منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - شرح الزيارة الجامعه الكبيرة
عرض مشاركة واحدة

منتظرة المهدي
عضو
رقم العضوية : 421
الإنتساب : Sep 2007
الدولة : طيبة الطيبة
المشاركات : 5,448
بمعدل : 0.85 يوميا
النقاط : 0
المستوى : منتظرة المهدي is on a distinguished road

منتظرة المهدي غير متواجد حالياً عرض البوم صور منتظرة المهدي



  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : منتظرة المهدي المنتدى : ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 14-May-2010 الساعة : 02:28 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم





آية (وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْىٌ يُوحَى) . وحديث عبدالله بن عجلان السكوني المتقدّم .
المعدِن بكسر الدال في الأصل بمعنى محلّ إستقرار الجواهر وإفاضتها ... كما في اللغة .
والرحمة هي الإحسان والإنعام والإفضال على الغير .
ومعدنية أهل البيت () للرحمة الإلهية تكون لوجوه :
(الف) : لأجل أنّهم مظاهر رحمة الله على الخلق ، والشفقة على الرعيّة ، وقد بلغت رحمتهم الغاية والنهاية ، فكانوا معادن الرحمة . وقد بعث جدّهم رحمةً للعالمين وهم ورثته واُرومته ، قال عزّ إسمه : (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) وقد وصفه الله تعالى بقوله : (بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ) .
وقد بُعث لإسعاد الخلق وصلاح معاشهم ومعادهم هو وأهل بيته () كما تلاحظه في تفسير قوله تعالى (رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) .
وتلاحظ رحمتهم وشفقتهم بوضوح في سيرتهم الشريفة .


(ب) : لأجل إنّ الرحمة الربّانية الخاصّة والعامّة في هذا الكون حتّى الأمطار والأرزاق إنّما تنزل بسببهم وواسطتهم وبركتهم ويمنهم وفيض وجودهم كما يدلّ عليه حديث الكساء الشريف الذي ورد فيه : « فقال الله عزّوجلّ : ياملائكتي وياسكّان سماواتي إنّي ما خلقت سماءً مبنيّة ولا أرضاً مدحية ولا قمراً منيراً ولا شمساً مضيئة ولا فلكاً يدور ولا بحراً يجري ولا فلكاً يسري إلاّ في محبّة هؤلاء الخمسة الذين هم تحت الكساء ... » .

ويُرشد إليه أيضاً الحديث الشريف المروي عن أمير المؤمنين () عن كلام ربّ العزّة مخاطباً رسوله الكريم : « وعزّتي وجلالي لولاك ما خلقت الأفلاك ...» .
ويدلّ على هذا المعنى أيضاً حديث مروان بن صباح قال : قال أبو عبدالله () : « إنّ الله خلقنا فأحسن صورنا وجعلنا عينه في عباده ولسانه الناطق في خلقه ويده المبسوطة على عباده بالرأفة والرحمة ووجهه الذي يؤتى منه وبابه الذي يدلّ عليه وخزّانه في سمائه وأرضه ، بنا أثمرت الأشجار وأينعت الثمار ، وجرت الأنهار ، وبنا ينزل غيث السماء وينبت عُشب الأرض ، وبعبادتنا عُبد الله ولولا نحن ما عُبد الله » .
وفي الزيارة الحسينية الشريفة المروية عن الإمام الصادق () بسند صحيح : « بكم تنبت الأرض أشجارها ، وبكم تخرج الأرض ثمارها ، وبكم تنزل السماء قطرها ورزقها ، وبكم يكشف الله الكرب ، وبكم ينزّل الله الغيث ، وبكم تسبّح الأرض التي تحمل أبدانكم وتستقرّ جبالها عن [ على ] مراسيها » .


(ج) : لأجل أنّهم لو لم يكونوا على الأرض لساخت وإنخسفت الأرض بأهلها ، وماجت كما تموج البحار كما ورد في حديث أبي حمزة قال : قلت لأبي عبدالله () : أتبقى الأرض بغير إمام ؟
قال : « لو بقيت الأرض بغير إمام لساخت » .
وحديث محمّد بن الفضيل ، عن أبي الحسن الرضا () قال : قلت له : أتبقى الأرض بغير إمام ؟
قال : لا .
قلت : فإنّا نروي عن أبي عبدالله () أنّها لا تبقى بغير إمام إلاّ أن يسخط الله تعالى على أهل الأرض أو على العباد .
فقال : لا ، لا تبقى ، إذاً لساخت .
وحديث أبي هراشه ، عن أبي جعفر () قال : « لو أنّ الإمام رفع من الأرض ساعة لماجت بأهلها ، كما يموج البحر بأهله » .







الخزّان والخزنة : جمع خازن مأخوذ من الخَزن بسكون الزاء ، وهو حفظ الشيء في الخزانة .
وأهل البيت () خزنة العلم وحفظة العلوم الإلهية ، والأسرار الربّانية ، والمعارف الحقيقية ، وما جرى على ألسنة الأنبياء () ، وما إشتملت عليه الكتب المقدّسة ، وما أفاضه الله على جدّهم الأكرم () من علم ما كان ، وما يكون ، وما هو كائن إلى يوم القيامة ، وما ينزل في ليلة القدر ...
جميع ذلك مخزون محفوظ عندهم سلام الله عليهم ، فهم حملة علم الله وعيبة وحيه ، وهم الراسخون في العلم ، والذين آتاهم الله العلم من لدنه ، فعلمهم حضوري لدُنّي وليس بإكتسابي أو تحصيلي ، وهو موهوب لهم من الله العلاّم وليس بتعلّم من الأنام .


وقد نطق الكتاب العزيز في عدّة آيات شريفة بعلمهم الحضوري كما إستدلّ به الشيخ المظفّر (قدس سره) منها :
1 ـ قوله تعالى : (وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ) المفسّر بهم سلام الله عليهم كما تلاحظه في حديث عبدالرحمن بن كثير ، عن أبي عبدالله () قال : « الراسخون في العلم أمير المؤمنين والأئمّة من بعده () » .
والرسوخ في العلم بمعنى الثبوت فيه والتمكّن منه ، والراسخ في العلم هو المتمكّن فيه ، والذي لا تعرض شبهة له .
فيلزم أن يكونوا عارفين به حتّى يرسخوا فيه ، إذ كيف يرسخون فيما لا يعرفون أو فيما يلزم عليهم أن يتعلّمونه من تأويل الآيات ، فرسوخهم يقتضي حضور العلم عندهم .


2 ـ قوله تعالى : (بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ) فقد فسّر بهم () في حديث هارون بن حمزة ، عن أبي عبدالله () قال : سمعته يقول : (بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ) قال : « هم الأئمّة () خاصّة » .


ولو لم يكن علمهم حاضراً لما صدق عليهم أنّهم اُوتوا العلم ، وكيف يكون ثابتاً في صدورهم لو لم يعلموا من لدن حكيم خبير .


3 ـ قوله تعالى : (وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْىٌ يُوحَى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى) فقد دلّت هذه الآية المباركة على أنّ النبي () لا ينطق إلاّ عن الوحي ، وتعليم من الله عزّوجلّ ، من دون أن يذكر لذلك التعليم حدّاً وللوحي قيداً .. علماً بأنّ حديث أهل البيت () حديث رسول الله () وينتهي إلى الله عزّوجلّ كما صرّحت به الأحاديث العديدة منها :
حديث هشام بن سالم وحمّاد بن عثمان وغيره قالوا : سمعنا أبا عبدالله () يقول : « حديثي حديث أبي ، وحديث أبي حديث جدّي ، وحديث جدّي حديث الحسين ، وحديث الحسين حديث الحسن ، وحديث الحسن حديث أمير المؤمنين ، وحديث أمير المؤمنين حديث رسول الله ، وحديث رسول الله () قول الله عزّوجلّ » .
هذا كتاباً ، وأمّا سنّةً فقد ثبتت حضورية علمهم بالأدلّة القطعيّة المتظافرة المبيّنة أنّ الأئمّة المعصومين ورثوا علم الكتاب وعلم النبي وعلم جميع الأنبياء وأوصيائهم . وأنّهم خزّان العلوم وحفظة المعارف ومعادن الحقائق ، فهم كالرسول في مستسقى العلم وبمرتبته في منار الوحي .
وتلاحظ أبواب علومهم ، ومصادر معارفهم ، ووجوه معالمهم في أحاديثنا المتواترة الشريفة ، وأدلّة بيان أنّهم يعلمون ما كان وما يكون وما هو كائن إلى يوم القيامة ، وتعليم أبواب العلم لهم حتّى ينفتح من كلّ باب الف الف باب ، وإنّ عندهم كتاب علي () ومصحف فاطمة (سلام الله عليها) ، والجفر الأبيض والجفر الأحمر ، والجامعة التي تحتوي على كلّ شيء وما يحتاج إليه الخلق إلى يوم القيامة ، وعندهم علم المنايا والبلايا والأنساب وفصل الخطاب والمواليد ، وأمامهم عمود النور الذي يرون فيه جميع الأعمال في جميع البلاد .
وعندهم كتب الأنبياء وصحفهم وذخائر علمهم كألواح موسى ، وتابوت بني إسرائيل الذي فيه الحكمة والعلم ; وأنّه يُنقر في أسماعهم ، ويُبيّن لهم في آذانهم ، وينكت في قلوبهم ، وأنّهم محدَّثون مفهّمون ويعلمون كلّ ما يشاؤون
بإذن الله حتّى العلوم المكنونة المخزونة .
ويضاف إلى ذلك علمهم في ليلة القدر وليلة الجمعة ، وفي كلّ يوم وليلة ويعلمون متى يموتون ولا يخفى عليهم ذلك ولكن يخيّرون من قبل الله تعالى فيختارون لقائه .
وعلى الجملة فهم خزّان علم الله ، وخزانة وحيه ، والمرضيين لغيبه .
ونحن نختار من روايات بيان علمهم نبذةً نتبرّك بها ، وهي التي وَسَمناها بالأحاديث الأربعين في علم أهل البيت المعصومين () .


1 ـ حديث عبدالرحمن بن كثير قال : سمعت أبا عبدالله () يقول : « نحن ولاة أمر الله ، وخزنة علم الله ، وعيبة وحي الله » .


2 ـ حديث عبدالعزيز بن مسلم في فضل الإمام عن مولانا الرضا () جاء فيه : « ... وإنّ العبد إذا اختاره الله عزّوجلّ لاُمور عباده شرح صدره لذلك ، وأودع قلبه ينابيع الحكمة ، وألهمه العلم إلهاماً ، فلم يَعْيَ بعده بجواب ، ولا يحير فيه عن الصواب » .


3 ـ حديث أبي بصير ، عن أبي عبدالله () قال : « نحن الراسخون في العلم ونحن نعلم تأويله » .


4 ـ حديث هارون بن حمزة المتقدّم عن الإمام الصادق () قال سمعته يقول : (بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ) : « هم الأئمّة () خاصّة » .


5 ـ حديث علي بن النعمان رفعه ، عن أبي جعفر () قال : قال أبو جعفر () : « يمصّون الثماد ويَدَعون النهر العظيم » .
قيل له : وما النهر العظيم ؟
قال : رسول الله () والعلم الذي أعطاه الله .
إنّ الله عزّوجلّ جمع لمحمّد () سنن النبيّين من آدم وهلمّ جرّاً إلى محمّد () .
قيل له : وما تلك السنن ؟
قال : علم النبيّين بأسره ، وإنّ رسول الله () صيّر ذلك كلّه عند أمير المؤمنين () .
فقال له رجل : يابن رسول الله فأمير المؤمنين أعلم أم بعض النبيّين ؟
فقال أبو جعفر () : اسمعوا ما يقول ! إنّ الله يفتح مسامع من يشاء ، إنّي حدّثته : أنّ الله جمع لمحمّد () علم النبيّين وأنّه جمع ذلك كلّه عند أمير المؤمنين () ، وهو يسألني أهو أعلم أم بعض النبيّين ! .


6 ـ حديث المفضّل بن عمر قال : قال أبو عبدالله () : « إنّ سليمان ورث داود ، وإنّ محمّداً () ورث سليمان ، وإنّا ورثنا محمّداً ، وإنّ عندنا علم التوراة والإنجيل والزبور ، وتبيان ما في الألواح » .
قال : قلت : إنّ هذا لهو العلم ؟
قال : « ليس هذا هو العلم ، إنّ العلم الذي يحدث يوماً بعد يوم وساعة بعد ساعة » .


7 ـ حديث جابر قال : سمعت أبا جعفر () يقول : « ما ادّعى أحدٌ من الناس أنّه جمع القرآن كلّه كما اُنزل إلاّ كذّاب ، وما جمعه وحفظه كما نزّله الله تعالى إلاّ علي بن أبي طالب () والأئمّة من بعده () » .


8 ـ ما رواه هشام بن الحكم في حديث بُريه أنّه لمّا جاء معه إلى أبي عبدالله () فلقي أبا الحسن موسى بن جعفر (عليهما السلام) فحكى له هشام الحكاية ، فلمّا فرغ قال أبو الحسن () لبريه : يابريه كيف علمك بكتابك ؟
قال : أنا به عالم ، ثمّ قال : كيف ثقتك بتأويله ؟ قال : ما أوثقني بعلمي فيه .
قال : فابتدأ أبو الحسن () يقرأ الإنجيل .
فقال بريه : إيّاك كنت أطلب منذ خمسين سنة أو مثلك .
قال : فآمن بريه وحسن إيمانه ، وآمنت المرأة التي كانت معه .
فدخل هشام وبريه والمرأة على أبي عبدالله () فحكى له هشام الكلام الذي جرى بين أبي الحسن موسى () وبين بُريه .

فقال أبو عبدالله () : (ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْض وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) .
فقال بُريه : أنّى لكم التوراة والإنجيل وكتب الأنبياء ؟
قال : « هي عندنا وراثة من عندهم نقرؤها كما قرؤها ونقولها كما قالوا ، إنّ الله لا يجعل حجّة في أرضه يُسأل عن شيء فيقول لا أدري » .


9 ـ حديث جابر ، عن أبي جعفر () قال : « إنّ اسم الله الأعظم على ثلاثة وسبعين حرفاً وإنّما كان عند آصف منها حرف واحد فتكلّم به فخسف بالأرض ما بينه وبين سرير بلقيس حتّى تناول السرير بيده ، ثمّ عادت الأرض كما كانت أسرع من طرفة عين .
ونحن عندنا من الإسم الأعظم إثنان وسبعون حرفاً ، وحرف واحد عند الله تعالى استأثر به في علم الغيب عنده ، ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العلي العظيم » .


10 ـ حديث أبي بصير قال : دخلت على أبي عبدالله () فقلت له : جعلت فداك إنّي أسألك عن مسألة ، هاهنا أحدٌ يسمع كلامي ؟
قال : فرفع أبو عبدالله () ستراً بينه وبين بيت آخر فأطلع فيه ثمّ قال : ياأبا محمّد سل عمّا بدا لك .
قال : قلت : جعلت فداك إنّ شيعتك يتحدّثون أنّ رسول الله () علّم عليّاً () باباً يفتح له منه الف باب ؟
قال : فقال : ياأبا محمّد علّم رسول الله () علياً () الف باب يفتح من كلّ باب الف باب .
قال : قلت : هذا والله العلم .
قال : فنكت ساعة في الأرض ثمّ قال : إنّه لعلم وما هو بذاك .
قال : ثمّ قال : ياأبا محمّد وإنّ عندنا الجامعة وما يدريهم ما الجامعة ؟
قال : قلت : جعلت فداك وما الجامعة ؟
قال : صحيفة طولها سبعون ذراعاً بذراع رسول الله () وإملائه من فلق فيه ـ أي من شقّ فمه المبارك ـ وخطّ علي بيمينه ، فيها كلّ حلال وحرام وكلّ شيء يحتاج الناس إليه حتّى الأرش في الخدش ، وضرب بيده إليّ فقال : تأذن لي ياأبا محمّد ؟
قال : قلت : جعلت فداك إنّما أنا لك فاصنع ما شئت .
قال : فغمزني بيده وقال : حتّى أرش هذا ـ كأنّه مغضب ـ .
قال : قلت : هذا والله العلم قال : إنّه لعلم وليس بذاك ، ثمّ سكت ساعة .
ثمّ قال : وإنّ عندنا الجفر وما يدريهم ما الجفر ؟
قال : قلت : وما الجفر ؟
قال : وعاء من أدم فيه علم النبيّين والوصيّين ، وعلم العلماء الذين مضوا من بني إسرائيل .
قال : قلت : إنّ هذا هو العلم .
قال : إنّه لعلم وليس بذاك ، ثمّ سكت ساعة .
ثمّ قال : وإنّ عندنا لمصحف فاطمة () وما يدريهم ما مصحف فاطمة () ؟
قال : قلت : وما مصحف فاطمة () ؟

قال : مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرّات ، والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد ، قال : قلت : هذا والله العلم .
قال : إنّه لعلم وما هو بذاك ، ثمّ سكت ساعة .
ثمّ قال : إنّ عندنا علم ما كان وعلم ما هو كائن إلى أن تقوم الساعة .
قال : قلت : جعلت فداك هذا والله هو العلم .
قال : إنّه لعلم وليس بذاك .
قال : قلت : جعلت فداك فأي شيء العلم ؟
قال : ما يحدث بالليل والنهار ، الأمر من بعد الأمر ، والشيء بعد الشيء إلى يوم القيامة .


11 ـ حديث أبي عبيدة قال: سأل أبا عبدالله() بعضُ أصحابنا عن الجفر ؟
فقال : هو جلد ثور مملوٌ علماً .
قال له : فالجامعة ؟
قال : تلك صحيفة طولها سبعون ذراعاً في عرض الأديم مثل فخذ الفالج ، فيها كلّ ما يحتاج الناس إليه ، وليس من قضية إلاّ وهي فيها ، حتّى أرش الخدش .
قال : فمصحف فاطمة ؟
قال : فسكت طويلا ثمّ قال : إنّكم لتجثون عمّا تريدون وعمّالا تريدون ، إنّ فاطمة مكثت بعد رسول الله () خمسة وسبعين يوماً وكان دخلها حزنٌ شديد على أبيها وكان جبرئيل () يأتيها فيحسن عزاءها على أبيها ، ويطيِّب نفسها ، ويخبرها عن أبيها ومكانه ، ويخبرها بما يكون بعدها في ذرّيتها ، وكان علي () يكتب ذلك ، فهذا مصحف فاطمة () » .


12 ـ حديث فضيل بن سكرة قال : دخلت على أبي عبدالله () فقال : يافضيل أتدري في أي شيء كنت أنظر قُبيل ؟
قال : قلت : لا .
قال : كنت أنظر في كتاب فاطمة () ، ليس من ملك يملك ] الأرض [ إلاّ وهو مكتوب فيه باسمه واسم أبيه وما وجدت لولد الحسن () فيه شيئاً » .


13 ـ حديث الحسن بن العبّاس بن الحريش المتقدّم ، عن أبي جعفر () قال : قال الله عزّوجلّ في ليلة القدر : (فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْر حَكِيم) يقول : ينزل فيها كلّ أمر حكيم ، والمحكم ليس بشيئين إنّما هو شيء واحد ، فمن حكم بما ليس فيه اختلاف ، فحكمه من حكم الله عزّوجلّ ، ومن حكم بأمر فيه اختلاف فرأى أنّه مصيب فقد حكم بحكم الطاغوت .
أنّه لينزل في ليلة القدر إلى ولي الأمر تفسير الاُمور سنة سنة ، يؤمر فيها في أمر نفسه بكذا وكذا ، وفي أمر الناس بكذا وكذا ، وإنّه ليحدث لولي الأمر سوى ذلك كلّ يوم علم الله عزّوجلّ الخاصّ والمكنون العجيب المخزون ، مثل ما
ينزل في تلك الليلة من الأمر .
ثمّ قرأ : (وَلَوْ أَنَّمَا فِي الاَْرْضِ مِن شَجَرَة أَقْلاَمٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُر مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللهِ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)



14 ـ حديث المفضّل قال : قال لي أبو عبدالله () ذات يوم وكان لا يكنّيني قبل ذلك : ياأبا عبدالله .
قال : قلت : لبّيك .
قال : إنّ لنا في كلّ ليلة جمعة سروراً .
قلت : زادك الله وما ذاك ؟
قال : إذا كان ليلة الجمعة وافى رسول الله () العرش ووافى الأئمّة () معه ووافينا معهم ، فلا تردّ أرواحنا إلى أبداننا إلاّ بعلم مستفاد ، ولولا ذلك لأنفدنا .

15 ـ حديث يونس بن عبدالرحمن ، عن بعض أصحابه ، عن أبي عبدالله () قال : « ليس يخرج شيء من عند الله عزّوجلّ حتّى يبدأ برسول الله () ثمّ بأميرالمؤمنين () ثمّ بواحد بعد واحد ، لكي لا يكون آخرنا أعلم من أوّلنا » .

16 ـ حديث سماعة ، عن أبي عبدالله () قال : « إنّ لله تبارك وتعالى علمين : علماً أظهر عليه ملائكته وأنبياءه ورسله ، فما أظهر عليه ملائكته ورسله وأنبيائه فقد علّمناه .
وعلماً استأثر به فإذا بدا لله في شيء منه أعلمنا ذلك وعرض على الأئمّة الذين كانوا من قبلنا » .


17 ـ حديث حمران بن أعين أنّه سأل أبا جعفر () عن قول الله عزّوجلّ : (بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالاَْرْضِ) .

قال أبو جعفر () : إنّ الله عزّوجلّ ابتدع الأشياء كلّها بعلمه على غير مثال كان قبله ، فابتدع السماوات والأرضين ولم يكن قبلهنّ سماوات ولا أرضون ، أما تسمع لقوله تعالى : (وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ) .
فقال له حمران : أرأيت قوله جلّ ذكره : (عَالِمُ الْغَيْبِ فَلاَ يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً) .

فقال أبو جعفر () : (إِلاَّ مَنِ ارْتَضَى مِن رَسُول) وكان والله محمّد () ممّن إرتضاه . وأمّا قوله : (عَالِمُ الْغَيْبِ) فإنّ الله عزّوجلّ عالم بما غاب عن خلقه فيما يقدّر من شيء ويقضيه في علمه قبل أن يخلقه ، وقبل أن يُفضيه إلى الملائكة فذلك ياحمران علم موقوف عنده ، إليه فيه المشيئة فيقضيه إذا أراد ويبدو له فيه فلا يمضيه ، فأمّا العلم الذي يقدّره الله عزّوجلّ فيقضيه ويمضيه فهو العلم الذي انتهى إلى رسول الله () ثمّ إلينا .


18 ـ حديث أبي عبيدة المدائني ، عن أبي عبدالله () قال : « إذا أراد الإمام أن يعلم شيئاً أعلمه الله ذلك » .


19 ـ حديث الحسن بن الجهم قال : قلت للرضا () : إنّ أمير المؤمنين ()قد عرف قاتله والليلة التي يقتل فيها ، والموضع الذي يقتل فيه ، وقوله لمّا سمع صياح الأوز في الدار : صوائح تتبعها نوائح ، وقول اُمّ كلثوم : لو صلّيت الليلة داخل الدار وأمرت غيرك يصلّي بالناس ، فأبى عليها وكثر دخوله وخروجه تلك الليلة بلا سلاح وقد عرف () أنّ ابن ملجم لعنه الله قاتله بالسيف ، كان هذا ممّا لم يجز تعرّضه .
فقال : ذلك كان ، ولكنّه خُيّر في تلك الليلة لتمضي مقادير الله عزّوجلّ .

20 ـ حديث عبدالأعلى وأبي عبيدة وعبدالله بن بشر الخثعمي سمعوا أبا عبدالله () يقول : إنّي لأعلم ما في السماوات وما في الأرض ، وأعلم ما في الجنّة وأعلم ما في النار ، وأعلم ما كان وما يكون .
قال : ثمّ مكث هنيئة فرأى أنّ ذلك كبر على من سمعه منه فقال : علمت ذلك من كتاب الله عزّوجلّ ، إنّ الله عزّوجلّ يقول : (تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْء) .

21 ـ حديث محمّد بن مسلم قال : سمعت أبا جعفر () يقول : نزل جبرئيل على محمّد () برمّانتين من الجنّة ، فلقيه علي () فقال : ما هاتان الرمّانتان اللتان في يدك ؟
فقال : أمّا هذه فالنبوّة ليس لك فيها نصيب ، وأمّا هذه فالعلم ، ثمّ فلقها رسول الله () بنصفين فأعطاه نصفها وأخذ رسول الله () نصفها ثمّ قال : أنت شريكي فيه وأنا شريكك فيه .
قال : فلم يعلم والله رسول الله () حرفاً ممّا علّمه الله عزّوجلّ إلاّ وقد علّمه عليّاً ثمّ انتهى العلم إلينا . ثمّ وضع يده على صدره .


22 ـ حديث المفضّل بن عمر قال : قلت لأبي الحسن () : روينا عن أبي عبدالله () أنّه قال : « إنّ علمنا غابر ، ومزبور ، ونكتٌ في القلوب ، ونقر في الأسماع . فقال : أمّا الغابر فما تقدّم من علمنا ، وأمّا المزبور فما يأتينا ، وأمّا النكت في القلوب فإلهام ، وأمّا النقر في الأسماع فأمر الملك » .

23 ـ حديث عبيد بن زرارة قال : أرسل أبو جعفر () إلى زرارة أن يُعلم الحكم بن عتيبة ، أنّ أوصياء محمّد عليه و محدَّثون .

24 ـ عمّار الساباطي قال : قلت لأبي عبدالله () : بما تحكمون إذا حكمتم ؟
قال : « بحكم الله وحكم داود ، فإذا ورد علينا الشيء الذي ليس عندنا ، تلقّانا به روح القدس » .

25 ـ حديث العيون عن الرضا ، عن آبائه () قال : قال رسول الله () : « ما ينقلب جناح طائر في الهواء إلاّ وعندنا فيه علم » .

26 ـ حديث المناقب عن الإمام الصادق () قال : والله لقد اُعطينا علم الأوّلين والآخرين .
فقال له رجل من أصحابه : جعلت فداك أعندكم علم الغيب ؟
فقال له : ويحك إنّي لأعلم ما في أصلاب الرجال وأرحام النساء .
ويحكم وسّعوا صدوركم ولتبصر أعينكم ولتعِ قلوبكم ، فنحن حجّة الله تعالى في خلقه ، ولن يسع ذلك إلاّ صدر كلّ مؤمن قوي قوّته كقوّة جبال تهامة إلاّ بإذن الله .


27 ـ حديث أبي الجارود قال : سمعت أبا جعفر () يقول : لمّا حضر الحسين () ما حضر دعا فاطمة بنته فدفع إليها كتاباً ملفوفاً ووصيّته ظاهرة ، فقال : يابنتي ضعي هذا في أكابر ولدي . فلمّا رجع علي بن الحسين (عليهما السلام) دفعته إليه وهو عندنا .
قلت : ما ذاك الكتاب ؟
قال : ما يحتاج إليه ولد آدم منذ كانت الدنيا حتّى تفنى .

28 ـ حديث زيد بن شراحيل الأنصاري قال : قال رسول الله () لأصحابه : أخبروني بأفضلكم .
قالوا : أنت يارسول الله .
قال : صدقتم أنا أفضلكم ، ولكن اُخبركم بأفضل أفضلكم ، أقدمكم سلماً وأكثركم علماً وأعظمكم حلماً علي بن أبي طالب () .
والله ما استودعت علماً إلاّ وقد أودعته ، ولا علّمت شيئاً إلاّ وقد علّمته ، ولا اُمرت بشيء إلاّ وقد أمرته ، ولا وكّلت بشيء إلاّ وقد وكّلته به ، ألا وإنّي قد جعلت أمر نسائي بيده ، وهو خليفتي عليكم بعدي ، فإن استشهدكم فاشهدوا له .

29 ـ حديث أبي هاشم الجعفري قال : سمعت الرضا () يقول : « الأئمّة علماء حلماء صادقون مفهَّمون محدَّثون » .

30 ـ حديث حمران بن أعين قال : أخبرني أبو جعفر () أنّ علياً كان محدَّثاً .
فقال أصحابنا : ما صنعت شيئاً إلاّ سألته من يحدّثه ؟
فقُضي إنّي لقيت أبا جعفر () فقلت : أخبرتني أنّ علياً كان محدّثاً .
قال : بلى .
قلت : من كان يحدّثه ؟ قال : ملك .


31 ـ حديث ابن مسكان قال : قال أبو عبدالله () : (وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالاَْرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ) قال : « كشط لإبراهيم () السماوات السبع حتّى نظر إلى ما فوق العرش وكشط له الأرض حتّى رأى ما في الهواء ، وفعل بمحمّد () مثل ذلك ، وإنّي لأرى صاحبكم والأئمّة من بعده قد فعل بهم مثل ذلك » .

32 ـ حديث عبدالرحمن بن أبي نجران قال : كتب أبو الحسن الرضا () وأقرأنيه رسالة إلى بعض أصحابه : « إنّا لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة الإيمان وبحقيقة النفاق » .

33 ـ حديث حذيفة بن اُسيد الغفاري قال : لمّا وادع الحسن بن علي (عليهما السلام) معاوية وانصرف إلى المدينة صحبته في منصرفه ، وكان بين عينيه حمل بعير لا يفارقه حيث توجّه .
فقلت له ذات يوم : جعلت فداك ياأبا محمّد هذا الحمل لا يفارقك حيث ما توجّهت .
فقال : ياحذيفة أتدري ما هو ؟
قلت : لا .

قال : هذا الديوان .
قلت : ديوان ماذا ؟
قال : ديوان شيعتنا فيه أسماءهم .
34 ـ حديث الأعمش قال : قال الكلبي : ما أشدّ ما سمعت في مناقب علي ابن أبي طالب ؟
قال : قلت : حدّثني موسى بن طريف ، عن عباية قال : سمعت علياً () يقول : « أنا قسيم النار » .
فقال الكلبي : عندي أعظم ممّا عندك ، أعطى رسول الله () عليّاً كتاباً فيه أسماء أهل الجنّة وأسماء أهل النار .

35 ـ حديث الثمالي قال : قال أبو جعفر () : « إنّ الإمام منّا ليسمع الكلام في بطن اُمّه حتّى إذا سقط على الأرض أتاه ملك فيكتب على عضده الأيمن : (وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلا لاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) . حتّى إذا شبَّ رفع الله له عموداً من نور يرى فيه الدنيا وما فيها ، لا يستر عنه منها شيء » .

36 ـ حديث المفضّل ، عن أبي عبدالله () قال : قال أمير المؤمنين () : « اُعطيت تسعاً لم يعطها أحد قبلي سوى النبي () لقد فتحت لي السبل ، وعلمت المنايا والبلايا والأنساب وفصل الخطاب ، ولقد نظرت في الملكوت بإذن ربّي فما غاب عنّي ما كان قبلي ولا ما يأتي بعدي ، وإنّ بولايتي أكمل الله لهذه الاُمّة دينهم ، وأتمّ عليهم النعم ، ورضي لهم إسلامهم ، إذ يقول يوم الولاية لمحمّد () : يامحمّد أخبرهم أنّي أكملت لهم دينهم ، وأتممت عليهم النعم ، ورضيت إسلامهم ، كلّ ذلك منّاً من الله علىّ فله الحمد » .


37 ـ حديث معمّر بن خلاّد ، عن أبي الحسن الرضا () قال : سمعته يقول : « إنّا أهل بيت يتوارث أصاغرنا عن أكابرنا حذو القذّة بالقذّة » .


38 ـ حديث الأصبغ بن نباتة قال : سمعت علياً () يقول على المنبر : « سلوني قبل أن تفقدوني ، فوالله ما من أرض مخصبة ولا مجدبة ولا فئة تضلّ مائة أو تهدي مائة إلاّ وعرفت قائدها وسائقها ، وقد أخبرت بهذا رجلا من أهل بيتي يخبر بها كبيرهم صغيرهم إلى أن تقوم الساعة » .


39 ـ حديث الهروي قال : كان الرضا () يكلّم الناس بلغاتهم ، وكان والله أفصح الناس وأعلمهم بكلّ لسان ولغة .
فقلت له يوماً : يابن رسول الله إنّي لأعجب من معرفتك بهذه اللغات على إختلافها ؟
فقال : ياأبا الصلت « أنا حجّة الله على خلقه ، وما كان ليتّخذ حجّة على قوم وهو لا يعرف لغاتهم ، أو ما بلغك قول أمير المؤمنين () : اُوتينا فصل الخطاب ؟ فهل فصل الخطاب إلاّ معرفة اللغات » .

40 ـ حديث الحسين بن علوان ، عن أبي عبدالله () قال : « إنّ الله فضّل اُولي العزم من الرسل بالعلم على الأنبياء ، وورثنا علمهم وفُضّلنا عليهم في فضلهم ، وعلّم رسول الله () ما لا يعلمون ، وعلّمنا علم رسول الله () فروينا لشيعتنا ، فمن قبل منهم فهو أفضلهم ، وأينما نكون فشيعتنا معنا » .

وبدراية هذه الأحاديث الشريفة تعرف علوّ علومهم الربّانية ، ومعالمهم الرحمانية ، كما وإنّ الإيمان بها يكون من شؤون معرفتهم والإيمان بهم .
وما أحلى حديث المفضّل الجعفي في هذا المقام ; قال : دخلت على الصادق () ذات يوم فقال لي : يامفضّل هل عرفت محمّداً وعلياً وفاطمة والحسن والحسين () كنه معرفتهم ؟

قلت : ياسيّدي وما كنه معرفتهم ؟

قال : يامفضّل من عرفهم كنه معرفتهم كان مؤمناً في السنام الأعلى .
قال : قلت : عرّفني ذلك ياسيّدي .

قال : يامفضّل تعلم أنّهم علموا ما خلق الله عزّوجلّ وذرأه وبرأه ، وأنّهم كلمة التقوى ، وخزّان السماوات والأرضين والجبال والرمال والبحار ، وعلموا كم في السماء من نجم وملك ووزن الجبال وكيل ماء البحار وأنهارها وعيونها وما تسقط من ورقة إلاّ علموها ولا حبّة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلاّ في كتاب مبين وهو في علمهم وقد علموا ذلك .
فقلت : ياسيّدي قد علمت ذلك وأقررت به وآمنت .
قال : نعم يامفضّل ، نعم يامكرّم ، نعم يامحبور ، نعم ياطيّب ، طبت وطابت لك الجنّة ولكلّ مؤمن بها .