منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - الأنس بالله .
الموضوع: الأنس بالله .
عرض مشاركة واحدة

صفوان بيضون
أديب وشاعر
رقم العضوية : 6568
الإنتساب : Oct 2009
الدولة : دمشق العقيلة
المشاركات : 964
بمعدل : 0.17 يوميا
النقاط : 226
المستوى : صفوان بيضون is on a distinguished road

صفوان بيضون غير متواجد حالياً عرض البوم صور صفوان بيضون



  مشاركة رقم : 8  
كاتب الموضوع : صفوان بيضون المنتدى : ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
افتراضي الأنس بالله (8) .
قديم بتاريخ : 12-Apr-2010 الساعة : 05:21 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


الاُنس بالله
الحلقة (8)



متابعة لوازم الاُنس الإلهي :

14ـ الإخلاص :

يقابله الرياء والعمل لغير الله ، ومن أنس بالله كان مع الصادقين المخلصين ، وأدرك أنّ العمل الطيّب المخلص يصعد إلى ربّه ، فإنّ الله خير الشريكين ، فمن أشرك في ذكر ربّه وعبادته ، فإنّ الله يدع تلك العبادة لغيره ، إذ لا يقبل إلاّ من المخلصين الذين لا يتسلّط عليهم الشيطان في غوايتهم وإضلالهم وانحرافهم ، فهم أحبّاء الله ، أنيسهم وحبيبهم الله سبحانه ، عملوا لله بإخلاص وذكروا الله بإخلاص وأحبّوا الله بإخلاص وشاهدوا الله بإخلاص فمبدأهم الإخلاص ومنتهاهم الإخلاص وحياتهم ومماتهم الإخلاص ، ( إنّ صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله ربّ العالمين ) (25) ، اتّقوا الله حقّ تقاته وحازوا رتبة الإخلاص ، فأخلصوا فخلصوا .
في القرآن الكريم في قصّة الشيطان ورجمه : ( قال فبعزّتك لأغوينّهم أجمعين * إلاّ عبادك منهم الُمخلصين ) (26) .
عن رسول الله () قال : قال الله تعالى : الإخلاص سرّ من أسراري استودعته قلب من أحببت من عبادي .
الإخلاص سرّ من سرّي اُودّعه في قلب من أحببتهُ .
وبالإخلاص تتفاضل مراتب المؤمنين .
واعمل لوجه واحد يكفيك الوجوه كلّها .
عن الإمام الصادق () : ولا بدّ للعبد من خالص النيّة في كلّ حركة وسكون لأنّه إذا لم يكن هذا المعنى يكون غافلا ، والغافلون قد وصفهم الله تعالى فقال : ( اُولئك كالأنعام بل هم أضلّ ) (27) .
وقال : ( اُولئك هم الغافلون ) (28) .
ما أنعم الله عزّ وجلّ على عبد أجلّ من أن لا يكون في قلبه مع الله غيره .
وعن أمير المؤمنين عليّ () : الإخلاص أشرف نهاية ، غاية الدين ، عبادة المقرّبين ، ملاك العبادة ، أعلى الإيمان ، شيمة أفاضل الناس ، وفي الإخلاص يكون الخلاص ، طوبى لمن أخلص لله العبادة والدعاء ولم يشغل قلبه بما ترى عيناه ، ولم ينس ذكر الله بما تسمع اُذناه ، ولم يحزن صدره بما أعطى غيره .
وتصفية العمل خير من العمل ، والإبقاء على العمل حتّى يخلص أشدّ من العمل . أخلص قلبك يكفيك القليل من العمل . العمل كلّه هباء إلاّ ما اُخلص فيه . ضاع من كان له مقصد غير الله .
فيما ناجى الله تعالى موسى : يا موسى ! ما اُريد به وجهي فكثير قليله ، وما اُريد به غيري قليل كثيره .
طوبى للمخلصين ، اُولئك مصابيح الهدى ، تنجلي عنهم كلّ فتنة ظلماء .
أين الذين أخلصوا أعمالهم لله ، وطهّروا قلوبهم لمواضع نظر الله ؟
الناس كلّهم هلكى إلاّ العاملون ، والعاملون كلّهم هلكى إلاّ المخلصون ، والمخلصون على خطر .
عن الرسول الأكرم () : إذا عملت عملا فاعمل لله خالصاً ; لأنّه لا يقبل من عباده الأعمال إلاّ ما كان خالصاً .
ليست الصلاة قيامك وقعودك ، إنّما الصلاة إخلاصك وأن تريد بها وجه الله .
( قل إنّي اُمرت أن أعبد الله مخلصاً له الدين * واُمرت لأن أكون أوّل المسلمين ) (29) .
وتمام الإخلاص تجنّب المعاصي والمحارم ، وإنّ لكل حقّ حقيقة ، وما بلغ عبد حقيقة الإخلاص حتّى لا يحبّ أن يحمد على شيء من عمل لله ، فالعمل الخالص الذي لا تريد أن يحمدك عليه أحد إلاّ الله عزّ وجلّ .
أمّا علامة المخلص فأربعة : يسلم قلبه ، وتسلم جوارحه ، وبذل خيره ، ويكفّ شرّه ، ولا يكون العابد عابداً لله حقّ عبادته ، حتّى ينقطع عن الخلق كلّه إليه فحينئذ يقول هذا خالص لي فيتقبّله بكرمه .
والزهد سجيّة المخلصين . قال أحد العلماء في بيان حقيقة الإخلاص ـ بعد ذكر أقاويل المشايخ ـ : الأقاويل في هذا كثيرة ، ولا فائدة في تكثير النقل بعد انكشاف الحقيقة ، وإنّما البيان الشافي بيان سيّد الأوّلين والآخرين ، إذ سُئِلَ عن الإخلاص فقال : ( هو أن تقول ربّي الله ثمّ تستقيم كما اُمرت ) ، أي : لا تعبد هواك ونفسك ولا تعبد إلاّ ربّك وتستقيم في عبادته كما أمرك ، وهذه إشارة إلى قطع كلّ ما سوى الله عزّ وجلّ من مجرى النظر وهو الإخلاص حقّاً .
الإخلاص ثمرة العبادة واليقين والعلم ، وأوّله اليأس ممّـا في أيدي الناس ، ومن رغب فيما عند الله أخلص عمله ، وكيف يستطيع الإخلاص من يغلبه هواه ، وما أخلص عبد لله عزّ وجلّ أربعين صباحاً إلاّ جرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه .
في الحديث القدسي : قال الله عزّ وجلّ : لا أ طّلع على قلب عبد فأعلم منه حبّ الإخلاص لطاعتي لوجهي ، وابتغاء مرضاتي إلاّ تولّيت تقويمه وسياسته . إنّ المؤمن ليخشع له كلّ شيء ويهابه كلّ شيء ، ثمّ إذا كان مخلصاً لله أخاف الله منه كلّ شيء حتّى هوام الأرض وسباعها وطير السماء . والمخلص حريّ بالإجابة ، وبالإخلاص ترفع الأعمال ، وفي إخلاص النيّات نجاح الاُمور ، ومن أخلص بلغ الآمال .
وفي الدعاء : اللّهم صلِّ على محمّد وآل محمّد واجعلنا ممّن جاسوا خلال ديار الظالمين ، واستوحشوا من مؤانسة الجاهلين ، وسمو إلى العلوّ بنور الإخلاص ...

(19) الرعد : 28 .
(20) المنافقين : 9 .
(21) الأحزاب : 41 و 42 .
(22) الأحزاب : 41 .
(23) آل عمران : 191 .
(24) البقرة : 152 .
(25) الأنعام : 162 .
(26) سورة ص : 82 و 83 .
(27) و (28) الأعراف : 179 .
(29) الزمر : 11 ـ 12 .
... يتبع ...

رد مع اقتباس