[رياض ابو طالب]

الأخت منتظرة المهدي
شكرا لك للمرور وطيب الله انفاسك ايضا اختي الكريمه
نتابع معكم
شهادة محمد بن أبي بكر (رضي الله عنه)
اسمه وكنيته ونسبه (رضي الله عنه):
أبو القاسم، وقيل: أبو عبد الرحمن، محمّد بن أبي ‏بكر بن أبي‏ قُحافة.
أُمّه (رضي الله عنه):
السيّدة أسماء بنت عُميس الخثعمية.
ولادته (رضي الله عنه):
ولد عام 10 هـ بذي الحُلَيفة، في وقت كان رسول ‏الله () قد تهيّأ مع جميع أصحابه لأداء حجَّة الوداع.
نشأته (رضي الله عنه):
كانت أُمّه السيّدة أسماء قد تزوّجت جعفر بن أبي‏ طالب (رضي الله عنه)، وهاجرت معه إلى الحبشة، وبعد استشهاده في معركة مؤتة تزوَّجها أبو بكر، وبعد موته تزوّجها الإمام أمير المؤمنين ()، فانتقلت إلى بيته مع أولادها، وفيهم محمّد الذي كان يومئذ ابن ثلاث سنين.
فنشأ في حِجر الإمام علي () إلى جانب الحسن والحسين (عليهما السلام)، وامتزجت روحه بهما، وكان الإمام () يعتبره مثل أبناءه حيث يقول فيه: (محمّد ابني من صُلب أبي ‏بكر).
جانب من حياته (رضي الله عنه):
كان محمّد أيّام حكومة عثمان بن عفّان في مصر، وفيها بدأ انتقاده على حكومة عثمان، واشترك في الثورة عليه، وبعد تصدِّي الإمام علي () للخلافة، حمل كتابه إلى أهل الكوفة قبل نشوب حرب الجمل، وكان على الرجَّالة فيها.
وبعد انتهاء المعركة بانتصار الإمام () على أهل الجمل، تولَّى متابعة الشؤون المتعلِّقة بعائشة ـ باعتبارها أخته ـ، وأعادها إلى المدينة المنوّرة.
مقامه (رضي الله عنه):
كان محمّد مُجِدّاً في الجهاد والعبادة، ولِجِدِّه في عبادته سُمِّي عابد قريش، وهو جدُّ الإمام الصادق () من الأُمَّهات‏.
ولاَّه الإمام علي () على مصر عام 36 هـ، وكتب له عهداً بذلك، بعدما عزل قيس بن سعد عنها، وكان الإمام () يُثني عليه، ويذكره بخير في مناسبات مختلفة.
أقوال الأئمّة () فيه: نذكر منهم ما يلي:
1ـ قال الإمام الكاظم (): (إذا كان يوم القيامة نادى مناد: أين حواري محمّد بن عبد الله، رسول الله ()، الذين لم ينقضوا العهد ومضوا عليه؟ فيقوم سلمان والمقداد وأبو ذر).
( ثم ينادي: أين حواري علي بن أبي طالب، وصي محمّد بن عبد الله رسول الله ()؟ فيقوم عمرو بن الحمق الخزاعي، ومحمّد بن أبي بكر، وميثم بن يحيى التمّار مولى بني أسد، وأويس القرني) (1).
2ـ قال الإمام علي (): (محمّد ابني من صلب أبي بكر) (2).
3ـ قال الإمام الصادق (): (ما من أهل بيت إلاّ ومنهم نجيب من أنفسهم، وأنجب النجباء من أهل بيت سوء منهم: محمّد بن أبي بكر) (3).
أقوال العلماء فيه: نذكر منهم ما يلي:
1ـ قال العلاّمة الحلّي في خلاصة الأقوال: (جليل القدر، عظيم المنزلة، من خواص علي ()).
2ـ قال الشيخ علي النمازي الشاهرودي في مستدركات علم الرجال: (هو من حواري أمير المؤمنين ()... ومن خواصّه، من الأصفياء، ومن السابقين المقرّبين).
كتاب الإمام علي () إلى أهل مصر:
قال (): (أحسنوا أهل مصر مؤازرة محمّد أميركم، واثبتوا على طاعته، تردوا حوض نبيّكم ()، أعاننا الله وإيّاكم على ما يرضيه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته) (4).
شهادته (رضي الله عنه):
استشهد محمّد (رضي الله عنه) في 14 صفر 38 هـ في مصر، على يد معاوية بن حُدَيج الكندي، الذي أرسله معاوية مع جيش جرّار لاحتلال مصر، ومن ثم إحراقه في جوف جلد حمار ميت.
حزن الإمام علي () عليه:
لقد حزن الإمام علي () على محمّد بن أبي بكر حتّى رؤي ذلك فيه، وتبيّن في وجهه، وقام في الناس خطيباً، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: (فلقد كان إليَّ حبيباً، وكان لي رَبيباً، فعند الله نحتسبه ولداً ناصحاً، وعاملاً كادحاً، وسيفاً قاطعاً، وركناً دافعاً).
وقال المدائني: وقيل لعلي (): لقد جزعت على محمّد بن أبي بكر يا أمير المؤمنين؟ فقال: (وما يمنعني ! إنّه كان لي ربيباً، وكان لبني أخاً، وكنت له والداً، أعدّه ولداً) (5).
ـــــــــ
1ـ الاختصاص: 61.
2ـ شرح نهج البلاغة 6/53.
3ـ روضة الواعظين: 286.
4ـ الأمالي للشيخ المفيد، مجلس 31 ح3.
5ـ شرح نهج البلاغة 6/94.
بقلم : محمد أمين نجف