في محراب علي(9)
عندما الغفّار يستغفر
ولمّا تنادى الناس بالصدق والرضى
ونادوك ربَّ الخلق والموت والنَشر (100)
++++++++++++++++++++++++++++++++
دهَشْتَ كمن يلقى الطغاة فُجاءةً
ونلت الألى نادوك بالغضب الجمري
++++++++++++++++++++++++++++++++
وقُلْتَ هو الخلاّقُ ربي وإنني
لعبدٌ له وهوَ الوليُّ على أمري
++++++++++++++++++++++++++++++++
تعاليت في الإيضاح وازدّدْتَ عزَّةً
وما عزَّ غيرُ الحرِّ في الموقف الوّعر
++++++++++++++++++++++++++++++++
وكُنت هنا الجبّار من غير غفرةٍ
كما كنت غفّار الذنوب بلا جبر (101)
++++++++++++++++++++++++++++++++
المحبة أقوى
أمير الملا ماذا عطفت على الملا
غداة بُغاثُ الطير في ملعب النّسر
++++++++++++++++++++++++++++++++
أرادوك في الجلّى لتدفعَ عنهُمُ
وعند اقتضاء الحقّ نالوك بالشَتر (102)
++++++++++++++++++++++++++++++++
وأمعن طمّاعٌ وباعد كارهٌ
وأخلف وعّادٌ وأقصر ذو برّ
++++++++++++++++++++++++++++++++
وظنَّ الألى أموا السقيفة أنّهُ (103)
سيلجأ رئبال الرجولة للزأر (104)
++++++++++++++++++++++++++++++++
ولكنّ للأرحام وصلاً وللعُلا
خلاقاً ، وللإسلام حقاً على الحُرّ
++++++++++++++++++++++++++++++++
وظلَّ بمنأى عن غوايات سلطةٍ
أميناً على كبْر العزيمة ذو الكبر
++++++++++++++++++++++++++++++++
وظلَّ بلا حقٍّ إلى جنب ربِّه
وظلّوا بلا ربٍّ على الجانب المُزري (105)
++++++++++++++++++++++++++++++++
أقاموا عليك الحدَّ ظُلماً فهل دروا
بأن حدوداً منك فيهم ستستشري (106)
++++++++++++++++++++++++++++++++
وغايتك المُثلى بقاؤك هادياً
تُعمِّرُ أرواح العطاش إلى العَمر
++++++++++++++++++++++++++++++++
حدس كالوحي
رويدك لم أنسَ الذين بمكرهم
أمضُّوا رسول الله بالنبأ النُكر (107)
++++++++++++++++++++++++++++++++
أضافوا إلى الحسناء قُبحَ نفوسِهم
ودافوا لبيت النُبل أكذوبة العُهر (108)
++++++++++++++++++++++++++++++++
وجاءك من يسعون عوناً لباطلٍ
وجاءك من يسعون ذوداً عن الطُهر (109)
++++++++++++++++++++++++++++++++
وقفت من العُذَال وقفةَ كابرٍ
وقلت عن العزلاء أنقى من الزهر (110)
++++++++++++++++++++++++++++++++
وحين رسول الله اشتار منك نصيحةً (111)
أشرتَ بأن الله يكسو ولا يُعري
++++++++++++++++++++++++++++++++
يُجرِّب أبراراً ويمكر ماكراً (112)
ليفخرَ بالصافي على فاسد العِكر (113)
++++++++++++++++++++++++++++++++
فإن كان تجريبٌ فغيرُك من يهي (114)
وإن كان تجريمٌ فما غيرُهُ يُبري
++++++++++++++++++++++++++++++++
ولكنّ جودَ الله أعطى رسولَهُ
نساءً وخيراتٍ وأغناك من فقر
++++++++++++++++++++++++++++++++
هنالك تنزيلٌ فيُنظرُ يومُه
وصبرُ رسول الله دربٌ إلى النَصر
++++++++++++++++++++++++++++++++
وكان هو التنزيلُ سبحانَ ربِّهِ
مثيلاً لما أفتى به سيّد الدهر
++++++++++++++++++++++++++++++++
عليك سلام الله يا مصدرَ الرضى
ومنك سلام الله يا خاذلَ المُكر
++++++++++++++++++++++++++++++++
أعذْتَ من الحرمان من كان طاوياً
وشلْتَ فتاةَ الصفو من بؤرة العَكر
++++++++++++++++++++++++++++++++
تجمّعت الأخلاقُ عندك وانتهت
إليك وكان الله يُبري كما تُيري
++++++++++++++++++++++++++++++++
100- النشر : البعث وإحياء الموتى .
101 - غفرة : اسم المرّة من غَفَرَ أي صفح ، جبر : تكبر .
102- الشتر : التنقص والتجريح والشتم .
103- السقيفة : هي سقيفة بني ساعدة التي تمت فيها مبايعة أبي بكر وإبعاد علي عن الخلافة على الرغم من وصية النبي .
104- الرئبال : الأسد .
105- المزري : المحقِّر ، والشائن .
106- تستشري : تتفاقم وتتعاظم .
107- أمضّوا : أوجعوا .
108- الحسناء : هي أم المؤمنين السيدة عائشة ، داف الدواء : خلطه أو أذابه في الماء وضربه به .
109- ذوداً : دفاعاً .
110- العزلاء : السيدة عائشة ، وقد اعتزلها الرسول وقت الإفك .
111- اشتار العسل : طلبه وجناه .
112- مكر الله فلاناً : جازاه على الخداع .
113- العٍكْر : الأصل .
114- يهي : يضعف .
... يتبع ...