[صفوان بيضون]

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين

أخي الكريم " زهير " من حق الإنسان أن يسأل من باب التعلم ، لا من باب الشك .

وكل الحوادث التاريخية على صعوبة استقصائها أعطتنا اجوبة شافية .

أقول رداً على سؤالك عن الباب : بالطبع الباب الذي حاول القوم حرقه ليس هو الباب الداخلي الذي سد رسول الله (ص) جميع الأبواب إلا هو .
لك أيها الأخ الكريم أن تتصور ان المسجد النبوي وهو مسجد متواضع في ذلك الزمان وليس على مساحة كبيرة محاط بسور وعلى ذلك السور هناك بيوت ملاصقة لحائط المسجد ، هذه البيوت هي بيوت الصحابة وأهل البيت (ع) ، وهي معروفة الترتيب ، من وجود فناء ومكان للبئر ، ومكان الخيول والأنعام وغيرها ، وغرف للسكن .
هذه البيوت الملاصقة للمسجد لها بوابات عريضة ومن ثم ابواب داخلية ، يخرج منها الناس بخيولهم وأشيائهم .
من الجدران الملاصقة للمسجد فتح بعض الصحابة أبواباً لتسهيل الدخول إلى المسجد وقت الصلاة أو لملاقاة رسول الله ، حتى يوفروا عناء الدوران ، ولك أن تتخيل أن المسجد إن كان مربعاً فكل جهة قد تكون مواجهة لحي مختلف ، لما في البيوت القديمة من تلاصق معماري .
إذن عندما سد رسول الله الأبواب سد هذه الأبواب الصغيرة الملاصقة لجدران المسجد ، وإلا السؤال الذي يطرح نفسه ، بعد سد تلك الأبواب من أين كان يدخل الصحابة او يخرجون ، طبعاً من أبواب بيوتهم الأصلية وليس الفرعية ، ولنا أيضاً أن نتصور هل من المعقول أنه كلما تريد زوجات الصحابة وبناتهم وخادماتهم الدخول والخروج يدخلن من المسجد ويخرجن منه ( هذا طبعاً قبل السد ) بالطبع لا ، ولنا ان نسأل أين كان الصحابة يضعون خيولهم ودوابهم ، ومن أين كانوا يُدخلون أغراضهم وأشياءهم ، كلها أيها العزيز من أبواب خلفية ، وليس من أبواب المسجد .
إذا اتضحت الفكرة نستطيع ان نتخيل من أين أتت العصابة إلى بيت علي (ع) ، وأين تم الحرق والعصر ، ومن أين اقتيد أمير المؤمنين ، والزهراء تتبعه روحي لهما الفداء .
لأن في الرواية يا أخي أن القوم كانوا حوالي 300 مجرم ، وقد حشدوا الخيول ، حتى سمع اهل المدينة قعقعة السلاح وجلبة الخيول .
فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .