منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - التحية في الإسـلام
عرض مشاركة واحدة

صفوان بيضون
أديب وشاعر
رقم العضوية : 6568
الإنتساب : Oct 2009
الدولة : دمشق العقيلة
المشاركات : 964
بمعدل : 0.17 يوميا
النقاط : 227
المستوى : صفوان بيضون is on a distinguished road

صفوان بيضون غير متواجد حالياً عرض البوم صور صفوان بيضون



  مشاركة رقم : 10  
كاتب الموضوع : صفوان بيضون المنتدى : ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 15-Jun-2010 الساعة : 05:55 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


التحية في الإسـلام
( الحلقة التاسعة)

أحكام التحية


وهناك بعض الأحكام الفقهية المتعلقة بالتحية ، يستدل عليها بهذه الآية : (وَإِذَا حُيّيتُم بِتَحِيّةٍ فَحَيّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَآ أَوْ رُدّوهَآ إِنّ اللّهَ كَانَ عَلَىَ كُلّ شَيْءٍ حَسِيباً) (سورة النساء: 86. ) كوجوب رد المصلي عليها . وهناك تفصيل مذكور في الفقه .
ويكره أيضاً استخدام المصطلحات المتعارفة في اللقاء إن لم تتضمن تحية السلام ، فقد ورد عن جعفر بن محمد () عن أبيه () عن جده علي بن الحسين () عن أبيه () عن علي بن أبي طالب () : « أنه كان يكره أن يقول الرجل للرجل حياك الله ثم يسكت حتى يتبعها بالسلام » (الجعفريات: ص174. ).


التحية في واقعنا المعاصر


كلما تقدم الزمان يزداد تعلق الإنسان بحياته المادية بسبب هذا التطور الهائل الإيجابي والسلبي في آن واحد ، ولاشك أن استخدام المسلمين لكل ما أنتجته الدول الغربية من هذه التكنولوجيا والصناعات المتطورة يجعل حياتهم مادية في بعض الجوانب ، بحيث لا تختلف عن مجتمعات الدول الغربية ، ومن هنا يتطلب من الإنسان المسلم التفكير في سلبيات ما يستخدمه في حياته كي لا تطغى المادية على الجانب الروحي والمعنوي ، ومن أمثلة ذلك ما يسمى بـ (الأنترفون) وهو الجهاز الحاكي الذي يوضع على الباب ، ولا شك أن لـه محسنات وإيجابيات ولكن إلى جانب هذا فيه مساوئ على المعنويات ، فكان في السابق حينما يأتي الضيف ويطرق الباب يخرج إليه صاحب المنزل فيراه ويحيه ويرحب به ويحدثه مشافهة ، أما اليوم فتتم محادثته عبر الجهاز الحاكي فيخسر فيها اللقاء . وإذا لم يحصل بينهما لقاء فلم ينظر الأول في وجه صاحبه ثم لم تحصل بينهما مصافحة ، وبهذا قد حرما الأجر والثواب المترتب على اللقاء والنظر والمصافحة والتقبيل والمعانقة ، فقد جاء في الرواية عن عبد الله بن محمد الجعفي عن أبي جعفر وأبي عبد الله ( قالا : « أيما مؤمن خرج إلى أخيه يزوره عارفاً بحقه كتب الله لـه بكل خطوة حسنة ومحيت عنه سيئة ورفعت لـه درجة فإذا طرق الباب فتحت لـه أبواب السماء فإذا التقيا وتصافحا وتعانقا أقبل الله عليهما بوجهه ثم باهى بهما الملائكة فيقول : انظروا إلى عبدي تزاورا وتحابا فيّ ، حق عليّ ألا أعذبهما بالنار بعد هذا الموقف فإذا انصرف شيعه ملائكة عدد نفسه وخطاه كلامه يحفظونه عن بلاء الدنيا وبوائق الآخرة إلى مثل تلك الليلة من قابل فإن مات فيما بينهما أعفي من الحساب ، وإن كان المزور يعرف من حق الزائر ما عرفه الزائر من حق المزور كان لـه مثل أجره » (الكافي: ج2 ص183 ح1. ).
والمقصود من (عارفاً بحقه) هو أن يعلم فضله ولزوم إعطاء حقه في الزيارة والرعاية والاحترام والإكرام ، ومعنى (فتح أبواب السماء) إما كناية عن نزول الرحمة عليه أو استجابة دعائه ، والمقصود من (إقباله تعالى عليهما بوجهه) كناية عن غاية رضاه عنهما أو توجيه رحمته البالغة إليهما .
وعن أبي بصير عن أبي عبد الله () قال : « إن المؤمن إذا لقي أخاه وتصافحا لم تزل الذنوب تتحات عنهما ما داما متصافحين كتحات الورق عن الشجر ، فإذا افترقا ، قال ملكاهما : جزاكما الله خيراً عن أنفسكما ، فإن التزم كل واحد منهما صاحبه ناداهما مناد : طوبى لكما وحسن مآب ، وطوبى شجرة في الجنة أصلها في دار أمير المؤمنين () وفرعها في منازل أهل الجنة ، فإذا افترقا ناداهما ملكان كريمان : أبشراً يا ولي الله بكرامة الله والجنة من ورائكما » (بحار الأنوار: ج73 ص41 ح41. ).
وعن رفاعة قال : سمعته () يقول : « مصافحة المؤمن أفضل من مصافحة الملائكة » (الكافي: ج2 ص183 ح21. ).
ومعنى ذلك أن مصافحة المؤمنين أفضل من مصافحة الملكين ، أو مصافحة المؤمن مع المؤمن أفضل من مصافحته مع الملائكة لو تيسرت لـه ، وفي الحديث دلالة على أن المؤمن الكامل أفضل من الملك .
ولهذا تجد الظواهر المادية التي يمر بها الإنسان المسلم في حياته قد طغت على سلوكه وتفكيره ومن هنا أصبحت أغلب مجتمعاتنا الإسلامية في سلوكها بهذا المجال لا تختلف عن المجتمعات الغربية ، إذ لا ترى للتحية أثراً في أوساطهم إلا للذي يعرفه ، بل أصبح في بعض الدول الإسلامية أن الذي يسلّم ينظر لـه نظرة سيئة فيعتبر من الذين يطلبون العطاء والصدقة . والحال أنها تعتبر من أهم الروابط الاجتماعية والإيمانية .
بل كثيراً ما تسمع الكلام فقط فلا يسبق السلام ولا تتبعه تحية ، والحق أن الذي يبدأ بالكلام ينبغي أن لا يجاب وهذا ما نصت عليه أحاديث النبي ( وسلم) والأئمة المعصومين () فعن الإمام أبي عبد الله الصادق () قال : قال رسول الله ( وسلم) : « من بدأ بالكلام قبل السلام فلا تجيبوه » ( وسائل الشيعة: ج12 ص56 ح15636.).
وكانت هذه سيرة الأوائل فلا إجابة لمن يبتدأ بالكلام ولم يسلم ، وهذا ما نراه في رواية جابر بن عبد الله الأنصاري (رضوان الله عليه) حيث قال : كنت أنا ومعاوية بن أبي سفيان بالشام ، فبينا نحن ذات يوم إذ نظرنا إلى شيخ وهو مقبل من صدر البرية من ناحية العراق ، فقال معاوية : عرجوا بنا إلى هذا الشيخ لنسأله من أين أقبل وإلى أين يريد ؟ وكان مع معاوية أبو الأعور السلمي وولدا معاوية خالد ويزيد ، وعمرو بن العاص . قال : فعرجنا إليه فقال له معاوية : من أين أقبلت يا شيخ وإلى أين تريد ؟ فلم يجبه الشيخ ، فقال له عمرو بن العاص : لما لا تجيب أمير المؤمنين ؟ فقال الشيخ : إن الله جعل التحية غير هذه ، فقال معاوية : صدقت يا شيخ أصبت وأخطأنا وأحسنت وأسأنا ، السلام عليك يا شيخ ، فقال الشيخ : وعليك السلام ... (بحار الأنوار: ج33 ص247 ح523. ).
... يتبع ...


رد مع اقتباس