منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - التحية في الإسـلام
عرض مشاركة واحدة

صفوان بيضون
أديب وشاعر
رقم العضوية : 6568
الإنتساب : Oct 2009
الدولة : دمشق العقيلة
المشاركات : 964
بمعدل : 0.17 يوميا
النقاط : 227
المستوى : صفوان بيضون is on a distinguished road

صفوان بيضون غير متواجد حالياً عرض البوم صور صفوان بيضون



  مشاركة رقم : 6  
كاتب الموضوع : صفوان بيضون المنتدى : ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
افتراضي التحية في الإسـلام
قديم بتاريخ : 08-Jun-2010 الساعة : 04:58 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


التحية في الإسـلام
( الحلقة السادسة )


أصول التحية وآدابها وقواعدها


وهناك أصول وقواعد وآداب للتحية والسلام ينبغي مراعاتها ، ومنها :



4 : تقبيل اليد والقيام للقادم


من الأمور المتعلقة بالتحية تقبيل اليد والقيام للقادم ، وقد اختلف في تفسير الروايات الواردة فيها ، فأما عن تقبيل اليد فقد ورد عن رفاعة بن موسى عن أبي عبد الله () قال : « لا يقبل رأس أحد ولا يده إلا رسول الله ( وسلم) أو من أريد به رسول الله ( وسلم) » ( الكافي:ج2 ص185. ).
ولا شك أن قولـه () : « أو من أريد به رسول الله ( وسلم) » : يشمل الأئمة الطاهرين () إذ لا فرق بين الإمام علي () ورسول الله ( وسلم) إلا من جهة الوحي قال تعالى في آية المباهلة : (فَمَنْ حَآجّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَآءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَآءَكُمْ وَنِسَآءَنَا وَنِسَآءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وأَنْفُسَكُمْ ثُمّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ) (سورة آل عمران: 61. ) ، وقال عز وجل في آية التطهير : ( إِنّمَا يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُـمُ الرّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهّرَكُمْ تَطْهِيــراً) (سورة الأحزاب: 33. ).
وكذلك يشمل ذريتهم ، وقد نقل العلامة المجلسي (رحمه الله) عن بعض المحققين قوله : ( لعل المراد بمن أريد به رسول الله ( وسلم) الأئمة المعصومون () كما يستفاد من الحديث الآتي ويحتمل شمول الحكم العلماء بالله وبأمر الله مع العاملين بعلمهم والهادين للناس ممن وافق قولـه فعله لأن العلماء الحق ورثة الأنبياء () فلا يبعد دخولهم فيمن يراد به رسول الله ( وسلم)) .
وهذا الرأي هو الصحيح وينطبق في عصرنا الحاضر على الفقهاء ومراجع التقليد لأنهم نواب الإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف) ولا شك أنهم العلماء بالله وبأمر الله والهادين للناس . فإذا جرت العادة في زمان معين على هذا الأمر وهو تقبيل يد العالم وأريد به احترامه وتقديره وتعظيمه فهي جائزة بل مستحبة وذلك لشمولها بعموم الآية (ذَلِكَ وَمَن يُعَظّمْ شَعَائِرَ اللّهِ فَإِنّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ) (سورة الحج: 32. ) ، و( ذَلِكَ وَمَن يُعَظّمْ حُرُمَاتِ اللّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لّهُ عِندَ رَبّهِ ) (سورة الحج: 30. ).
وأما عن القيام فقد ورد عن رسول الله ( وسلم) قال : « من أحب أن يتمثل له الناس أو الرجال قياماً فليتبوأ مقعده من النار » (مستدرك الوسائل: ج9 ص65. ) ، وهذا الحديث ليس فيه شاهد لما نحن فيه وذلك لأمور :
1: المقصود من هذا الحديث هو ما تصنعه الجبابرة من إلزامهم الناس بالقيام في حال قعودهم إلى أن ينقضي مجلسهم ، ولا ينطبق على هذا القيام المتعلق بالتحية المخصوص والقصير زمانه .
وإن قيل : إن الحديث يشمل هؤلاء الذين اضطروا للوقوف من قبل الجبابرة وهو نهي لهم عن هذا العمل .
قلنا : إن دفع الضرر عن النفس واجب ، فالمتجبر الذي يؤاخذ من لا يقوم لـه بالعقوبة يمكن للشخص القيام ولا حرج عليه في ذلك لأجل دفع الإهانة والأذى عنه .
2: لقد صح أن النبي ( وسلم) كان يقوم إجلالاً لفاطمة (ع) ، وقام أيضاً إلى جعفر بن أبي طالب () لما قدم من الحبشة وقال للأنصار : قوموا إلى سيدكم ، ونقل أنه ( وسلم) قام لعكرمة بن أبي جهل لما قدم من اليمن فرحاً بقدومه (راجع مستدرك الوسائل: ج9 ص159 ح10551. ).
فعلى هذا يجوز القيام والتعظيم بانحناء قليل وشبهه ، وربما لزم ذلك إذا أدى تركه إلى التباغض والتقاطع أو إهانة المؤمن .
وقد نقل أنه ( وسلم) كان يكره أن يقام لـه .
قال أبو عبد الله () : « إن رسول الله ( وسلم) خرج ذات يوم من بعض حجراته إذا قوم من أصحابه مجتمعون فلما بصروا برسول الله ( وسلم) قاموا ، قال لهم رسول الله ( وسلم) : اقعدوا ولا تفعلوا كما يفعل الأعاجم تعظيما ولكن اجلسوا وتفسحوا في مجلسكم وتوقروا أجلس إليكم إن شاء الله » (مستدرك الوسائل: ج9 ص65 ح10216. ).
وقال ( وسلم) : « لا تقوموا كما يقوم الأعاجم بعضهم لبعض ولا بأس أن يتحلحلَ عن مكانه » (وسائل الشيعة: ج12 ص227 ح16158. ). وهذا محمول على تواضعه ( وسلم) لله وتخفيفه على أصحابه .
... يتبع ...



آخر تعديل بواسطة صفوان بيضون ، 09-Jun-2010 الساعة 04:16 PM. سبب آخر: تصحيح التسلسل .

رد مع اقتباس