|
أديب وشاعر
|
|
|
|
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
صفوان بيضون
المنتدى :
صفوان بيضون
ظاهرة انتشار التشيع (46)
بتاريخ : 27-Apr-2010 الساعة : 05:04 PM

اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
ظاهرة انتشار التشيع
الحلقة (46)
متابعة الخاتمة
قانون إعطاء الله جوهرة الولاية وسلبها (2)
ولهذا لا بد أن نضيف إلى الأسباب المتقدمة السبب الأعمق منها كلها ، وهو معاناة المسلم الداخلية التي يستحق بها أن يدخل في ديوان شيعة أهل البيت (ع) وينجيه الله بركوب سفينتهم ، فهذه المعاناة هي المعادلة الحقيقية لاستحقاق التشيع ! ومن شروطها صفات في شخصيته كطهارة المولد ونمو نزعة حب الحق وطلبه مما يجعل عقله و روحه ونفسه أرضية طيبة مناسبة لحلول نور ولايتهم (ع) فيها.
ونشير في الختام إلى أن الذين يدخلون في التشيع أصحاب مستويات متعددة ، فهم بشر والبشر أنواع ، فمنهم من يأخذ أمر التشيع بصدق ومنطقية وقوة كما قال تعالى : (َيا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا) [1] ، ومنهم من يأخذه بطابع سياسي أو اجتماعي فقط ، وأرقى أنواع التدين والتشيع ما كان دافعه خالصاً لله تعالى ، بهدف النجاة يوم القيامة ، والفوز برضا الله تعالى والخلود في جنته .
ونحمد الله أن كل من لاقيناه من المستبصرين كان جاداً صادقاً في تدينه ، وكان يشعر بأنه بدخوله إلى ولاية أهل البيت الطاهرين (ع) ، قد ولد من جديد !
ومن الطبيعي أن تنتج على هذه الولادة الجديدة والتحول إلى مذهب أهل البيت (ع) تغيرات فكرية وروحية فتتجدد طاقته الروحية والنفسية وتتغير نظرته إلى الحياة جذرياً وتصبح أعمق وأوسع من السابق ، بفضل أهل البيت (ع) .
وقبل أن ننهي هذا الكتاب ندعو إخوتنا الأعزاء من كل المذاهب والأديان إلى إعادة النظر في موروثاتهم وعقائدهم ، وقد جعل الله أكرم البشر خاتم الأنبياء محمداً (ص) ، ومن بعده أوصيائه من أهل بيته حججه على الأرض ومرجعيته للأمم كل الأمم ، وجعل هذه الدنيا مقدمة للآخرة ، ومزرعة لها ودار ابتلاء وامتحان ، ندعوهم للبحث والتحقيق المجردين ، ونرجو لهم النجاح في هذا الإمتحان والفوز بالجنة والرضوان مع النبي محمد وآله الكرام .
وندعو إخوتنا من كافة الطوائف الإسلامية إلى الحوار والتفاهم للوصول إلى مرضاة الله عبر تعاليم النبي وأهل بيته (ع) ، فهذا الحوار الذي يعد ضرورة شرعية لكل مسلم ، لتدرك الأطراف المخاطر الكبرى المحيطة بالأمة كل الأمة من جهة ولخدمة هذا الدين وحمله إلى بقية الأمم من جهة أخرى .
فلابد للمسلمين من التلاقي والتفاهم و الإتفاق على المشتركات ، وعذر بعضهم في المفترقات ، والبعد عن الإتهامات والأكاذيب والتزوير وتهويل الخلافات في الأحكام والفروع ، وربط كل ذلك بجوانب سياسية .
إن الحوار يبدأ من الإستعداد النفسي لفهم الآخر والإدراك الحقيقي لأهمية ذلك ، والحوار هو الطريق الصحيح بعيداً عن العنف و العدائية ، التي يتعامل بها البعض مع أبناء المذهب الشيعي .
وإذا كان الله عز وجل قد أمرنا بمجادلة أهل الكتاب بالتي هي أحسن ، فجدالنا لأبناء أمتنا الشيعة ينبغي أن يكون بأحسن الأحسن ، ومن ذلك اعتبار الدعوة والتبليغ حقاً طبيعياً لكل مذاهب لا يلام عليها ، وللآخرين الحق في قبولها أورفضها ، قال تعالى : ( الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الأَلْبَابِ) [2] .
[1] - سورة مريم ، آية 12
[2]- سورة الزمر، آية18
... يتبع ...
|
|
|
|
|