منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - هل تعلم ؟
الموضوع: هل تعلم ؟
عرض مشاركة واحدة

ابوثمامة
عضو
رقم العضوية : 9060
الإنتساب : May 2010
المشاركات : 45
بمعدل : 0.01 يوميا
النقاط : 184
المستوى : ابوثمامة is on a distinguished road

ابوثمامة غير متواجد حالياً عرض البوم صور ابوثمامة



  مشاركة رقم : 25  
كاتب الموضوع : صفوان بيضون المنتدى : صفوان بيضون
افتراضي هل تعلم : المجموعة الثانية .
قديم بتاريخ : 04-Jul-2010 الساعة : 05:25 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


هل تعلم ؟


الإجابة على السؤال الثاني :

2- أن أكثر من صحابي صرح بأن الناس لا يدرون ماذا أحدثوا بعد رسول الله ؟

أخرج البخاري " عن أبي وائل ، قال : قال عبد الله : قال النبي ( وسلم) : " أنا فرطكم على الحوض ، ليرفعن إلي رجال منكم حتى إذا أهويت لأناولهم اختلجوا دوني ، فأقول : أي رب أصحابي ، فيقول : لا تدري ما أحدثوا بعدك) ( كتاب الفتن، ما جاء في قوله تعالى : (واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة ) .


وعن النبي ( وسلم) قال : " بينما أنا قائم فإذا زمرة ، حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم ، قال: هلم ، قلت : أين ؟ قا ل: إلى النار والله ، قلت : وما شأنه م؟ قال : إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى ، فلا أراه يخلص منهم إلا مثل همل النعم " (المصدر السابق : كتاب الرقاق ، باب في الحوض ) .


وأخرج مسلم عن عبد الله ، قال : قال رسول الله ( وسلم ) : " أنا فرطكم على الحوض ولأنازعن أقواماً ثم لأغلبن عليهم ، فأقول : يا رب أصحابي ، فيقال : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك " ( كتاب الفضائل ، باب إثبات حوض نبينا ( وسلم) وصفاته).


وفي تاريخ ابن كثير قال : أخرج البيهقي عن أبي الدرداء ، قال : " قلت : يا رسول الله بلغني إنك تقول : ( ليرتدن أقوام بعد إيمانهم ) قال ( وسلم) : " أجل ولست منهم " .


وقال رسول الله ( وسلم) : " إن من أصحابي من لا يراني بعد أن أفارقه " (سلسلة الأحاديث الصحيحة: 6 / 1202، رقم الحديث 2982 ).


هذه الأحاديث تعرف بأحاديث الحوض ، وهي متواترة ولها طرق أخرى لا يتسع المقام هنا لعرضها . وقد صرحت هذه الأحاديث بأن الصحابة سيدخلون النار ولا يبقى منهم إلا القليل ، كما يتضح لنا ذلك في تشبيههم بهمل النعم .

ويبدو لنا أن هذه الأحاديث أقلقت مضاجع أهل السنة ، ففسروها بالمنافقين والمرتدين ، ولكن هذا التفسير بعيد عن معطيات الأحاديث ، ولا يصح ، وذلك لأسباب نذكر منها :

أولاً : إن المنافقين قليلون ، لا يزيد عددهم على عدد أصابع اليدين ، عند أهل السنة ، وهو يناقض قول الرسول ( وسلم) في حديث الحوض : (فلا أراه يخلص منهم إلا مثل همل النعم) وهو قول يؤكد على نجاة القليل منهم ، وفي رواية : قال النبي ( وسلم) : (ولأنازعن أقواماً ثم لأغلبن عليهم) ، فتأمل كلمة " أقواماً "، ليسوا عشرة ولا مائة ، إنما هم أقوام !
وحتى إذا فسرنا الحديث الشريف هذا بأنه يشير إلى المنافقين والمرتدين ، فهو يعني أن كثيراً من الصحابة منافقون ومرتدون . وهذا ما ينطق به ما جاء في نص الحديث : (فلا أراه يخلص منهم إلا مثل همل النعم) !! وكفى بقول الرسول حجة . فأين أهل السنة من هذه الحقيقة ؟ وهل سيسلمون بها ؟ إن التأويل غير مجد هنا ، بل يوقع صاحبه في مطبات لا تحمد عقباها . فمن فسر الذين ورد ذكرهم في الحديث بالمنافقين والمرتدين ، فهو كالذي اختبأ من المطر ، ولكنه وقف تحت الميزاب !!

ثانياً : هناك أحاديث مفسرة لهذا الحديث بما لا يبقى معه مجال لتأويل الحديث بالشكل الذي يؤدي إلى غرضهم في الحفاظ على نزاهة الصحابة . والأحاديث يفسر بعضها بعضاً .

روى البخاري بسنده عن العلاء بن المسيب عن أبيه ، قال : لقيت البراء بن عازب (رضي الله عنهما) ، فقلت : طوبى لك صحبت النبي ( وسلم) وبايعته تحت الشجرة .فقال : يابن أخي ، إنك لا تدري ما أحدثنا بعده " (كتاب المغازي: رقم الحديث 3852) !!

وأخرج الحاكم أن عائشة قالت : " إني قد أحدثت بعد رسول الله " (مستدرك الحاكم: 4 / 6، وصححه وكذا الذهبي في تلخيص المستدرك ) .

وروى ابن حجر " عن العلاء بن المسيب عن أبيه عن أبي سعيد ، قلنا له : هنيئاً لك برؤية رسول الله ( وسلم) وصحبته . فقال : إنك لا تدري ما أحدثنا بعده " (الإصابة: 3 / 84 ).


وروى مالك في الموطأ
عن مولى عمر بن عبيد الله : أنه بلغه أن رسول الله ( وسلم) قال لشهداء أحد : (هؤلاء أشهد عليهم) . فقال أبو بكر الصديق : ألسنا يا رسول الله إخوانهم ، أسلمنا كما أسلموا وجاهدنا كما جاهدوا ؟
فقال رسول الله ( وسلم) : (بلى ، ولكن لا أدري ما تحدثون بعدي) فبكى أبو بكر ، ثم بكى ، ثم قال : " أئنا لكائنون بعدك ؟ " (2 / 462 كتاب الجهاد - باب الشهداء في سبيل الله. وقال ابن عبد البر عن الحديث: " مرسل عند جميع الرواة لكن معناه يستند من وجوه صحاح كثيرة " ذكر ذلك فؤاد عبد الباقي راجع الموطأ: 2 / 4 ) .


وقال أنس بن مالك : ما أعرف شيئاً مما كان على عهد النبي ( وسلم) ! قيل : الصلاة ، قال : أليس ضيعتم ما ضيعتم فيها (صحيح البخاري: كتاب مواقيت الصلاة، باب تضييع الصلاة) ؟


وأخرج البخاري عن الزهري قال : " دخلت على أنس بن مالك بدمشق وهو يبكي فقلت : ما يبكيك ؟ فقال : لا أعرف شيئاً مما أدركت إلا هذه الصلاة وهذه الصلاة قد ضيعت " (المصدر السابق ).


وأخرج البخاري قال : سمعت سالماً قال : سمعت أم الدرداء تقول : دخل علي أبو الدرداء وهو مغضب ، فقلت : ما أغضبك ؟ فقال : والله ما أعرف من أمة محمد ( وسلم) شيئاً إلا أنهم يصلون جميعاً (صحيح البخاري: كتاب الأذان، رقم الحديث 613 ).


وأخرج البخاري عن أبي سعيد الخدري " قال : كان رسول الله ( وسلم) يخرج يوم الفطر والأضحى إلى المصلى ، فأول شيء يبدأ به الصلاة ، ثم بعد ذلك يعظ الناس ، فلم يزل الناس على ذلك ، حتى خرجت مع مروان وهو أمير المدينة في أضحى أو فطر ، فأراد أن يرتقي المنبر قبل أن يصلي ، فجذبت بثوبه ، فجذبني فارتفع ، فخطب قبل الصلاة .
فقلت له : غيرتم والله ، فقال : يا أبا سعيد قد ذهب ما تعلم ... " (المصدر السابق: ج 2 - باب الخروج إلى المصلى بغير منبر).


ومن حديث لجابر بن عبد الله (رضي الله عنه) : " ما منا أحد إلا غير " (مستدرك الحاكم: 3 / 560) .


وقال أعين ابن امرأة الفرزدق لعثمان : " يا نعثل بدلت " (مجمع الزوائد: 7 / 463).


كل هذه النصوص تؤكد على أن الذين أحدثوا ، هم من صحابة رسول الله من غير المنافقين والمرتدين . ففي حديث الحوض يقال للنبي : (انك لا تدري ما أحدثوا بعدك) ، والبراء يقول : إنك لا تدري ما أحدثناه (إن البراء يتكلم عن الإحداث بعد النبي ( وسلم) بتعبير الجمع " أحدثناه " فشمل قوله هذا إخوانه من الصحابة " العدول ".. ) بعده ، وعائشة تقول : إني قد أحدثت بعده ، وقال أبو سعيد الخدري غيرتم والله ، والرسول نفسه لم يشهد لأبي بكر ومن قاتل في أحد ويقول : (ولكن لا أدري ما تحدثون بعدي) !
وهذا أنس يقول : ما أعرف شيئاً مما كان على عهد النبي ( وسلم) ، وقوله هذا يدل على أن كل شيء تغير وبدل ، وحتى الصلاة ضيعت !!
وهذا أبو الدرداء يقول : والله ما أعرف من أمة محمد ( وسلم) شيئاً إلا أنهم يصلون جميعاً . وهو أصرح قول في أن أهل القرون الأولى تركوا من السنة أشياء كثيرة ، وأحدثوا بدلاً منها بدعاً . وجابر يقول: ما منا أحد إلا غير.
..


( وللحديث إتمامه من أخيكم أبوثمامه )

رد مع اقتباس