منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - الأنس بالله .
الموضوع: الأنس بالله .
عرض مشاركة واحدة

صفوان بيضون
أديب وشاعر
رقم العضوية : 6568
الإنتساب : Oct 2009
الدولة : دمشق العقيلة
المشاركات : 964
بمعدل : 0.17 يوميا
النقاط : 226
المستوى : صفوان بيضون is on a distinguished road

صفوان بيضون غير متواجد حالياً عرض البوم صور صفوان بيضون



  مشاركة رقم : 7  
كاتب الموضوع : صفوان بيضون المنتدى : ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
افتراضي الأنس بالله (7) .
قديم بتاريخ : 11-Apr-2010 الساعة : 04:20 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


الاُنس بالله
الحلقة (7)


متابعة لوازم الاُنس الإلهي :

13ـ الذكر (18) :

مقام الذاكرين لله مقام شامخ عظيم ، وإنّ من يأنس بربّه يأنس بذكره ، فإن اشتاق إلى كلامه تلى القرآن الكريم ، وإن اشتاق أن يتكلّم معه ربّه ، قام في المحراب مصلّياً ، ويسأل الله أن يجعل قلبه بحبّه متيّماً ، ولسانه بذكره لهجاً ، ويستوحش من الغفلة عن ذكر الله ، ويستوحش ممّن يغفله من الناس من ذكر الله ، إذ أنس بالله تعالى ، استوحش فاستوحش من الناس .
عن رسول الله () : عليك بمجالس الذكر .
ارتعوا في رياض الجنّة .
قالوا : يا رسول الله ، وما رياض الجنّة ؟
قال : مجالس الذكر .
ما قعد عدّة من أهل الأرض يذكرون الله إلاّ قعد معهم من الملائكة .
في وصيّة لقمان : اختر المجالس على عينك ، فإن رأيت قوماً يذكرون الله عزّ وجلّ فاجلس معهم ، فإنّك إن تكُ عالماً ينفعك علمك ويزيدونك علماً ، وإن كنت جاهلا علّموك ، ولعلّ الله يظلّهم برحمة فتعمّك معهم .
عن الإمام الصادق () : ما اجتمع قوم في مجالس لم يذكروا الله ولم يذكرونا إلاّ كان ذلك المجلس حسرة عليهم يوم القيامة .
وفي الدعاء : واجعلنا من الذين اشتغلوا بالذكر عن الشهوات ... حتّى جالت في مجالس الذكر رطوبة ألسنة الذاكرين .
( الذين آمنوا وتطمئنّ قلوبهم بذكر اللّه ألا بذكر اللّه تطمئنّ القلوب ) (19) .
( يا أيّها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فاُولئك هم الخاسرون )(20) .
في الروايات : الذكر لذّة المحبّين ( في الدعاء ) وأستغفرك من كلّ لذّة بغير ذكرك ، ومن كلّ راحة بغير اُنسك ، ومن كلّ سرور بغير قربك ، ومن كلّ شغل بغير طاعتك . إلهي ما ألذّ خواطر الإلهام بذكرك على القلوب ، وما أحلى المسير إليك بالأوهام في مسالك الغيوب . اللّهم افتح مسامع قلبي لذكرك ، وارزقني طاعتك وطاعة رسولك وعملا بكتابك .
الذكر مجالسة المحبوب وهو أفضل الغنيمتين ، وشيمة المتّقين ، وسجية كلّ محسن ، ولذّة كلّ موقن ، وأحبّ الأعمال إلى الله : ( اذكروا الله ذكراً كثيراً وسبّحوه بكرةً وأصيلا ) (21) .
عن رسول الله () : ألا اُخبركم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم ، وخير لكم من الدينار والدرهم ، وخيرٌ لكم من أن تلقوا عدوّكم فتقتلونهم ويقتلونكم ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : ذكر الله عزّ وجلّ كثيراً .
قال رجل للنبيّ : اُحبّ أن أكون أخصّ الناس إلى الله تعالى ، قال () : أكثر ذكر الله تكن أخصّ العباد إلى الله تعالى .
عن الإمام الصادق () : ما من شيء إلاّ وله حدّ ينتهي إليه إلاّ الذكر فليس له حدّ ينتهي إليه ، فرض الله عزّ وجلّ الفرائض فمن أدّاهن فهو حدّهن ... إلاّ الذكر فإنّ الله عزّ وجلّ لم يرض منه بالقليل ولم يجعل له حدّاً ينتهي إليه ، ثمّ تلا هذه الآية : ( يا أيّها الذين آمنوا اذكروا الله ذكراً كثيراً ) (22) .
ومن ذكر الله في السرّ فقد ذكر الله كثيراً ، فمداومة الذكر خلصان الأولياء ، ومن اشتغل بذكر الله طيّب الله ذكره .
ومن دعاء علّمه أمير المؤمنين () لنوف البكالي : إلهي من لم يشغله الولوع بذكرك ، ولم يزوِه السفر بقربك كانت حياته عليه ميتة ، وميتته عليه حسرة .
إلهي وألهمني ولهاً بذكرك إلى ذكرك ، وهمّتي إلى روح نجاح أسمائك ومحلّ قدسك .
أسألك بحقّك وقدسك وأعظم صفاتك وأسمائك أن تجعل أوقاتي من الليل والنهار بذكرك معمورة وبخدمتك موصولة وأعمالي عندك مقبولة ، حتّى تكون أعمالي وأورادي كلّها ورداً واحداً وحالي في خدمتك سرمداً .
عن الإمام الباقر () : لا يزال المؤمن في صلاة ما كان في ذكر الله قائماً كان ، أو جالساً ، أو مضطجعاً ، إن الله تعالى يقول : ( الذين يذكرون اللّه قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكّرون في خلق السموات والأرض ربّنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار ... ) (23) .
الذكر مفتاح الصلاح ومن عمر قلبه بدوام الذكر حسنت أفعاله في السرّ والجهر ، ومداومة الذكر قوّة الأرواح ومفتاح الصلاح وحياة القلوب ونور العقول وجلاء الصدور تستنجح به الاُمور ، ويُستنار به اللبّ .
في الحديث القدسي : أيّما عبد اطّلعت على قلبه فرأيت الغالب عليه التمسّك بذكري ، تولّيت سياسته وكنت جليسه ومحادثه وأنيسه .
ذكر الله ينير البصائر ويؤنس الضمائر فهو مفتاح الاُنس ، وذاكر الله مؤانسه ، وإذا رأيت الله يؤنسك بذكره فقد أحبَّك ، وإذا رأيت الله يؤنسك بخلقه ويوحشك من ذكره فقد أبغضك ، فالذكر مطردة الشيطان ودعامة الإيمان وأمان من النفاق ، يثمر المحبّة والعصمة .
في الدعاء : وقلت وقولك الحق : ( فاذكروني أذكركم ) (24) ، فأمرتنا بذكرك ووعدتنا عليه أن تذكرنا تشريفاً لنا وتفخيماً وإعظاماً وها نحن ذاكروك كما أمرتنا فأنجز لنا ما وعدتنا يا ذاكر الذاكرين .
(18) لقد تحدّثت عن الذكر وأقسامه مفصّلا في ( الذكر الإلهي في المفهوم الإسلامي ) ، و ( السؤال والذكر في رحاب القرآن والعترة ) ، فراجع .
(19) الرعد : 28 .
(20) المنافقين : 9 .
(21) الأحزاب : 41 و 42 .
(22) الأحزاب : 41 .
(23) آل عمران : 191 .
(24) البقرة : 152 .
... يتبع ...


رد مع اقتباس