|
أديب وشاعر
|
|
|
|
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
المنتدى :
ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
التحية في الإسـلام
بتاريخ : 23-May-2010 الساعة : 06:34 PM

اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
التحية في الإسـلام
( الحلقة الأولى )
معنى التحية
التحية في الإسلام هي (السلام) ، يقال: حيا يحيي تحية إذا سلم ، وهي كل قول يسرّ به الإنسان ، ومن التحية يقال : حياك الله ، أي جعل لك حياة ، وذلك إخبار بقصد الإنشاء أي الدعاء . ويقال : حيا فلان فلاناً تحية إذا قال له ذلك ، وأصل التحية من الحياة ثم جعل ذلك دعاء تحية لكون جميعه غير خارج عن حصول الحياة ، أو سبب حياة إما في الدنيا وإما في الآخرة (راجع مفردات غريب القرآن، للراغب الأصفهاني: 140. ) .
وفي (لسان العرب) : التحية في كلام العرب ما يحيي بعضهم بعضاً إذا تلاقوا ، وتحية الله التي جعلها في الدنيا والآخرة لمؤمني عباده إذا تلاقوا ودعا بعضهم لبعض بأجمع الدعاء أن يقولوا : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته (لسان العرب: ج14 ص216 مادة (حيا). ).
ويقابل التحية التسليم ، والأولى عادة تتعلق بالقادم ومستقبله ، والثانية تتعلق بالمسافر ومودعه ، فلكل منهما مصداق ، فالمار حينما يسلّم على المقيم في بلده يصطلح على هذا السلام بالتحية وهي تتم عادة بالمصافحة ، وأما السلام على الذي يريد سفرا يصطلح عليه بالتسليم ويتم عادة بالمعانقة والتوديع .
مفهوم التحية ودلالاتها في الإسلام
لما خلق الله سبحانه وتعالى الخلق جعلهم أمماً وشعوباً وقبائل ، فقال تعالى : ( يَـا أيّهَا النّاسُ إِنّا خَلَقْنَاكُم مّن ذَكَرٍ وَأُنْثَىَ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَآئِلَ لِتَعَارَفُوَاْ إِنّ أَكْرَمَكُمْ عَندَ اللّهِ أَتْقَاكُمْ إِنّ اللّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) ( سورة الحجرات : 13. ).
فالخلق مأمورون بالتعارف فيما بينهم ، ومن حكمة تصنيف البشرية إلى هذا التقسيم هو حصول التعارف فيما بينهم وهو أمر غير عسير ، فيبتدأ من الخلية الصغيرة وهي الأسرة ، ثم ينتقل إلى دائرة أوسع وهي القبيلة ، ثم إلى محيط جامع وهو المجتمع وهكذا ، وبهذا تسهل عملية التعارف فيما بين الأسر والقبائل والشعوب فيما بينه ا، ويستدل بالآية على لزوم تعارف الأمم والشعوب والقبائل كي يحصل التعاون والتواصل فيما بينها .
هذا من جهة ، ومن جهة أخرى فإن من فائدة التعارف سيادة السلم والأمان بعد اختفاء مظاهر العدوان والاعتداء . وقد ابتدأت عملية التعارف بين الإنسان وأخيه الإنسان بالتحية وهي أول كلام يحصل في اللقاء وقد أراد الإسلام أن تكون نقطة الابتداء عنواناً للسلم والسلام ، فكانت التحية : (السلام عليكم) .
فتحية السلام تعتبر أحد الدلائل الظاهرية والواقعية على السلم والسلام الاجتماعي الذي يدعو إليه الإسلام ، وقد ورد الحث عليها في أحاديث كثيرة وقد ذكرنا تفصيل الموضوع في ( الفقه : أحكام السلام ) ، وسنشير إلى بعضها لاقتضاء المقام .
قال رسول الله ( وسلم) في دلالة التحية على السلام : ( السلام تحية لملتنا وأمان لذمتنا ) (مستدرك الوسائل: ج8 ص60 ح9670. ). وهذا يعني أن الإنسان المسلم حينما يحي الذميين كأنه يقول : أنتم في أمان وسلام على حياتكم .
... يتبع ...
|
|
|
|
|