[صفوان بيضون]

الأخت الكريمة " ملكية الطلة "
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .


وعدتك أختي أن أعود إلى نصك ، محاولاً قراءته من وجهة أخرى ، من وجهة العواطف التي تجيش بداخله ، والبنية التحليلية .


في البداية علينا أن نعود إلى تعريف الخاطرة والتي يسمح بها التمازج أو التوحد بين ذات الكاتب وبين شخص النص .


لأننا في غيرها من الأنواع الأدبية في حال وجود الأنا ( أنا الكاتب ) فقد يشعر القارئ بشيء من المقت لنفس الكاتب بمعنى يشعر بأنانية وليس بذاتية الكاتب .


هناك أنواع أخرى يسمح فيها للكاتب التحدث عن نفسه وهي المذكرات الشخصية ، وفي بعض القصص أو الروايات يتخذ الكاتب دور الراوي فنراه خلال السطور ومن خلال سرده الشخصي .


لمَ كل هذه المقدمة ونحن نتحدث عن خاطرة ، لأنني أريد أن أضع اتفاقية معك وهي :


- إن كان الكلام الذي كتبتيه يحمل شيئاً من الحقيقة الشخصية فهو معاناة ، وقد أجدت بنقل هذه المعاناة إلى القارئ ، بأسلوب مميز وجريء وقاس وصادم ( هذه الكلمات ليست سلبية ، بل هي وصف لشعور القارئ ) .


- أما إن كان الكلام متخيلاً ، فهذه درجة أعلى من الإبداع ، لأن خلق حالة تصورية أصعب بكثير من نقل حالة موجودة .


أختي الكريمة ما أريده وأحبذه أن تكون الخاطرة من النوع الثاني ، لأنها تنم عن موهبة فائقة ، وهذه الموهبة لا تحتاج إلى ظروف أو مشاكل أو معاناة من أجل أن تتفتق ، بل هي جاهزة لأن تحمل المشاهد إلى عوالمها الافتراضية بحيث يسرح فيها ويستمتع ( طبعاً حتى في حالات الحزن والكآبة القارئ يستمتع ) .


في كلتا الحالتين أختنا الكريمة كنت كاتبة متميزة .


في النهاية وحتى لا يشعر القارئ أنني متحيز لحضرتك لا بد من نقد لبعض الأخطاء الإملائية فأرجو ان تراجعيها لعل السرعة أو عدم التنبه لم يسعفاك ، وفي حالة تعذر اكتشافك لها سأزودك بها ، من أجل أن يظهر النص في أبهى حالاته .


لدي أيضاً ملاحظة أخرى وقد وقعتُ فيها قبلك هو سؤال أهل الخبرة عن كيفية تنسيق النص في المدونات الالكترونية ، لأن إخراج النص بحلة ظاهرية أيضاً يضفي عليه جمالية .


أختي الكريمة بارك الله فيك ووفقك الله .