[صفوان بيضون]

ظاهرة انتشار التشيع

الحلقة (41)

السبب (29)

صراع الفئات والجماعات السنية وتخبطها

إن الضعف والتخبط الذي يعشعش في الحركات السنية والمؤسسات والأحزاب والدول ، يكشف ضعف البنية والمنهج الفقهي والفكري فيها.
ومن هذا الضعف ما حدث ويحدث بين جماعات السنيين أنفسهم من تصفيات وسفك دماء في أفغانستان والعراق ! فكل من يختلف مع تلك الفئات تحكم عليه بالكفر والموت ، والفئات تتصارع وتتناحر ، وتضع عقولها على الرفوف !
وتبدأ فتنهم بإشاعات واتهامات بالضلال والزندقة والخروج من الملة والدين ، كل ذلك يجري في أحزاب وفئات يفترض أن تكون مؤمنة بالدين ، ملتزمة بمبادئه مبتنية على ركائزه الخلقية .
وإذا ما أعملت إحدى الفئات عقلها وحاولت إرضاء ربها وتخلقت بأخلاق دينها و نبيها فلا تجد لها موقعاً لدى تلك الجماعات ، فلا مكان فيها للعقل والدليل والحجة والبرهان والعقيدة والأخلاق ، ولا تجد هذه المعاني إلا عند مذهب أهل بيت رسول الله (ص) ، و( الله أعلم حيث يجعل رسالته ) [1] .
يقول المستبصر المصري الورداني في كتابه الخدعة إن زملاءه السجناء لما رأوا ما في العناصر الإسلامية داخل المعتقل من معاملة جافة وقاسية وسلوكيات معوجة قد دفع بهم إلى الكفر بهذه العناصر وتياراتها ، وباعد بينهم وبين الإسلام .
ويقول إنّ السجن بأكمله كان يستيقظ كل صباح على صوت المعارك الضارية التي كانت تستخدم فيها كل الأدوات الممكنة والمتاحة من قطع الأخشاب التي كانوا ينتزعونها من شبابيك الغرف ، إلى المواسير التي كانوا ينتزعونها من دورات المياه ، ويستخدمون أقبح الألفاظ ، وهم طرفان من تيار واحد [2].
أما في بلدان أخرى فإنّ السيف والقتل والتفجير ديدنهم !

[1] - سورة الأنعام ، آية 124
[2]- الخدعة، صالح الورداني ، ص15