منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - قصص الخرافه في فضائل الصحابه والتابعين
عرض مشاركة واحدة

رياض ابو طالب
الصورة الرمزية رياض ابو طالب
مشرف سابق
رقم العضوية : 7302
الإنتساب : Dec 2009
الدولة : دمشق جوار السيدة زينب عليها السلام
المشاركات : 566
بمعدل : 0.10 يوميا
النقاط : 209
المستوى : رياض ابو طالب is on a distinguished road

رياض ابو طالب غير متواجد حالياً عرض البوم صور رياض ابو طالب



  مشاركة رقم : 14  
كاتب الموضوع : رياض ابو طالب المنتدى : ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
افتراضي
قديم بتاريخ : 16-May-2010 الساعة : 12:57 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


الَلَّهٌمَّ صَلَِ عَلَىَ مٌحَمَّدْ وَآلِ مُحّمَّدْ



وَعَلَيْكٌمٌ الْسَّلامٌ وَرَحْمَةٌ اللهِ وَيَرَكَاتُهٌ

نتابع معكم موضوعنا

يد الغزالي في يد سيد المرسلين

قال الشيخ الإمام الزاهد شمس الدين أبو عبد الله محمد بن محمد الجلالي النسائي الشافعي: رأيت في بعض تصانيف الشيخ الإمام مسعود الطرازي: إن الإمام أبا حامد الغزالي رحمه الله كان قد أوصى أن يلحده الشيخ أبو بكر النساج الطوسي تلميذ الشيخ الإمام أبي القاسم الكرساني قال: فلما ألحده وخرج من اللحد خرج متغيرا منتقع اللون فقيل له في ذلك فلم يخبر بشئ، فأقسموا عليه بالله إلا ما أخبرتهم فقال: إني لما وضعته في اللحد شاهدت يدا يمنى قد خرجت من تجاه القبلة وسمعت هاتفا يقول : ضع يد محمد الغزالي في يد سيد المرسلين محمد المصطفى العربي فوضعتها فيها ثم خرجت كما ترون أو كما قال قدس الله روحه العزيز (1).

لقد علم الغزالي أن للنساج عليه يدا واجبة بتكحيله بأثمده المتقدم ذكره، فكان منه بدء هدايته، فأحب أن يكون هو المجهز له في الغاية، وعرف إن الرجل نسيج وحده في وشي الخرافات، فأوصى إليه ما أوصى، وأحسب إن يد الغزالي التي وضعها في يد النبي محمد غير التي حمل القلم الذي خط به كتاب (الإحياء) المشحون بالأباطيل والأضاليل أو غيره من كتبه التي تحوي أمثال قصة الرؤية والاثمد.


- 64 -
إحياء العلوم للغزالي

عن الإمام أبي الحسن المعروف بابن حرازم - ويقال: ابن حرزم - وكان مطاعا في بلاد المغرب إنه لما وقف على [إحياء العلوم] للغزالي أمر بإحراقه. وقال: هذا بدعة مخالف للسنة، فأمر بإحضار ما في تلك البلاد من نسخ الإحياء، فجمعوا وأجمعوا على إحراقها يوم الجمعة، وكان إجماعهم يوم الخميس، فلما كان ليلة الجمعة رأى

____________

(1) مفتاح السعادة 2: 207.




أبو الحسن في المنام كأنه دخل من باب الجامع، ورأى في ركن المسجد نورا وإذا بالنبي وأبي بكر وعمر جلوس والإمام الغزالي قائم وبيده (الإحياء) وقال:

يا رسول الله! هذا خصمي ثم جثا على ركبتيه وزحف عليهما إلى أن وصل إلى النبي فناوله (كتاب الإحياء) وقال: يا رسول الله! انظر فيه فإن كان فيه بدعة مخالفة لسنتك كما زعم تبت إلى الله، وإن كان شيئا تستحسنه حصل لي من بركتك فأنصفني من خصمي، فنظر فيه رسول الله ورقة ورقة إلى آخره ثم قال: والله إن هذا شيئ حسن، ثم ناوله أبا بكر رضي الله عنه فنظر فيه كذلك، ثم قال: نعم، والذي بعثك بالحق يا رسول الله! إنه لحسن. ثم ناوله عمر رضي الله عنه فنظر فيه كذلك ثم قال كما قال أبو بكر رضي الله عنه. فأمر رسول الله بتجريد أبي الحسن وضربه حد المفتري فجرد وضرب ثم شفع فيه أبو بكر بعد خمسة أسواط وقال: يا رسول الله!

إنما فعل ذلك اجتهادا في سنتك وتعظيما. فعفا عنه أبو حامد عند ذلك، فلما استيقظ (أبو الحسن) من منامه وأصبح أعلم أصحابه بما جرى ومكث قريبا من الشهر متألما من الضرب ثم سكن عنه الألم ومكث إلى أن مات وأثر السياط على ظهره وصار ينظر كتاب (الإحياء) ويعظمه وينتحله أصلا أصيلا.

وفي لفظ اليافعي: وبقيت متوجعا لذلك خمسا وعشرين ليلة، ثم رأيت النبي جاء ومسح علي وتوبني فشفيت ونظرت في (الإحياء) ففهمته غير الفهم الأول. و ذكره السبكي في طبقاته 4: 132 وقال: هذه حكاية صحيحة حكاها لنا جماعة من ثقات مشيختنا عن الشيخ العارف ولي الله سيدي ياقوت الشاذلي، عن شيخنا السيد الكبير ولي الله أبي العباس المرسي، عن شيخه الشيخ الكبير ولي الله أبي الحسن الشاذلي قدس الله تعالى أسرارهم (1).

وذكره المولى أحمد طاش كبرى زاده في مفتاح السعادة 2: 209، واليافعي في مرآت الجنان 3: 322:

وقال السبكي في طبقاته: 4: 113: كان في زماننا شخص يكره الغزالي ويذمه ويستعيبه في الديار المصرية فرأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام وأبا بكر وعمر رضي الله عنهما بجانبه والغزالي جالس بين يديه وهو يقول: يا رسول الله! هذا يتكلم في، وإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: هاتوا السياط، وأمر به فضرب لأجل الغزالي، وقام هذا الرجل من النوم وأثر السياط على ظهره، ولم يزل كان يبكي ويحكيه للناس. وسنحكي منام أبي الحسن ابن حرزم المغربي المتعلق بكتاب (الإحياء) وهو نظير هذا.


قال الأميني: نعما هي لو صدقت الأحلام؟ إنا نحن نربأ صاحب الرسالة عن الاصفاق على تصديق مثل هذا الكتاب الذي هو في كثير من مواضيعه على الطرف النقيض لما صدع به من شريعته المقدسة، وليست أباطيل الغزالي بألغاز لا يحلها إلا الفني فيها، وإنما هي سرد متعارف يعرفها كل من وقف عليها من أهل العلم، وليس فهمها قصرا على قوم دون آخرين، فهي فتق لا يرتق، وصدع لا يرأب.

قال ابن الجوزي في المنتظم 9: 169: أخذ في تصنيف كتاب (الإحياء) في القدس ثم أتمه بدمشق إلا أنه وضعه على مذهب الصوفية وترك فيه قانون الفقه مثل إنه ذكر في محو الجاه ومجاهدة النفس: إن رجلا أراد محو جاهه فدخل الحمام فلبس ثياب غيره، ثم لبس ثيابه فوقها، ثم خرج يمشي على محل حتى لحقوه فأخذوها منه وسمي سارق الحمام، وذكر مثل هذا على سبيل التعليم للمريدين قبيح، لأن الفقه يحكم بقبح هذا فإنه متى كان للحمام حافظ وسرق سارق قطع، ثم لا يحل لمسلم أن يتعرض بأمر يأثم الناس به في حقه. وذكر أن رجلا اشترى لحما فرأى نفسه تستحيي من حمله إلى بيته فعلقه في عنقه ومشى، وهذا في غاية القبح، ومثله كثير ليس هذا موضعه، وقد جمعت أغلاط الكتاب وسميته [إعلام الأحياء بأغلاط الإحياء] وأشرت إلى بعض ذلك في كتابي المسمى [بتلبيس إبليس] مثل ما ذكر في كتاب النكاح: إن عائشة قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: أنت الذي تزعم إنك رسول الله. وهذا محال.

(1) كذا حكى عن السبكي والمطبوع من طبقاته يخالفه في بعض الألفاظ.

رد مع اقتباس