[نور العتره]

بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
والصلاة والسلام على المبعوث رحمه للعالمين
أبي القاسم محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين

اقتباس يعني ما تكاملت نبوة نبي ـ والنبوة خلاصة التوحيد ـ إلا لمن أقر بفضلها ومحبتها والإقرار هو الشهادة على النفس والاعتراف منها للغير واقرار العقلاء على انفسهم جائز ، فهذه شهادة من الأنبياء لها بالفضل والمحبة والفضل يعني انها كانت لها زيادة في الفضائل على الأنبياء بل هي صاحبة الفضل عليهم بانه لم تكتمل نبوة نبي إلا بها .

صدقت أخي الفاضل محب أهل الكساء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين أنه ما تكاملت نبوه نبي من الأنبياء إلا لمن أقر بفضل الزهراء صلوات الله وسلامه عليها وعلى أبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها .
لأن الأنبياء لم ينالوا شرف النبوه إلا بعد أن أخذ الله سبحانه وتعالى عليهم الميثاق والعهد .

يقول الله سبحانه وتعالى في سوره آل عمران

واذ اخذ الله ميثاق النبيين لما اتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال ااقررتم واخذتم على ذلكم اصري قالوا اقررنا قال فاشهدوا وانا معكم من الشاهدين (81)

الاية المباركة تنبئ عن ميثاق مأخوذ والميثاق هو العهد . وما بعث الله نبيًّا إلا أخذ عليه الميثاق: لئن بُعِث محمدٌ ( وسلم ) وهو حيٌ ليؤمنن به، ولينصرنه، وأمر الله سبحانه وتعالى أنبياؤه أن يأخذوا نفس الميثاق على أممهم لئن بُعِث فيهم محمداً ( وسلم ) وهم أحياء ليؤمنن به، ولينصرنه".
وروي في الدر المنثور ، اخرج ابن جرير عن علي بن ابي طالب قال : لم يبعث الله نبيا ادم فمن بعده ، الا اخذ عليه العهد
في محمد ( ) لئن بُعِث وهو حي ليؤمنن به ولينصرنه ، ويأمره فيأخذ العهد على قومه ثم تلا : « واذ اخذ الله ميثاق النبيين ... الاية .

وبالأشاره إلى آحاديث الرسول وسلم في فضل الزهراء صلوات الله وسلامه عليها ومنها

قالَ رسول الله صلى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلم

(فاطمة بضعة مني وهي قلبي وروحي التي بين جنبي من آذاها فقد آذاني ومن أذاني فقد آذى الله)

ومن الواضح في هذا الحديث الشريف أن النبي الأكرم وسلم الذي لا ينطق عن الهوى , لا يقصد في وصف الزهراء صلوات الله عليها

أنها قلبه وروحه التي بين جنبيه بأن هذا الوصف كنايه عن حبه لها كحب الأب لولده ! وفي هذا السياق أنقل إليك رأي السيد الشهيد الصدر في خطبه له

السيد الشهيد الصدر(قدس) يقول أن قول النبي صلى اللهُ عليه وآلهِ وسلم هذا حقيقة وليس مجاز..
لأن المجاز خلاف الأصل وخلاف الظاهر وإذا لم تجد هناك قرينة صارفة للمعنى الحقيقي إلى المعنى المجازي تعين المعنى الحقيقي
أذن أذا كانت فاطمة ( )هي قلب رسول الله ( ) الحقيقي وروحهُ الحقيقية فإذا أردنا أن نعرف فاطمة فلابد أن نعرف روح النبي
وقلب النبي() ولا بد أن نعرف إن القلب المقصود هنا ليس القلب الصنوبري الذي يضخ الدم ..لا.. لأن القرآن الكريم يقول
(فإنها لا تعمى الأبصارُ ولكن تعمى القلوب التي في الصدور))
الذي يعمى القلب المعنوي وليس المادي.
فإذا كان القلب هو المعنوي فسوف تعرف قولهُ تعالى( قل من كانَ عدواً لِجِبريلَ فإنهُ نزلهُ على قلبك ) فمن خلالِ هذه الآية سوف تعرف عظمة
فاطمة الزهراء( ) قال تعالى (وإنهُ لتنزيل ربِ العالمين *نزلَ بهِ الروح الأمين على قلبكَ) والنبي ( وسلم ) يقول فاطمة قلبي وأثبتنا أنها القلب الحقيقي وليس المجازي..بقي لدينا الشق الأخر وهي معرفة روح النبي ( ) بعد أن عرفنا قلب النبي
( ) يقول السيد الشهيد الصدر ( قدس سره )

يقول وهذا أيضاً مما يستحيل لنا التوصل إلى حقيقته لكننا حين نقول كما هو
مُسَلم لدى المسلمين والمتشرعة أن النبيَ خير الخلق على الإطلاق
وهو فعلاً خير الخلق على الإطلاق فليسَ ذلك خير الخلق بجسدهِ ووجههِ
وعينهِ مثلاً أو أي شئ أخر.بالرغم من أهميتها وطهارتها..
وإنما خير الخلق بروحهِ العليا التي هي أعلى المخلوقات وأول المخلوقات
وأهمها وأقواها وأعلمها وأقربها إلى الله سبحانه وتعالى وهي (أي روح النبي) صلوات الله وسلامه عليهم

خير الخلق أجمعين بما فيهم الأنبياء والمعصومون والملائكة وكل شئ
أخر ...وعلى هذا الأساس من الإتحاد الحقيقي للروحِ والقلب بين فاطمة
ومحمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــد ()

أن الزهراء كما يقول السيد الشهيد الصدر(قدس)
لا يقاس بها أحد فهي أم أحدى عشرةَ أماماً من الأئمة المعصومين
كلهم يتشرفون بها ويتبركون بها ويحمدون الله سبحانهُ وتعالى على نعمته
في أنها أمهم وجدتهم كما أنها من الناحية النظرية نافذة الأمر فيهم ويجب
عليهم أطاعتها كما يجب عليهم أطاعة أمير المؤمنين والرسول الأعظم( )
فعليٌ وفاطمة كل منهم أمام الأئمة وولي الأولياء وأساس شجرة المعصوميــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــن
والحمدُ للهِ ربِ العالمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــين
وسلام على المرسلين وصلى الله على أشرف الخلق محمد وآله الطيبين الطاهرين نسأله سبحانه وتعالى أن يرزقنا شفاعتهم وحسن صحبتهم .

بارك الله فيك أخي الفاضل محب أهل الكساء على هذه المشاركه الطيبه وأن شاء الله في ميزان أعمالكم .