منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - الأنس بالله .
الموضوع: الأنس بالله .
عرض مشاركة واحدة

صفوان بيضون
أديب وشاعر
رقم العضوية : 6568
الإنتساب : Oct 2009
الدولة : دمشق العقيلة
المشاركات : 964
بمعدل : 0.17 يوميا
النقاط : 226
المستوى : صفوان بيضون is on a distinguished road

صفوان بيضون غير متواجد حالياً عرض البوم صور صفوان بيضون



  مشاركة رقم : 9  
كاتب الموضوع : صفوان بيضون المنتدى : ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
افتراضي الأنس بالله (الأخيرة) .
قديم بتاريخ : 13-Apr-2010 الساعة : 06:23 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


الاُنس بالله
الحلقة (الأخيرة)
خلاصة الكلام :

من أنس بالله تعالى استوحش من الناس ، ومن أنس بالواحد استوحش من الكثرة وما في أيدي الناس ، ومن أنس بعلم الله استوحش من جهل الناس ، فهم مع الناس لا معهم ، أجسادهم مع الناس وأرواحهم تعلّقت بالملأ الأعلى ، كبر الخالق في أعينهم ، وصغر ما دونه في أنفسهم ، عرفوا الله فأحبّوه ، وحضروا حضيرة قدسه ، وشاهدوا جمال جميله ، في الكون وفي صنعه ، فهم أهل الله وحزبه ، وتسهّلت لهم سُبل تكاملهم ، فتقرّبوا إلى ربّهم الكريم ، وفازوا بلذّة الوصال ، وعلوّ المقام ، وتولّى الله أمرهم بخير وعافية ، ومنحهم القدرة لمّـا حملوا التشابه ، فاعتصموا من الذنوب والمعاصي والآثام وما لا يرضى الربّ جلّ جلاله ، فذكروا الله ، وأخلصوا في أعمالهم ونواياهم وحبّب إليهم الإيمان ، وكرّه إليهم الكفر والطغيان .
هذا ولا تنحصر لوازم الاُنس بالله بأربعة عشر مقاماً ، بل هناك لوازم اُخرى كما لكلّ مقام يمكن أن يتصوّر له لوازم ومقامات عديدة .
فمقام المعرفة يستلزمها الإطاعة لله ولرسوله () ، ولمن كان في خط الأنبياء من الأولياء والعلماء ، ولازم الإطاعة العلم والعمل بالأركان ، وبجميع ما جاء في الشرع المقدّس من إتيان الواجبات وترك المحرّمات .
كما أنّ مقام الحبّ يستلزم إتيان المستحبّات وترك المكروهات ، بل ترك الحلال فضلا عن الشبهات والمكروهات .
ومقام الرضا وصنع الجميل يستلزم الصبر على البلايا .
كما أنّ مقام التكامل يستلزم ذلك كما يستلزم الحركة العلمية والحركة الاقتصادية ، إذ كما ورد في الخبر الشريف : الكمال كلّ الكمال التفقّه في الدين والصبر على النائبة والتقدير في المعيشة .
وكذلك باقي المقامات العرفانية في السير والسلوك ، يستلزمها مقامات اُخرى ، وحالات عامّة وخاصّة .
والمقصود إقامة البرهان والدليل على قول مولانا الإمام العسكري () كما تبيّن ذلك ، بأنّ من أنس بالله الصمد استوحش من الناس الهمج ، وأكثرهم لا يعقلون وإنّهم للحقّ كارهون ، فلا يفر من خلق الله ، ويعتزل المجتمع مطلقاً ، بل قد أمر الله بهداية نفسه وتهذيبها أوّلا ، ثمّ هداية الناس وإمامتهم ، كما أمره بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وترويج الدين ، وإقامة حكومة العدل وإصلاح المجتمع .
في الروايات الشريفة : لا يؤنسك إلاّ الحق ولا يوحشنّك إلاّ الباطل .
اللّهم إنّك آنس الآنسين لأوليائك ... إن أوحشتهم الغربة آنسهم ذكرك ، وإن صبّت عليهم المصائب ، لجئوا إلى الاستجارة بك ...
قال أمير المؤمنين () : ثمرة الاُنس بالله الاستيحاش من الناس ، كيف يأنس بالله من لا يستوحش من الخلق ، من انفرد عن الناس آنس بالله سبحانه ، علامة الاُنس بالله الوحشة من الناس .
عن رسول الله () : من خرج من ذلّ المعصية إلى عزّ الطاعة ، آنسه الله عزّ وجلّ بغير أنيس ، وأعانه بغير مال .
عن الإمام الصادق () : ما من مؤمن إلاّ وقد جعل الله له من إيمانه اُنساً يسكن إليه ، حتّى لو كان على قلّةِ جبل لم يستوحش .
آه آه ... ! ! على قلوب حُشيت نوراً ، وإنّما كانت الدنيا عندهم بمنزلة الشجاع الأرقم ، والعدوّ الأعجم ، أنسوا بالله واستوحشوا ممّـا به استأنس المترفون .
فهل أنست بالله ؟ وهل وصلت إلى هذه المقامات ؟
اسعَ سعيك ، فأن ليس للإنسان إلاّ ما سعى ، والله وليّ التوفيق ، وإنّه خير ناصر ومعين .
فمنك الحركة ومن الله البركة .
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين .
ـــــــــــ


رد مع اقتباس