[جارية العترة]

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد واله والعن ظالميهم من الاولين والاخرين الى يوم الدين
بمرور الذكرى الاليمة استشهاد مولاتنا الزهراء صلوات الله عليها
اتقدم اليكم بالعزاء اخوتي واحببت اختيار فقرات يسيرة من كتاب شيق يتناول سيرة الطاهرات الام خديجة الكبرى والبنت سيدة النساء والبنت الحوراء صلوات الله عليهن
راجية البركة ورضى سادتي
في السنة الخامسة من البعثة النبوية الشريفة وفي صبيحة العشرين من جمادى الثانية كان البيت النبوي يعيش فرحة عظيمة ،وكانت خديجةالام الوقور ، يعلو وجهها بشرٌ طافحٌ ويغمر قلبها هدوءعميق وارتياخ كبير وحنان فياض وهي ترى المولود الجديد على صدرها تتحسس منه انفاس القُدس والطُهر وترى على قسمات وجهِه النور والفيض المتلألئ وتطغى عليها فرحة كبيرة................
والرسول الاعظم صلى الله عليه واله كانت فرحته كبيرة ،برغم ان الدعوة الى الله تعالى وإلى الدين الجديد تشغل حياته وتفكره وجهوده وبرغم ان قريشا بكفرها وثقل موقفها المناوئ والحاقد تشغله عن كل شيء ،فبرغم هذا كله كانت فرحته كبيرة وابتهاجه عظيما بها المولود الكريم انه يتطلع الى آفاق من الغيب بعيدة يقرأ في سطورالغيب لهذا المولود الجديد افقا من افاق الدعوة وطليعة من طلائع الحق التي ستاخذ بزمام الدنيا ويقودها الى عالم جديد وماهو الا الغد القريب والقريب جدا حتى يكون هذا الافق نوراً يتدفق كالسلسبيل في حياة المؤمنين وايمانا تعانقه قلوب المحبين ،ورمزاً كبيراًلقضية كبرى ليست في حدود الانسان

المولود المبارك الكريم المقدس نور الله
فاطمة الزهراء صلوات الله عليها
وفاة الزهراءصلوات الله عليها اختلفت الروايات في المدة التيعاشتها فاطمة بعد ابيها صلوات الله عليه واله وعليها ..................
والقولالمعروف انها بقيت اربعين يوما وهذا مايستفاد من كلماتها ((وماقل مكثي بينهم ))
وكيف كان فالمدة التي امضتها عليهاالسلام بعد وفاة النبي صلوات الله عليه واله وبعدما جرى عليها من القوم من الهجوم على بيتها وتعرضه للحرق من قبل الخليفة الثاني الذي راح يتشدق به وبعد إسقاط جنينها المحسن ..امضتها ناحلة الجسم معصبة الراس مهمومة مغمومة.
وصيتها
روى الفتال عن النيسابوري في روضة الواعظين ،قال :
مرضت فاطمة مرضا شديداً ،ومكثت اربعين ليلة في مرضها الى ان توفيت صلوات الله عليها ،فلما نُعيت اليها نفسها دعت ام ايمن واسماء بنت عميس ووجهت خلف علي واحضرته فالت : ابن عم انه قد نعيت الي نفسي ،وانني لااري مابي لااشك الا انني لاحقة بابي ساعة بعد ساعة ،وانا اوصيك باشياء في قلبي
قال لها علي اوصيني بما احببت يابنت رسول الله
فجلس عند راسها واخرج من كان في البيت .ثم قالت يابن عم ماعهدتني كاذبة ولاخائنة ولاخالفتك منذ عاشرتني !
فقال معاذ الله انت اعلم بالله وابر واتقى واكرم واشد خوفا من الله من اوبخك غدا بمخالفتي ،قد عز علي بمفارقتك وتفقدك إلا انه لابد منه ،والله جُدد علي مصيبة رسول الله صلى الله عليه واله وقدعظمت وفاتك وفقدك فانا لله وانا اليه راجعون من مصيبة ماافجعها والمها وامضها واحزنها ،هذه والله مصيبة لاعزاءلها ،ورزية لاخلف لها ثم بكيا جميعا ساعة ثم اخذ علي راسها وضمها الى صدرها وقال اوصيني فإنك تجديني فيها امضى كل مامرتني به واختار امرك على امري
ثم قالت جزاك الله عني خير الجزاء ،يابن عم ،اوصيك .......
ثم قالت صلوات الله عليها اوصيك يابن عم ان تتخذ لي نعشاً فقد رايت الملائكة صووا صورته ،
فقال لها :صفيه فوصفته له فاتخذه لها
ثم قالت : اوصيك ان لايشهد احد جنازتي من هؤلاء القوم الذين ظلموني واخذوا حقي فإنهم اعدائي وأعداء رسول الله صلى الله عليه واله وان لايصلي علي احد منهم ولا مناتباعهم ،وادفني في الليل اذا هدأت العيون ونامت الابصار
فيمن حضرها عند الدفن
اختار فقرات
والصحيح ان الامام علي كان حاضرا ندها ،جالسا عند راسها الى ان فاضت روحها الطاهرة ونفسهاالزكية وكان الامام قد اخرج من كان حاضرا عندها لاستماع وصاياها .
وكانت اوصت بحوائطها السبعة الى علي ابن ابيطالب فان مضى فالى الحسن فإن مضى فالى الحسين فانمضى فالى الاكابر من ولد ي
وقالت له ايضا اذا انا مت فتول انت غسليوجهزني وصل علي وانزلني في قبري ،والحدني ،وسوِ التراب علي ،واجلس عند راسي قبالة وجهي ، فاكثر من تلاوة القران والدعاء ، فانها ساعة فيها الميت الى انس الاحياء
ثم توفيت صلوات الله عليها وعلى ابيها وبعلها وبنيها ،فصاح هل المدينة صيحة واحدة ،واجتمعت نساء بني هاشم في دارها (((الله واكبر واحزناه مولاتي مشهد مفجع ووحقك سيدتي ))فصرخن صرخة واحدة ،كادت المدينة تتزعزع من صراخهن وهن يقلن: ياسيدتاه يابنت رسول الله
ودفنت مولاتي سرا ولم يحضرجنازتها الانفر قليل من اخواص
انها سلام الله عليها ومظلوميتها في وجدان كل مؤمن ومؤمنة وفيقلب كل مسلم موال ومحب لاهل البيت وذلك لان الحب والولاء من اهم علامات الايمان بالله ورسوله زاله صلوات الله عليهم
والمرمنون يفتخرون بهذا الحب والولاء وهذا الانتماء ،ويرون فيه الخير والبركة ويرون فيه السلامة في الدين والدنيا ويرون فيه الكرامة وعلو الشان والرفعة والسمو
فاهل البيت اجكع والزهراء بالذات هم خيرة الله واصفياء الله ،وهم الوسيلة الى الله سبحانه وهم سبل النجاة وسفن النجاة وهذا مايستفاد من الكتاب والسنة وتضمنته الاخبار والاحاديث الشريفة الواردة في شانهم.
فطوبى لمن والاهم ،وطوبى لمن تمسك بهم وطوبى لمن سار على هديهم وتمسك بقولهم وطوبى لمن نالته شفاعتهم وحظي برضاهم وبركتهم


عظم الله اجركم


فقرات اخترتها من كتاب
ألأم ألبنت ألحفيدة