز بقطعة أو تقترب من الطاولة وبقيت على وضعها إلى انتهاء المأدبة
ودع الفيلسوف العالم شاكرا له على الدعوة وفهم الفيلسوف الرسالة المبطنة التي تثبت أن التطبع يغلب الطبع وذلك إن القطط دربت على عدم لمس اللحم عند مشاهدته بالرغم من حب القطط للحوم .
وبعد يومين بعث الفيلسوف احد تلامذته إلى العالم وطلب منه إعادة المأدبة ولبى العالم الطلب ودخل الفيلسوف ووجد القطط والمائدة المليئة باللحوم وفجأة اخرج الفيلسوف فئرانا من جيبيه ورمى بها إلى القطط فتركت القطط الشمعدانات وأخذت تجري وراء الفئران مما أحدث الفوضى في الوليمة وما كان من العالم إلا أن قال للفيلسوف الطبع غلب التطبع