[صفوان بيضون]

إنما النوح على قدر الألم
( إلى الأخ الحبيب ثائر الدراجي )
________________
ثارَ فحلٌ قدْ رآكم كالغنم ْ
ساقكم مثلَ المواشي مَنْ حَكَمْ
++++++++++++++
ليسَ فرقٌ إنْ إمامٌ عادلٌ
قدْ تولّى أمرَكم أوْ مَنْ ظَلَم
++++++++++++++
قد عبدتم كلَّ فرعونٍ طغى
قد سجدتم عندَ أقدامِ الصنم
++++++++++++++
كلُّ وغدٍ فاجرٍ فيكمْ نزا
همُّكُمْ أن تلثموا منهُ القدم
++++++++++++++
ووليُّ الأمر منكم منْ بنى
بمتاع الأمِّ شرعاً فهْوَ عَم
++++++++++++++
أمة العربان أضحى ذكرُها
في دياجير التقهقر والظُلَم
++++++++++++++
لا ترى فوق المعالي والذُرا
لسناها أيَّ صرحٍ أو علم
++++++++++++++
بلْ تراها قدْ أُبيحَتْ للعِدا
كلُّ عِلجٍ منْ غنائمها اقتسم
++++++++++++++
أين قدسُ العُرْبِ باعوها ، وقدْ
أنفقوا الأموالَ في سوق النغم
++++++++++++++
ثم قالوا إنَّ صهيوناً غدا
جارَنا ، والجارُ محفوظُ الذِمم
++++++++++++++
ثم ناموا واستفاقوا فرأوا
أنَّ إيراناً تسامتْ للقمم
++++++++++++++
جُنّتِ الأعراب لما شاهدتْ
تلكُمُ الأمجاد منْ أرضِ العجم
++++++++++++++
أيُّ ذلٍ يعترينا ويحنا
وجموعُ العُرْب مازالت بجم
++++++++++++++
ليس إلا أنْ ننادي رهطَنا
ثمَّ ننخاهم ببعضٍ منْ شِيَم
++++++++++++++
أيها الأعرابُ هبّوا للوغى
من أراضي الشرق شرٌّ قدْ هجم
++++++++++++++
اُتْرُكوا صهيونَ ولننسى الذي
كان قِدْماً كلَّ حقٍّ قدْ هضم
++++++++++++++
فعدو اليوم مَنْ عَشِقَ الهدى
وعلى سبط النبيِّ قدْ لطم
++++++++++++++
من تولى آلَ طه قادةً
ثم بالآل الميامين اعتصم
++++++++++++++
ذَنْبُ إيرانَ التشيُّع فانهضوا
أيها العربان يا خيرَ الأمم
++++++++++++++
واستعدوا لانتقامٍ هائلٍ
وأحيلوا مجدَ فُرْسٍ للعدم
++++++++++++++
لمْ يُجِبْ ذاك المنادي واحدٌ
كلُّ أشياخ البوادي في سقم
++++++++++++++
هل سمعتَ العُرْب يوماً قد غدوا
أمةً ترقى إلى الأعلى الأشم
++++++++++++++
كيف للجُهال أن تسمو إلى
قمةِ العملاق والكلُّ قزم
++++++++++++++
يا منادي العُرْب خفِّفْ إنما
قد أُصيبَ العُرْب – لهفي – بالصمم
++++++++++++++
باتتِ الأسياف للرقصِ كما
باتَ جلُّ العُرْب للغرب خدم
++++++++++++++
ليس في قاموسهم لاءُ الإبا
كلُّ قول العُرْب قد أضحى نعم
++++++++++++++
طأطؤوا الهامات حتى أدمنوا
عيشةَ الإذلال لا عَيْشَ الشَمم
++++++++++++++
يا منادي العُرْب خفِّفْ إنما
نامتِ الأعراب منْ أَمدٍ فَنَم
++++++++++++++
هاكَ نصرُ الله في لبنانَ قامْ
سطَّرَ الأمجادَ بالنصر الأتم
++++++++++++++
صادقاً للوعد لا يخشى الردى
باذلاً للحق أرواحاً ودم
++++++++++++++
ذاك خير العُرْب بل خير الورى
طاهرُ الأذيال ، محمودُ القيم
++++++++++++++
ذاك فخر العُرْب في أرض الوغى
من بني صهيونَ واللهِ انتقم
++++++++++++++
من حسينٍ يستقي دربَ الهدى
بالدِما سِفْرَ المعالي قد ختم
++++++++++++++
ما ترضَّى عن يزيدٍ مثلما
قد ترضَّتْ عنه أشياخُ الحرم
++++++++++++++
إنما هيهات منّا ذلةٌ
قد رفعناها شعاراً للأَنَم
++++++++++++++
يا منادي العُرْب وَلْوِلْ نائحاً
أمة العربان جلَلها الوَخم
++++++++++++++
حالُها يُدمي قلوباً فابْكِها
إنما النوح على قدر الألمْ
++++++++++++++
يا منادي العرب دعْ عنك الغِوى
لا تنلْ باللوم أرباب النِعَم
++++++++++++++
شيعةٌ نحن وذا فخرٌ لنا
ليس فرقٌ بين عُرْبٍ أو عجمْ
++++++++++++++
شيعةُ الكرّار آسادُ الوغى
لا تُخيف الأُسْدَ قطعانُ الغنم
++++++++++++++
أيها اللاحي جسوراً ( ثائراً )
قدْ بَدَأْتَ اللومَ والبادي ظلم
++++++++++++++
صفوان لبيب بيضون
دمشق العقيلة : 7-6-2010