|
أديب وشاعر
|
|
|
|
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
المنتدى :
ميزان المنبر الحسيني لشعر أهل البيت (ع)
في محراب علي ( رائعة خليل فرحات )
بتاريخ : 23-Jun-2010 الساعة : 04:29 PM

اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين
السلام على مولانا يعسوب الدين وقائد الغر المحجلين وإمام المتقين وأمير المؤمنين
علي بن أبي طالب سلام الله عليه
كل عام وأنتم بألف خير
بمناسبة ذكرى وليد الكعبة وداحي الباب ومفرق الأحزاب سيف الله الغالب
علي بن أبي طالب
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
أحبتي أسرة الميزان الغالية
بهذه المناسبة الحبيبة والعظيمة على أهل السماوات والأرض أقدم لكم معلقة الشاعر المسيحي الكبير المرحوم الأستاذ
" خليل فرحات "
وهي تحت عنوان
" في محراب علي "
والقصيدة مطولة أكثر من 135 بيتاً مع شرح لبعض الكلمات أو المواقف الغامضة والتي شرحها الشاعر نفسه .
وقبل القصيدة أضع بين يديكم دراسة أو مقدمة للشاعر اللبناني الكبير المرحوم
الأستاذ نجيب جمال الدين
والذي قدم للقصيدة بأسلوبه الرائع ، ولا تقل المقدمة عن القصيدة من حيث الروعة والبيان والبلاغة والحس الولائي المرهف .
=========================================
تفضل الشاعر نجيب جمال الدين وهو شقيقي في الولاء لعلي ، وصديقي بالرؤية الواحدة له ، القاصرة عنه ..
فغمرني بلطف الهدية وقدم القصيدة باسم الوفاء ...
ولم أضِق بتواضعه .. بل سررت .
أو ليس هو من تلاميذ أكبر صانع للفرح في الوجود ؟
- خليل -
مقدمة ...
- خليل فرحات ، سمح لنفسه بالدخول على عليّ .. إنه اقتحام لم يجرؤ عليه أحدٌ بعد ..
- خليل فرحات أسرج وامتطى وشدّ ، وهو يقول للسندباد : الحقْ .. الحقْ ... فسوف أريك أرضاً في الحقيقة لم تحلم بمثلها عيناك ولا في المجاز .
- وسمعوه يقول للسهروردي المقتول : وأنت أيضاً إن لحقت سأدلك على أرخبيل في الجمال يكون معيناً لك في الإشراق ، لا يقوى على طمسه صلاح الدين في الشام ولا أخوه في حلب .
- السفر إلى عليّ ، حاوله كثيرون ذوو ولع بالمغامرة لكنهم ظللوا في المحاولة يدورون عند خطوط التماس .. مفاخرين بانهم اقتربوا من الأسوار ، وناسين عجزهم عن الاستمرار ...
* عليّ .. تستطيع أن تحبّه كما يفعل أكثر الناس ....
* عليّ .. تستطيع أن تسبّه كما فعل بعض الناس ....
لكنك في الحالين عاجز عن تفسير السبب بدقة ، وهنا يكمن سرّ عليّ العصيّ على الاختراق ! ..
ويحيء سؤال : أعليّ من الكوكب الأرضيّ ؟
وهاك الجواب : لا ، أبداً ...
وإن سلمت دفعاً لجدل ، أنه منه ... تحيّرت ... أهو المحور الذي لولاه لا دوران ؟ أم هو القطب فيه تتقاطع وتمرّ وتجتمع كل الخطوط ؟ ... فإن قلته : المركز ، فقل أيضاً : كيف الدخول على نار تقهر كل الأشياء ... ؟
* لماذا انطلق خليل في القصيدة من مواقع متشددة في العليائية أو العلائية أة العلوية ؟ .. من مواقع متشددة في التطرف ... ؟ من مواقع متشددة جداً في الرفض ومتشددة جداً جداً في الجدية .. ؟
ربما في محاولة لبناء الإنسان العربي الجديد ، وهو على عتبة الإطلالة على القرن الواحد والعشرين ...
وهذه مسألة تربوية ، وخليل مُرَبٍّ ، ويهتم بإعداد إنسان قادر على المواجهة بعد أن أفلست كل العصور بإنسان المنافقة !! ..
- لكن أَتُراه عرف مسبقاً ما في المغامرة من هول ؟
- أتراه عرف أن الجالس على منبر الزمان هو من غير جنس الداخلين عليه من أهل المكان ؟
- أتراه عرف أن المجهول لا يدخل عليه بأدوات معلومة ... ؟
- لواحدٍ أن يقول : " آرمسترونغ " اقتحم القمر ، وهو أي " آرمسترونغ " بضعة من أرض ... ولكن عليّ أصعب من القمر والشمس أيضاً ... أو ليس خليل هو الذي عالج نلك المسألة ، وحاول إخضاع الأسطورة لشحنة الشعور الشخصي والقناعة الفردية ؟ وعليّ يرد الشمس لأداء فريضة ، لأنه ما عرف عنه قضاء :
ويبقى السؤال : كيف غامر ؟ ولا مناص من الجواب ... وهاكه :
خليل فرحات يعرف أنه لا يُدخل على اللامعقول إلا بجنسه ، فتسلّح بذخيرة لا بأس بكميتها من الجنون ودخل ...
- افهم قولي كيف شئت ... لكن إياك أن تقرأ به ذرة اعتراض ... فأنا مُوالٍ خليلاً حتى الشهادة ، لك أن تتصور ولائي لذاك ...
- أجل ، وأنا بصدد استعراض هذه القصيدة ... الأسطورة ، موصيك بأمور كنت بغنى عنها لو كنت مثلي معتاداً خليلاً ، ومدمناً الإمام !..
- أشياء كثيرة قبل أن تمارسها ، أو حتى بعد ، تحتاج إلى ممارسة ... لا تستغرب هذا الكلام ... وتذكَّرْ أن العادة تطوّل حتى تتكون .. صحيح أن الخطوة الأولى هي المكلفة ، ولكن الخطوات الأخرى لا تجيء بالمجان .
- يعني يجب أن تهيء نفسك لكلام هو غير الكلام ...
- وأيضاً فثمة طفوس لا يقوم بها ، بل لا يقدر عليها إلا الكهنة ، أو سدنةٌ متخصصون للهيكل ... وأكثر ، هناك رياضات لا بدّ منها للتذوق الجيد وهي لا تأتي على سطح الماء ... ولا تواتى بكبسة زر ، وقد تقتضي لتحصّل جهوداً تذكر المواجيد . وهي لفظة ابتكرها المتصوفة لوصف حرقة الوجد الألوهي .
ومهما علت عظمة المحراب وسمقت ، مهما زخرف الصُنّاع فيه ونقشوا ورقشوا ، فالمهزلة تقع عندما يدير المصلي ظهره إليه !...
وكان عمر الفاخوري يقول : أنا أضمن لكم الكاتب الجيد ، فمن يضمن لي القارئ الجيد ؟..
- القارئ الجيد ، يا سيدي القارئ هو الذي " يشتلق " ، والاشتلاق : هو لفظ يطلقه عامة الناس على لون من الفطنة الهامسة التي تلاحظ بعين العقل ، لا عين الوجه ، هو هذا اللمح الموهوب النّبي لم اجد شيئاً أوضح للدلالة عليه من لفظة " الاشتلاق " فقنصتها .
- وإلا لو كان القارئ محروماً نلك العين التي بؤبؤها في الدماغ وقصر نظره في الآية التي يتوعد فيها الله العصاة ، على العين المعروفة ، فقرأ :
{ كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلوداً غيرها } . ألا وقع القارئ في معصية تهون عندها كل المعاصي الأخرى ؟ ..
يوم ختمت القرآن في التاسعة كنت أرتجف منها ، .. وتشرق من حولي الصور ، وتتطاير في كل ناحية وأرى الله سبحانه وتعالى عن الوصف ، قد شمّر عن ساعديه وبين يديه رهط من معاونيه الأشداء ، ومن الملائكة الغلاظ الذين لا يملكون غير السمع والطاعة ، يقلبون الأجساد الآدمية على نار قوية ، وحتى يحدث النضج الموعود بالجودة ، فلا بد من سفافيد خاصة مصنوعة لهذا الغرض ، فتتحمل الأوزان الثقيلة ، وأعفي القارئ من بقية تصوري للعمل ... وتكبر الورشة في رأسي وقد قام فيها العمل على قدم وساق فأكاد أموت من الهول . ولازمتني الصورة طويلاً ولم تخرج .. إلى أن صرخت ذات يوم بوجه المفسر للآية على هذا النحو ، صرخة كادت أن تودي به وقلت : إذا كان ربك على هذا الطراز فالحق به تجده في المسلخ فهو امبراطور الجزارين .. وليس رب العالمين !!..
قلت كل هذا عن الاشتلاق لأجنِّب القارئ متاعبه مع هذه الرحلة إذا هو تسلح ببعض السعة ، ومارس بعض الطقوس والرياضات ، وتغلغل في بعض المجازات ، وكانت له حضارة في المفردات ...
فإن قرأت خليلاً مخاطباً الإمام بقوله :
لا تأخذنّ الكلام على ظاهره كما فعلت أنا مع آية الجلود النضيجة أوّلَ عهدي بالفهم المدينة واذكر أن التأويل منك قريب ، وأبواب المجاز مشرعة المصاريع ، وكما فعلت أنا هناك افعل أنت هنا ، وأَوِّلْ ما طاب لك ، ولا ترشق الرجل بوردة شكّ أو شرك ...!!
نجيب جمال الدين ...
____________________________
نتابع معكم في المشاركة القادمة
القصيدة المطولة والمعلقة الولائية :
في محراب علي .
|
|
|
|
|