المدير العام
|
|
|
|
الدولة : لبنان الجنوب الابي المقاوم
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
جارية العترة
المنتدى :
ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
بتاريخ : 08-Jul-2010 الساعة : 09:26 PM

اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
دور العقل عند الإمام:
العقل من أهم الأمور التي تعتمد في إثبات الحقائق والإيمان والعقيدة، وكذلك من أهم الأمور التي يعتمد فيما لا مجال لغير العقل فيها. مما يسمى بالمستقلات العقلية كالحسن والقبح، والخير والشر، وكذلك له دور مهم في تأكيد دور الإنسان بالحياة واستواء الحياة وتدارك أمورها إلى ما هو الأصلح والأنجح، وكذلك له فعاليته في تكامل الإنسان وارتقائه إلى مراتب الفضيلة والسداد والنجاح والفلاح في مختلف شؤونه، وكذلك للعقل دور مهم جداً وهو أن الوصول إلى طاعة الله وتأكيدها في واقع الإنسان والتكليف يكون بالعقل. وقد وردت الأخبار الكثيرة في دور العقل وأهميته في الحياة وفي وضع الإنسان. والإمام موسى يؤكد لنا دور العقل ويؤكد هذا الدور من خلال القرآن والسنة. فالقرآن ذكر العقل وأهميته وقد أكد هذا الواقع في وصيته (ع) لهشام ابن الحكم وأغلب مطالبها وفصولها في العقل. من هذه الفصول قال : يا هشام إن الله تبارك وتعالى بشر أهل العقول في كتابه الكريم بقوله: {فَبَشِّرْ عِبَادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ} الزمر:17-18
يا هشام: ثم بين أن العقل مع العلم فقال: وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون } العنكبوت/43
يا هشام: إن الله يقول: {وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ} لقمان: من الآية12، قال الفهم والعقل.
يا هشام: كان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) يقول: ما من شئ عبد الله به أفضل من العقل.
وقال الحسن بن علي (ع): إذا طلبتم الحوائج فاطلبوها من أهلها. وقيل يا بن رسول الله ومن أهلها قال: الذين نص الله في كتابه ذكرهم. فقال: إنما يتذكر أولو الألباب قال هم أولو العقول.
هذه الفقرات والفصول تبين لنا دور العقل عند الإمام وأنه لابد منه في الحياة ولكن لابد أن نعرف أن العقل في دوره هذا لايمكن أن يقرر شيئا من أحكام الشريعة، لأن التشريع يؤخذ من الله لا من العقل. ومن أدخل العقل في التشريع وصياغة الأحكام وقال بأن العقل يمكن أن يشرع في قبال الله فقد أفسد دينه فإن دين الله لا يصاب بالعقول.
وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن الأئمة هم أهل الدين حقاً بعد الرسول وهم الأمناء عليه، وهم الدعاة إليه، وهم الذين يؤخذ منهم معالم الشريعة ومعالم الحقيقة، وهم مدرسـة بعيدة الآفاق والمدى كبيرة واسـعة في عطائها وفي شمولها لكل أبعاد الحياة والإنسان والدنيا والآخرة، ولذلك نجد هذا العطاء يتماشى مع الأجيال كلها والأزمان كلها ويتلاءم مع كل عصر وجيل وفكر وعقل إلى يوم القيامة.
|