|
أديب وشاعر
|
|
|
|
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
صفوان بيضون
المنتدى :
صفوان بيضون
ظاهرة انتشار التشيع (47)
بتاريخ : 29-Apr-2010 الساعة : 05:27 PM

اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
ظاهرة انتشار التشيع
الحلقة (47)
متابعة الخاتمة
قانون إعطاء الله جوهرة الولاية وسلبها (3)
ونختم كتابنا بكلمات من توجيهات أئمة أهل البيت (ع) ، وكل كلامهم نور:
فمن توجيهاتهم أن العقل والتعقل من شروط المؤمن الموالي لأهل البيت (ع) ، فقد ذكروا العقل عند الإمام الرضا (ع) فقال : (لا يعبأ بأهل الدين ممن لا عقل له ، قلت : جعلت فداك إن ممن يصف هذا الأمر قوما لا بأس بهم عندنا وليست لهم تلك العقول ! فقال : ليس هؤلاء ممن خاطب الله ، إن الله خلق العقل فقال له : أقبل فأقبل وقال له : أدبر فأدبر ، فقال : وعزتي وجلالي ما خلقت شيئا أحسن منك أو أحب إلي منك ، بك آخذ وبك أعطي ) [1].
ومنها أنه ينبغي للموالي أن يكون اجتماعياً ، فعن الإمام الصادق (ع) : (قال له رجل : جعلت فداك رجل عرف هذا الأمر ، لزم بيته ولم يتعرف إلى أحد من إخوانه ؟ قال : فقال : كيف يتفقه هذا في دينه !؟ ) [2] .
ومن صفة الموالي أن يكون رقيق المشاعر وغير شاذ كما يستفاد من رواية الإمام الصادق (ع) [3].
ومن توجيهاتهم (ع) أن لا تتعجب لمن هلك ، و اعجب لمن نجا : (عن فضيل الصايغ قال : سمعت أبا عبد الله (ع) يقول : أنتم والله نور في ظلمات الأرض والله إن أهل السماء لينظرون إليكم في ظلمات الأرض كما تنظرون أنتم إلى الكوكب الدري في السماء وإن بعضهم ليقول لبعض : يا فلان عجباً لفلان كيف أصاب هذا الأمر ! وهو قول أبي (ع) : والله : ما أعجب ممن هلك كيف هلك ، ولكن أعجب ممن نجا كيف نجا ) [4] ! .
ومن توجيهاتهم (ع) أن يدعو الموالي من يأمل استجابته إلى التشيع : (عن سليمان بن خالد قال : قلت لأبي عبد الله (ع) : إن لي أهل بيت وهم يسمعون مني أفأدعوهم إلى هذا الأمر ؟ فقال : نعم إن الله عز وجل يقول في كتابه : يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم و أهليكم نارا وقودها الناس والحجارة) [5].
و (عن أبي بصير قال قلت : جعلت فداك أرأيت الراد عليَّ هذا الأمر فهو كالراد عليكم ؟ فقال : يا أبا محمد من رد عليك هذا الأمر فهو كالراد على رسول الله (ص) وعلى الله تبارك وتعالى ، يا أبا محمد إن الميت [ منكم ] على هذا الأمر شهيد ، قال : قلت : وإن مات على فراشه ؟ قال : إي والله وإن مات على فراشه حي عند ربه يرزق ) [6].
ومنها : النهي عن الإصرار في دعوة الآخرين : ( سمعت أبا عبد الله (ع) يقول : إجعلوا أمركم لله ، ولا تجعلوه للناس فإنه ما كان لله فهو لله ، وما كان للناس فلا يصعد إلى الله ، ولا تخاصموا الناس لدينكم فإن المخاصمة ممرضة للقلب ، إن الله تعالى قال لنبيه (ص) : إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء ، وقال : أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين . ذروا الناس فإن الناس أخذوا عن الناس وإنكم أخذتم عن رسول الله (ص) ، إني سمعت أبي (ع) يقول : إن الله عز وجل إذا كتب على عبد أن يدخل في هذا الأمر كان أسرع إليه من الطير إلى وكره ) [7] .
و (عن الفضيل بن يسار قال : قلت لأبي عبد الله(ع) : ندعو الناس إلى هذا الأمر ؟ قال : لا يا فضيل إن الله إذا أراد بعبد خيراً أمر ملكاً فأخذ بعنقه فأدخله في هذا الأمر طائعاً أو كارهاً) [8].
و عن أبي عبد الله (ع) قال : ( إن الله عز وجل خلق قوماً للحق ، فإذا مر بهم الباب من الحق قبلته قلوبهم وإن كانوا لا يعرفونه ، وإذا مر بهم الباب من الباطل أنكرته قلوبهم وإن كانوا لا يعرفونه . وخلق قوماً لغير ذلك ، فإذا مر بهم الباب من الحق أنكرته قلوبهم وإن كانوا لا يعرفونه ، وإذا مر بهم الباب من الباطل قبلته قلوبهم وإن كانوا لا يعرفونه ) [9] .
و عن أبي عبد الله(ع) قال : ( إن الله عز وجل إذا أراد بعبد خيراً نكت في قلبه نكتة من نور فأضاء لها سمعه وقلبه حتى يكون أحرص على ما في أيديكم منكم . وإذا أراد بعبد سوءا نكت في قلبه نكتة سوداء ، فأظلم لها سمعه وقلبه ، ثم تلا هذه الآية : فَمَنْ يُرِدِ اللهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ) [10].
و عن أبي عبد الله (ع) قال : إن الله عز وجل إذا أراد بعبد خيرا نكت في قلبه نكتة بيضاء وفتح مسامع قلبه و وكل به ملكا يسدده . وإذا أراد بعبد سوءا نكت في قلبه نكتة سوداء وسد مسامع قلبه و وكل به شيطاناً يضله) [11].
و ( عن عمر بن حنظلة قال : قال لي أبو عبد الله (ع) : يا أبا صخر إن الله يعطي الدنيا من يحب ويبغض ، ولا يعطي هذا الأمر إلا صفوته من خلقه ! أنتم والله على ديني ودين آبائي إبراهيم وإسماعيل ، لا أعني علي بن الحسين ولا محمد بن علي وإن كان هؤلاء على دين هؤلاء) [12] .
ومنها أن الموالي مؤمَّن ولا خوف عليه : (عن فضيل بن يسار قال : دخلت على أبي عبد الله (ع)في مرضة مرضها لم يبق منه إلا رأسه فقال : يا فضيل إنني كثيراً ما أقول : ما على رجل عرفه الله هذا الأمر لو كان في رأس جبل حتى يأتيه الموت . يا فضيل بن يسار إن الناس أخذوا يمينا وشمالا وإنا وشيعتنا هدينا الصراط المستقيم ، يا فضيل بن يسار إن المؤمن لو أصبح له ما بين المشرق والمغرب كان ذلك خيراً له ، ولو أصبح مقطعاً أعضاؤه كان ذلك خيراً له . يا فضيل بن يسار إن الله لا يفعل بالمؤمن إلا ما هو خير له .
يا فضيل ابن يسار لو عدلت الدنيا عند الله عز وجل جناح بعوضة ما سقى عدوه منها شربة ماء ! يا فضيل بن يسار إنه من كان همه هماً واحداً كفاه الله همه ، ومن كان همه في كل واد لم يبال الله بأي واد هلك) [13].
[1] - الكافي، الشيخ الكليني :1/27
[2] - الكافي، الشيخ الكليني : 1/31
[3] - الكافي ، الشيخ الكليني: 1/21
[4] - الكافي ، الشيخ الكليني:8/275
[5] - الكافي ، الشيخ الكليني : 2/211
[6] - الكافي ، الشيخ الكليني : 8/146
[7] - الكافي ، الشيخ الكليني : 1/166
[8] - الكافي ، الشيخ الكليني :1/167
[9] - الكافي ، الشيخ الكليني : 2/214
[10] - الكافي ، الشيخ الكليني :2/214
[11] - الكافي ، الشيخ الكليني :2/214
[12] - الكافي ، الشيخ الكليني : 2/214
[13] - الكافي ، الكليني :2/246
... يتبع...
|
|
|
|
|