في محراب علي(6)
منذور للغاية
وفي مخزن الحُفّاظ من صور الوغى
فريدتُها العجباءُ جحجاحةُ الذكر
++++++++++++++++++++++++++++++++
طواها مناكيدٌ ولم يطوها الردى
وهيهاتَ أن تُطوى مطاولة القدر
++++++++++++++++++++++++++++++++
ولو نشرَ السلوانُ كلَّ طيوبِهِ
لظلَّ حسيراً دونها طيِّبُ النشر
++++++++++++++++++++++++++++++++
جثمتَ عليه العترَ والسيفُ جاهزٌ
وهل يملك السيّافُ غيرَ هدى الأمر
++++++++++++++++++++++++++++++++
وكرّتْ تهاليلٌ وفي البال أنّها
ستشربُ قبل السيف من مهجة البكر (56)
++++++++++++++++++++++++++++++++
وطارت على الآفاق أصداءُ حدوة
تقطُّ ضلوعَ الشرِّ قطّاً بلا شِفر (57)
++++++++++++++++++++++++++++++++
لئن كان مهوى العُرب عمروٌ وودُّهُ
فشطبُ هوى وُدٍّ ... وشطبُ هوى عمروِ (58)
++++++++++++++++++++++++++++++++
ولكنَّ حُسباناً تغيَّرَ حسبُهُ
وحلّت حلال العُجب تفرق من غدر (59)
++++++++++++++++++++++++++++++++
وفي الجو إرعادٌ ، وفي الأرض غضبةٌ
وطيَّرَ عقلَ القوم رأفُكَ بالعِتر
++++++++++++++++++++++++++++++++
أيُصرَفُ عنه السيف والسيف ناطرٌ
يُحاول معنى الكفِّ عن عنقِ الكُفر (60)
++++++++++++++++++++++++++++++++
وجُبهتَ بالتسآل ماذا ؟ وما جرى ؟
وجاوزتَ مَنْ جازوا الحدودَ من الهذر
++++++++++++++++++++++++++++++++
وقُلْتَ : رماني العتْرُ غيظاً ببصقةٍ
فقالوا : أضاف النذلُ وزراً إلى وزر
++++++++++++++++++++++++++++++++
أجبْتَ : جهادي في سبيل قضيةٍ
خشيت عليها أن يُداخلها ثأري
++++++++++++++++++++++++++++++++
أنانية الإنسان ما كان مزجها
بقدسيّة الإيمان إلا من النُكر
++++++++++++++++++++++++++++++++
وما غيرَ ذاك السمت تُرضى عدالةٌ (61)
إذا لم أسوّدْها تزلزل بي قَدري (62)
++++++++++++++++++++++++++++++++
فحقٌّ أنا والحق عندي طريقُه
فإن لم أسرِ فيه فأيٌ به يسري
++++++++++++++++++++++++++++++++
56- البَكْر : الفتي من الإبل ، والمقصود بالبكر عمرو بن ود .
57- شٍفْر : جمع شَفْرة وهي السكين العظيمة العريضة ، أو هي حدُّ السيف .
58- هو عمرو بن ودّ ، فارس العرب من غير المسلمين ، وقد بارزه الإمام وصرعه ، بعد أن تحوشت عنه جميع فرسان العرب خزفاً منه ، وودّ أحد معبودات العرب الوثنية .
59- حٍلال : جمع حلة وهي من الشيء وجهته ، والعُجب : الدهشة الكبرى ، وتَفْرِقُ : تخاف وتخشى .
60- الكفّ : الانصراف والامتناع .
61- السمت : الطريق .
62- أسوّدها : أمكنها من السيادة على الأفكار والأفعال .
... يتبع ...