منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - ظاهرة انتشار التشيع (دراسة معمقة)
عرض مشاركة واحدة

صفوان بيضون
أديب وشاعر
رقم العضوية : 6568
الإنتساب : Oct 2009
الدولة : دمشق العقيلة
المشاركات : 964
بمعدل : 0.17 يوميا
النقاط : 226
المستوى : صفوان بيضون is on a distinguished road

صفوان بيضون غير متواجد حالياً عرض البوم صور صفوان بيضون



  مشاركة رقم : 45  
كاتب الموضوع : صفوان بيضون المنتدى : صفوان بيضون
افتراضي ظاهرة انتشار التشيع (42)
قديم بتاريخ : 21-Apr-2010 الساعة : 04:31 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


ظاهرة انتشار التشيع


الحلقة (42)
السبب (30)

العتبات المقدسة لأهل البيت (ع)


يشعر الإنسان بالراحة والطمأنينة والسكون النفسي والروحاني حين يكون قريباً من أحد أضرحة أهل البيت (ع) ، كما يعيش حالة من الهيبة والتأمل !
فزيارة العتبات المقدسة وأضرحة أهل البيت (ع) هي خطوة في السير نحو أهل البيت (ع) ومذهبهم .ويتأثر الزائر بفكر صاحب الضريح ، ويستذكر تاريخه ومواقفه المبدئية العظيمة ، ويعيش لحظات فريدة من الارتباط الروحي بالله تعالى والدين وصاحب الضريح .
كتب الشيخ المظفر : إنّ الزيارة فيها من الفوائد الدينية و الإجتماعية ما تستحق العناية من أئمتنا ، فإنها في الوقت الذي تزيد من رابطة الولاء والمحبة بين الأئمة وأوليائهم ، وتجدد في النفوس ذكر مآثرهم وأخلاقهم وجهادهم في سبيل الحق تجمع في مواسمها أشتات المسلمين المتفرقين على صعيد واحد ، ليتعارفوا ويتآلفوا ، ثم تطبع في قلوبهم روح الإنقياد إلى الله تعالى و الإنقطاع إليه وطاعة أوامره ، وتلقنهم في مضامين عبارات الزيارات البليغة الواردة عن آل البيت (ع) حقيقة التوحيد و الإعتراف بقدسية الإسلام والرسالة المحمدية ، وما يجب على المسلم من الخلق العالي الرصين ، والخضوع إلى مدبر الكائنات ، وشكر آلائه ونعمه . وهي من خير المواقع لاستجابة الدعاء والانقطاع إلى الله تعالى [1].
وقد حكمت مشيئة الله تعالى بتوزع قبور النبي وأهل بيته (ع) في أرجاء المعمورة فالنبي الأكرم محمد (ص) قبره في مسجده في المدينة ، وقبر ابنته السيدة فاطمة الزهراء (ع) في المدينة ، لكنها دفنت ليلاً سراً وأوصت بإخفاء قبرها ، ويحتمل أن تكون في مسجد رسول الله عند أبيها (ص) ، أو في مقبرة بقيع الغرقد .
وأبناء الرسول (ص) وذريته : الإمام الحسن بن علي المجتبى ، و الإمام علي بن الحسين زين العابدين ، و ابنه الإمام محمد بن علي الباقر ، وابنه الإمام جعفر بن محمد الصادق (ع) ، هؤلاء جميعاً في مقبرة بقيع الغرقد في مدينة الرسول (ص) أيضاً.
وقبر أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب (ع) في النجف الأشرف من أرض العراق ، وقبر الإمام الحسين بن علي (ع) وأهل بيته وأصحابه شهداء كربلاء في مدينة كربلاء بالعراق .
وقبر الإمام موسى بن جعفر الكاظم وحفيده الإمام محمد بن علي الجواد(ع) في الكاظمية من أرض العراق . وقبر الإمام علي الهادي وابنه الإمام الحسن العسكري (ع) في مدينة سامراء بالعراق . .وكذلك بيت الإمام المهدي ولي الأمر صاحب العصر والزمان (عج) الذي نشأ فيه وغاب منه في سامراء .
وقبر الإمام علي بن موسى الرضا (ع) في مدينة مشهد الإيرانية .
كما وتنتشر قبور أبناء أهل البيت وأصحابهم في بقاع المسلمين المختلفة فالسيدة زينب بنت الإمام علي بن أبي طالب (ع) قبرها في بلدة سميت باسمها في الشام وقيل في مصر، وقبر السيدة رقية بنت الإمام الحسين بالشام ، وقبر السيدة المعصومة فاطمة بنت الإمام موسى الكاظم (ع) في مدينة قم في إيران .
والسيدة خولى بنت الإمام الحسين (ع) قيل أن قبرها في مدينة بعلبك من أرض لبنان ، وقبر السيدة نفيسة بنت الحسن بن زيد في مصر .
وتضم مقبرة البقيع أيضا قبر إبراهيم بن رسول الله (ص) ، وقبر العباس بن عبد المطلب عم النبي(ص) ، وقبر فاطمة بنت أسد والدة الإمام أمير المؤمنين (ع)، وقبر فاطمة أم البنين زوجة الإمام أمير المؤمنين (ع) وأم أبي الفضل العباس . وفيه قبور عدد من عمات النبي (ص) و زوجاته وبعض أصحابه وعدد من شهداء صدر الإسلام والعديد من الأولياء وكبار شخصيات المسلمين .
وتضم مصر عدداً من أضرحة أهل البيت (ع) ، وهي مزارات للمصريين بأجمعهم يحيون فيها المناسبات ، مثل ضريح رأس الحسين بن علي(ع) ويقع قرب الجامع الأزهر بالقاهرة ، وضريح السيدة زينب بنت علي بطلة كربلاء (ع) في الحي المنسوب إليها بالقاهرة ، وضريح السيدة سكينة بنت الحسين ، وضريح السيدة نفيسة بنت الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب ، ومقام الإمام علي زين العابدين بن الحسين ، ومشهد رأس زيد بن على ، ومشهد كلثوم بنت القاسم بن محمد بن جعفر الصادق ، ومرقد السيدة رقية ابنة الإمام علي الرضا ، وغيرها من المقامات .
كما تضم مصر قبر الصحابيين مالك الأشتر ومحمد بن أبي بكر رضي الله عنهما .
وهذه المشاهد الشريفة والأضرحة المباركة لأهل البيت (ع) المنتشرة في العالم الإسلامي شدت المسلمين إلى أهل البيت ومودتهم (ع) .
وكانت سبباً ممهداً للتعرف على مذهب أهل البيت (ع) . فظهور بركاتهم يفتح آفاقاً للزائرين ، ولذلك أراد الظالمون إغلاقها ، وجرت حوادث كثيرة على قبورهم من قبل الظالمين وخاصة قبر سيد الشهداء الإمام الحسين (ع) ولكنه بقي مشهداً ومقصداً ومزاراً متحدياً الطغاة على مر العصور .
ومسألة زيارة القبور وخاصة قبور الأنبياء والأئمة (ع) والأولياء والصالحين من الأمور المندوبة التي يعمل بها عامة المسلمين ولا زالوا ، بل وغير المسلمين ممن يعظمون رجالهم الذين كان لهم أثر في تاريخ أممهم .
على هذا جرت قرون المسلمين من زمن النبي (ص) وبعده ، حتى جاءت الوهابية واعتبرت ذلك بدعة ، فأثرت على قلة قليلة من السنيين رغبةً ورهبة !
والمسألة ليست حديثة ، فإن الطغاة كانوا دائمي الحسد والخوف من مشاهد أهل البيت وأضرحتهم وتجمع الناس حولهم ، وظهور كرامات حسية ملموسة تحصل باستمرار تربط الزائر بصاحب الضريح (ع) .
يشعر الطاغية بالإحتقار حينما يرى أن أفئدة الناس تهوي إلى أهل البيت (ع) في مزاراتهم ، في حالة من الإنقطاع والجو الروحي والدعاء والبكاء لله سبحانه وتعالى والتضرع إليه ، فيقوم الطاغية بالإنتقام من الزوار بالقتل تارة أو بإرسال أجساد الإرهابيين النتنة للتخلص منهم في بلده وتفجير أنفسهم في مشاهد وأضرحة أهل البيت الشريفة و زوارهم !


[1] - عقائد الإمامية ، الشيخ محمد رضا المظفر، الفصل الرابع، ص 143
... يتبع ...


رد مع اقتباس