ملحق
الإجابة على السؤال الثامن
وإليك أيها الأخ الفاضل ما كنا قد وعدنا به من مطالب تتعلق بابن سبأ، وسننقلها من الجزء السادس والعشرين من كتابنا: الصحيح من سيرة الإمام علي «
»، وأرجو أن تنال رضاكم.
حفظك الله ورعاك..
علي
يحرق الغلاة:
1 ـعن أبي عبد الله، وأبي جعفر «عليهما السلام»:
أن أمير المؤمنين «
» لما فرغ من أهل البصرة أتاه سبعون رجلاً من الزط، فسلموا عليه وكلموه بلسانهم، فرد عليهم بلسانهم.
ثم قال لهم: إني لست كما قلتم. أنا عبد الله مخلوق.
فأبوا عليه وقالوا: أنت هو.
فقال لهم: لئن لم تنتهوا وترجعوا عما قلتم فيَّ، وتتوبوا إلى الله عز وجل لأقتلنكم.
فأبوا أن يرجعوا ويتوبوا.
فأمر أن تحفر لهم آبار، فحفرت، ثم خرق بعضها إلى بعض، ثم قذفهم، ثم خمر رؤوسها، ثم ألهبت النار في بئر منها ليس فيها أحد منهم، فدخل الدخان عليهم فيها فماتوا([1]).
2 ـ وروى الكشي، عن محمد بن الحسن، وعثمان بن حامد الكشيان، قالا: حدثنا محمد بن يزداد الراز ي، عن محمد بن الحسين أبي الخطاب، عن موسى بن يسار، عن عبد الله بن شريك، عن أبيه قال:
بينا علي «
» عند امرأة له من عنزة، وهي أم عمرو إذ أتاه قنبر، فقال له: إن عشرة نفر بالباب يزعمون أنك ربهم.
قال: أدخلهم.
قال: فأدخلوا عليه، فقال لهم: ما تقولون؟!
فقالوا: نقول: إنك ربنا، وأنت الذي خلقتنا، وأنت الذي رزقتنا.
فقال لهم: ويلكم لا تفعلوا، إنما أنا مخلوق مثلكم.
فأبوا أن يفعلوا.
فقال لهم: ويلكم ربي وربكم الله، ويلكم توبوا وارجعوا.
فقالوا: لا نرجع عن مقالتنا، أنت ربنا ترزقنا، وأنت خلقتنا.
فقال: يا قنبر، إيتني بالفعلة.
فخرج قنبر، فأتاه بعشرة رجال مع الزُّبل والمرور، فأمر أن يحفروا لهم في الأرض، فلما حفروا خدَّاً، أمر بالحطب والنار فطرح فيه حتى صار ناراً تتوقد.
قال لهم: توبوا.
قالوا: لا نرجع، فقذف علي بعضهم، ثم قذف بقيتهم في النار،
قال علي
:
إني إذا أبـصـرت شـيـئـاً منكـراً أوقـدت نـاري ودعـوت قـنبرا([2])
3 ـ ورواه ابن أبي الحديد عن أبي العباس أحمد بن عبيد الله بن عمار الثقفي مرفوعاً، ثم قال:
وروى أصحابنا في كتب المقالات: أنه لما حرقهم صاحوا إليه: الآن ظهر لنا ظهوراً بينا أنك أنت الإله، لأن ابن عمك الذي أرسلته قال: «لا يعذب بالنار إلا رب النار»([3]).
قال الحموي في صحراء أثير المنسوبة إلى أثير بن عمرو الطبيب الكوفي: حرق علي «
» الطائفة الغلاة فيه([4]).
4 ـ روى الكليني عن الصادق «
» قال: أتي أمير المؤمنين «صلوات الله عليه» وهو جالس في المسجد بالكوفة بقوم وجدوهم يأكلون بالنهار في شهر رمضان، فقال لهم أمير المؤمنين «
»: أكلتم وأنتم مفطرون؟!
قالوا: نعم.
قال: يهود أنتم؟!
قالوا: لا.
قال: فنصارى؟!
قالوا: لا.
قال: فعلى أي شيء من هذه الأديان مخالفين للإسلام؟!
قالوا: بل مسلمون.
قال: فسفر أنتم؟!
قالوا: لا.
قال: فيكم علة استوجبتم الإفطار لا نشعر بها، فإنكم أبصر بأنفسكم، لأن الله عز وجل يقول:
﴿بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ﴾([5]).
قالوا: بل أصبحنا ما بنا علة.
قال: فضحك أمير المؤمنين «صلوات الله عليه» ثم قال:
تشهدون أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله؟!
قالوا: نشهد أن لا إله إلا الله، ولا نعرف محمداً.
قال: فإنه رسول الله.
قالوا: لا نعرفه بذلك، إنما هو أعرابي دعا إلى نفسه.
فقال: إن أقررتم، وإلا لأقتلنكم.
قالوا: وإن فعلت.
فوكل بهم شرطة الخميس، وخرج بهم إلى الظهر ظهر الكوفة، وأمر أن يحفر حفرتين [كذا]، وحفر إحداهما إلى جنب الأخرى، ثم خرق فيما بينهما كوة ضخمة شبه الخوخة، فقال لهم: إني واضعكم في إحدى هذين القليبين، وأوقد في الأخرى النار فأقتلكم بالدخان.
قالوا: وإن فعلت، فإنما تقضي هذه الحياة الدنيا.
فوضعهم في إحدى الجُبَّين وضعاً رفيقاً، ثم أمر بالنار فأوقدت في الجب الآخر، ثم جعل يناديهم مرة بعد مرة: ما تقولون؟!
فيجيبونه: اقض ما أنت قاض، حتى ماتوا.
قال: ثم انصرف، فسار بفعله الركبان، وتحدث به الناس، فبينما هو ذات يوم في المسجد إذ قدم عليه يهودي من أهل يثرب قد أقر له من في يثرب من اليهود: أنه أعلمهم، وكذلك كانت آباؤه من قبل.
قال: وقدم على أمير المؤمنين «صلوات الله عليه» في عدة من أهل بيته، فلما انتهوا إلى المسجد الأعظم بالكوفة أناخوا رواحلهم ثم وقفوا على باب المسجد وأرسلوا إلى أمير المؤمنين «صلوات الله عليه» إنا قوم من اليهود قدمنا من الحجاز، ولنا إليك حاجة، فهل تخرج إلينا أم ندخل إليك؟!
قال: فخرج إليهم وهو يقول: سيدخلون، ويستأنفون باليمين فما حاجتكم؟!
فقال [له] عظيمهم: يا ابن أبي طالب، ما هذه البدعة التي أحدثت في دين محمد «
»؟!
فقال له: وأية بدعة؟!
فقال له اليهودي: زعم قوم من أهل الحجاز أنك عمدت إلى قوم شهدوا أن لا إله إلا الله، ولم يقروا أن محمداً رسوله، فقتلتهم بالدخان.
فقال له أمير المؤمنين «صلوات الله عليه»: فنشدتك بالتسع الآيات التي أنزلت على موسى «
» بطور سيناء، وبحق الكنايس الخمس القدس، وبحق السمت الديان، هل تعلم أن يوشع بن نون أتي بقوم بعد وفاة موسى شهدوا أن لا إله إلا الله ولم يقروا: أن موسى رسول الله فقتلهم بمثل هذه القتلة؟!
فقال له اليهودي: نعم. أشهد أنك ناموس موسى.
قال: ثم أخرج من قبائه كتاباً، فدفعه إلى أمير المؤمنين «
»، ففضه ونظر فيه وبكى.
فقال له اليهودي: ما يبكيك يا ابن أبي طالب؟! إنما نظرت في هذا الكتاب وهو كتاب سرياني، وأنت رجل عربي، فهل تدري ما هو؟!
فقال له أمير المؤمنين «صلوات الله عليه»: نعم، هذا اسمي مثبت.
فقال له اليهودي: فأرني اسمك في هذا الكتاب وأخبرني ما اسمك بالسريانية؟!
قال: فأراه أمير المؤمنين «سلام الله عليه» اسمه في الصحيفة، فقال: اسمي إليا.
فقال اليهودي: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمد رسول الله «
»، وأشهد أنك وصي محمد، وأشهد أنك أولى الناس بالناس من بعد محمد.
وبايعوا أمير المؤمنين «
»، ودخل المسجد.
فقال أمير المؤمنين «
»: الحمد لله الذي لم أكن عنده منسياً، الحمد لله الذي أثبتني عنده في صحيفة الأبرار [والحمد لله ذي الجلال والإكرام]([6]).
5 ـ وعن المعتزلي في حديث النوفلي: أنه «
» دخن عليهم، وجعل يهتف بهم، ويناشدهم: ارجعوا إلى الاسلام، فأبوا.
فأمر بالحطب والنار، وألقى عليهم، فاحترقوا، فقال الشاعر:
لـتـرم بـي المنـيـة حـيـث شاءت إذا لـم تـرم بـي فـي الحـفـرتـــين
إذا مـــا حـشـتـا حـطـبـا بـنــار فـذاك المـوت نـقــدا غـــير ديـن
قال: فلم يبرح واقفاً عليهم حتى صاروا حمماً.
قال: أول من جهر بالغلو في أيامه عبد الله بن سبأ، قام إليه وهو يخطب، فقال له: أنت أنت، وجعل يكررها.
إلى أن قال: قال أبو العباس: ثم إن جماعة من أصحاب علي، منهم عبد الله بن عباس، شفعوا في عبد الله بن سبأ خاصة، وقالوا: يا أمير المؤمنين، إنه قد تاب فاعف عنه.
فأطلقه بعد أن اشترط عليه ألا يقيم بالكوفة.
فقال: أين أذهب؟!
قال: المدائن.
فنفاه إلى المدائن. فلما قتل أمير المؤمنين «
» أظهر مقالته، وصارت له طائفة، وفرقة يصدقونه ويتبعونه.
وقال لما بلغه قتل علي: والله لو جئتمونا بدماغه في سبعين صرة، لعلمنا أنه لم يمت، ولا يموت حتى يسوق العرب بعصاه([7]).
قال التستري:
أقول: يستفاد منه ضمناً عدم جواز دخول أهل الكتاب المساجد مضافاً إلى ما دل علىه من قتل المنكر للنبي «
»، وإن كان مقراً بالتوحيد([8]).
6 ـ وفي نص آخر: قالوا: أنت أنت! لم يزيدوه على ذلك.
ففهم مرادهم، فنزل عن فرسه، فألصق خده بالتراب، ثم قال: ويلكم إنما أنا عبد من عبيد الله، فاتقوا الله، وارجعوا إلى الاسلام.
فأبوا، فدعاهم مراراً، فأقاموا على أمرهم، فنهض عنهم، ثم قال: شدوهم وثاقاً الخ..([9]).
هل هذه المبررات معقولة؟!:
قال المعتزلي:
قال أصحاب المقالات: واجتمع إلى عبد الله بن سبأ بالمدائن جماعة على هذا القول، منهم: عبد الله بن صبرة الهمداني، وعبد الله بن عمرو بن حرب الكندي، وآخرون غيرهما، وتفاقم أمرهم، وشاع بين الناس قولهم، وصار لهم دعوة يدعون إليها، وشبهة يرجعون إليها، وهي ما ظهر وشاع بين الناس، من إخباره بالمغيبات حالا بعد حال..
قال: وتعلق بعضهم بشبهة ضعيفة، نحو قول عمر فيه: وقد فقأ علي عين إنسان ألحد في الحرم:
ما أقول في يد الله، فقأت عيناً في حرم الله!([10]).
قال التستري:
قلت: الأصل فيما ذكر ما قال في النهاية في حديث عمر: أن رجلاً كان ينظر في الطواف إلى حرم المسلمين، فلطمه علي «
»، فاستعدى عليه، فقال: ضربك بحق أصابتك عين من عيون الله([11]).
وتابع المعتزلي تعداده موجبات الغلو في علي «
»:
ونحو قول علي: والله ما قلعت باب خيبر بقوة جسدانية، بل بقوة إلهية.
ونحو قول رسول الله «
»: «لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده».
والذي هزم الأحزاب هو علي بن أبي طالب، لأنه قتل شجاعهم وفارسهم عمرواً لما اقتحموا الخندق، فأصبحوا صبيحة تلك الليلة هاربين مفلولين، من غير حرب سوى قتل فارسهم([12]).
ونقول:
إن ذلك كله لا يصلح مبرراً، لهذا القول الساقط، للأسباب التالية:
أولاً: لأن الإخبار بالمغيبات لا ينحصر بمقام الألوهية، لأن الأنبياء يخبرون بها عن الله أيضاً. وأول من يخبرونهم بها هم أوصياؤهم، ثم يخبر الأوصياء ومن سمع منهم، ومن الأنبياء الناس بهذه المغيبات.
ثانياً: إن حديث عمر بن الخطاب جار على سبيل المجاز، ولم يكن عمر نفسه ممن يعتقد بالإلوهية لعلي «
».
ثالثاً: أما حديث قلع باب خيبر بقوة إلهية، فالمراد به: أن الله سبحانه وتعالى هو الذي أقدره على ذلك. فهذا الحديث على ضد دعواهم أدل.
رابعاً: قوله «
»: «وهزم الأحزاب وحده» يريد به الإشارة إلى التدبير الإلهي لما جرى، حيث ساق فرسانهم إلى أن يتجاوزوا الخندق حتى قتلهم علي «
»، وبذلك ألقى الله في قلوبهم الرعب، فهزموا.
ولا يريد أن علياً «
» هو الله سبحانه، وتعالى عما يقوله الجاهلون والمبطلون.
الرفق بالمذنبين:
وفي الروايات: أنه «
» وضعهم في البئر التي احتفرها برفق، وأنه كان يراجعهم في أمر توبتهم مرة بعد أخرى، فيأبون ذلك، وذلك ليقيم الحجة عليهم، ويعرف الناس بمدى إصرارهم على باطلهم.
لو جئتمونا بدماغه في صرة:
تقدم: أن الروايات ذكرت: أن ابن سبأ قال: لو جئتمونا بدماغه في سبعين صرة، لعلمنا أنه لم يمت.
غير أن الجاحظ يصرح: بأن القائل هو ابن السوداء، وهو ابن حرب، وليس ابن سبأ، فقد روي بسنده عن جرير (زجر) بن قيس بن مالك الجحفي قال:
قدمت المدائن بعد ما ضرب علي بن أبي طالب «رحمه الله»، فلقيني ابن السوداء، وهو ابن حرب، فقال لي: ما الخبر؟!
قلت: ضرب أمير المؤمنين ضربة يموت الرجل من أيسر منها، ويعيش من أشد منها.
قال: لو جئتمونا بدماغه في مائة صرة لعلمنا أنه لا يموت حتى يذودكم بعصاه([13]).
الحلف بغير الله تعالى:
ذكرت الرواية المتقدمة: أنه بعد أن قتل أمير المؤمنين «
» الذين غلوا فيه بالدخان، أنكر عليه أحد عظماء اليهود فقال له أمير المؤمنين «
»: نشدتك بالتسع آيات التي أنزلت على موسى «
» بطور سيناء، و بحق الكنائس الخمس، وبحق السمط الديان، هل تعلم: أن يوشع بن نون أتي بقوم بعد وفاة موسى «
» شهدوا أن لا إله إلا الله، ولم يشهدوا أن موسى رسول الله، فقتلهم بمثل هذه القتلة؟!
فدلت هذه الرواية على جواز حلف غير المسلم بغير الله تعالى، ويؤيد ذلك:
ألف: ما روي عن الإمام الصادق عن أبيه «عليهما السلام»: أن علياً «
» كان يستحلف اليهود والنصارى في بيعهم وكنائسهم، والمجوس في بيوت نيرانهم، ويقول: شددوا عليهم احتياطاً للمسلمين([15]).
ب: عن الإمام الصادق أيضاً عن أبيه «عليهما السلام»: أن علياً «
» كان يستحلف اليهود والنصارى في كتابهم، ويستحلف المجوس ببيوت نيرانهم([16]).
ج: روي بسند صحيح عن محمد بن قيس، عن ابي جعفر: قضى علي «
» فيمن استحلف أهل الكتاب بيمين صبر، أن يستحلفه بكتابه وملته([17]).
د: عن الإمام الصادق «
» بسند معتبر: أن أمير المؤمنين «
» استحلف يهودياً بالتوراة التي أنزلت على موسى «
»([18]).
غير أننا نقول:
أولاً: إن الرواية المتقدمة برقم (ألف) ليس موردها الحلف بغير الله تعالى، بل هي تأمر بتغليظ اليمين على غير المسلمين احتياطاً للمسلمين.
ثانياً: قالوا: إن هناك روايات تعارض الروايات السابقة، لأنها تقول: إنه لا يجوز الحلف بغير الله تعالى:
1 ـ صحيحة علي بن مهزيار، عن أبي جعفر الثاني: إن لله أن يقسم من خلقه بما شاء، وليس لخلقه أن يقسموا إلا به.
2 ـ ومثلها صحيحة محمد بن مسلم([19]).
3 ـ ومنها: معتبرة سماعة عن الصادق «
» قال: سألته هل يصلح لأحد أن يحلِّف أحداً من اليهود والنصارى والمجوس بآلهتهم؟!
قال: لا يصلح لأحد أن يحلف أحداً إلا بالله عز وجل([20]).
4 ـ صحيحة سليمان بن خالد: «لا يحلف اليهودي ولا النصراني ولا المجوسي بغير الله، إن الله عز وجل يقول: ﴿فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ﴾([21])»([22]).
5 ـ صحيحة الحلبي: سألت أبا عبد الله «
» عن أهل الملل يستحلفون.
فقال: لا تحلفوهم إلا بالله عز وجل([23]).
ونجيب بما يلي:
ألف: إن ما تريد أن تقوله هذه الروايات: هو أنه لا يجوز أن يحلَّف أهل الملل بآلهتهم، في قبال الله تعالى.. وقد صرحت رواية سماعة بذلك، ولا تأبى سائر الروايات عن أن يكون المراد منها هذا المعنى.
ب: إن الحلف بالتوراة التي أنزلها الله تعالى على موسى «
» ليس فيه أي محذور، فهو كالحلف بالقرآن الذي أنزله الله على محمد «
».. لأن المقصود هو التوراة الواقعية.
ج: بالنسبة لكلمة «السمت الديان» نقول:
لعل الصحيح: «الصمد الديان» أو «السمد الديان». والسمد: هو السرمد. يقال: هو لك سمداً، أي سرمداً.
وكلمة «السمط» يبدو أنها مصحفة أيضاً، والأصل ما قلناه.. حيث صحفت التاء، فصارت طاء.
والديان: هو القهار، وقيل: هو الحاكم الذي يأخذ الناس بذنوبهم، ويحاسب، ويعاقب.. فالإحلاف بالسمط الديان يقصد به: إحلافه بالله تعالى.
د: وأما الكنائس، فهي معابد اليهود والنصارى، فلعله كانت هناك كنائس خمس، كان اليهود يقدسونها.
واحتمل بعض الباحثين في هذا الشأن: أن يكون المقصود هو الهيكل الذي كان قبل سليمان، وكان فيه تابوت السكينة، أو تابوت الله على حد تعبيرهم، ثم هيكل سليمان «
»، ثم مرحلة ما بعد انهدامه وبنائه، حيث بني وسمي باسم هيكل زرّبابل. ثم مرحلة تجديده، حيث سمى باسم هيكل هيرودس، ثم الهيكل الذي سيظهر في مستقبل الأيام مرة أخرى، لتكون هي المرة الخامسة..
ولعله «
» قد ساق الكلام وفقاً لما كان معلوماً عند احبار اليهود، ولم يكن يمكنهم إنكاره..
------------
([1]) قضاء أمير المؤمنين «
» للتستري (ط مؤسسة الأعلمي) ص230 والكافي ج7 ص259 ومن لا يحضره الفقيه ج3 ص150 ووسائل الشيعة (ط مؤسسة آل البيت) ج28 ص335 و (ط دار الإسلامية) ج18 ص553 وبحار الأنوار ج40 ص301 وجامع أحاديث الشيعة ج26 ص64 ورجال الكشي ص72 والمجالس والأخبار ص59.
([2]) قضاء أمير المؤمنين «
» للتستري (ط دار الأعلمي) ص230 و231 عن الكشي، وبحار الأنوار ج25 ص300 وإختيار معرفة الرجال للطوسي ج1 ص288 وج2 ص596 وموسوعة أحاديث أهل البيت «
» للنجفي ج8 ص164 عن رجال الكشي ص307 ح556.
([3]) قضاء أمير المؤمنين «
» للتستري (ط مؤسسة الأعلمي) ص231 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج5 ص6.
([4]) معجم البلدان للحموي ج1 ص93 وقضاء أمير المؤمنين «
» للتستري (ط مؤسسة الأعلمي) ص231 عنه.
([5]) الآية 14 من سورة القيامة.
([6]) الكافي ج4 ص181 ـ 183 ووسائل الشيعة (ط مؤسسة آل البيت) ج10 ص249 و 250 و (ط دار الإسلامية) ج7 ص179 و 181 وبحار الأنوار ج38 ص60 و 61 وج40 ص288 و 289 وجامع أحاديث الشيعة ج26 ص16 و 17 وموسوعة أحاديث أهل البيت «
» للنجفي ج4 ص289 وتفسير نور الثقلين ج5 ص462 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج5 ص6 وقضاء أمير المؤمنين «
» للتستري (ط مؤسسة الأعلمي) ص231 و 232.
([7]) شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج5 ص6 و 7 وفرق الشيعة للنوبختي ص22 وأعيان الشيعة ج1 ص530.
([8]) قضاء أمير المؤمنين «
» للتستري (ط الأعلمي) ص203.
([9]) شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج5 ص6 وقاموس الرجال للتستري ج9 ص296 عنه.
([10]) شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج5 ص7 وراجع: ذخائر العقبى ص82 والملل والنحل للشهرستاني، وعن العقد الفريد (ط لجنة التأليف والترجمة والنشر) ج2 ص326.
([11]) قضاء أمير المؤمنين «
» للتستري (ط الأعلمي) ص232 وراجع: ذخائر العقبى ص82.
([12]) شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج5 ص7.
([13]) البيان والتبيين ج3 ص81 و (ط الشيخ حسن بمصر) ج3 ص83 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج8 ص331.
([14]) وسائل الشيعة (ط مؤسسة آل البيت) ج10 ص250 وج23 ص169 و (ط دار الإسلامية) ج7 ص180 و 181 وج16 ص166 والكافي (الفروع) ج4 ص182 و 183 ومناقب آل أبي طالب ج2 ص93 وبحار الأنوار ج40 ص289 وموسوعة أحاديث أهل البيت للنجفي ج4 ص289.
([15]) قرب الإسناد ص42 و (ط مؤسسة آل البيت) ص86 ووسائل الشيعة (ط مؤسسة آل البيت) ج23 ص268 وج27 ص298 و (ط دار الإسلامية) ج16 ص166 وج18 ص219 وبحار الأنوار ج101 ص287 وجامع أحاديث الشيعة ج19 ص470 وج25 ص68.
([16]) قرب الإسناد ص71 و (ط مؤسسة آل البيت) ص152 ووسائل الشيعـة (ط = = مؤسسة آل البيت) ج23 ص268 و (ط دار الإسلامية) ج16 ص166 وجامع أحاديث الشيعة ج19 ص469 وج25 ص68 وبحار الأنوار ج101 ص287.
([17]) النوادر لأحمد بن محمد بن عيسى الأشعري ص60 و (ط سنة 1408هـ) ص54 ومن لا يحضره الفقيه ج3 ص375 والإستبصار ج4 ص40 وتهذيب الأحكام ج8 ص279 ووسائل الشيعة (ط مؤسسة آل البيت) ج23 ص267 و 268 و (ط دار الإسلامية) ج16 ص166 ومستدرك الوسائل ج16 ص69 وبحار الأنوار ج101 ص289 وجامع أحاديث الشيعة ج19 ص469 ومسند محمد بن قيس البجلي (تحقيق بشير المازندراني) ص90.
([18]) الكافي ج7 ص451 والإستبصار ج4 ص40 وتهذيب الأحكام ج8 ص279 ووسائل الشيعة (ط مؤسسة آل البيت) ج23 ص266 و (ط دار الإسلامية) ج16 ص165 وجامع أحاديث الشيعة ج19 ص469.
([19]) راجع حول الروايتين: النوادر لأحمد بن محمد بن عيسى الأشعري ص52 والكافي ج7 ص449 ومن لا يحضره الفقيه ج3 ص376 وتهذيب الأحكام ج8 ص277 ووسائل الشيعة (ط مؤسسة آل البيت) ج22 ص343 وج23 ص259 و 260 وج27 ص303 و (ط دار الإسلامية) ج15 ص537 وج16 ص159 و 160 وج18 ص223 ومستدرك الوسائل ج16 ص65 والفصول المهمة للحر العاملي ج2 ص411 وبحار الأنوار ج101 ص286 وجامع أحاديث الشيعة ج19 ص462 و 463 وتفسير نور الثقلين ج5 ص146 و 499 وج5 ص588 وتفسير الميزان ج19 ص33 و 194 و 307.
([20]) الكافي ج7 ص451 والإستبصار ج4 ص39 وتهذيب الأحكام ج8 ص279 ووسائل الشيعة (ط مؤسسة آل البيت) ج23 ص267 و (ط دار الإسلامية) ج16 ص165 والنوادر لأحمد بن محمد بن عيسى ص60.
([21]) الآية 48 من سورة المائدة.
([22]) الكافي ج7 ص451 والإستبصار ج4 ص39 وتهذيب الأحكام ج8 ص278 ووسائل الشيعة (ط مؤسسة آل البيت) ج23 ص266 و (ط دار الإسلامية) ج16 ص164 وبحار الأنوار ج101 ص288 وجامع أحاديث الشيعة ج19 ص468.([23]) الكافي ج7 ص451 ووسائل الشيعة (ط مؤسسة آل البيت) ج23 ص266 و (ط دار الإسلامية) ج16 ص164 و 165 وجامع أحاديث الشيعة ج19 ص468 والنوادر لأحمد بن محمد بن عيسى ص30.