منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - أخترتُ لكم ..
الموضوع: أخترتُ لكم ..
عرض مشاركة واحدة

كاظم الحسيني الذبحاوي
عضو مميز
رقم العضوية : 4868
الإنتساب : May 2009
الدولة : العـــــــــــــراق
المشاركات : 170
بمعدل : 0.03 يوميا
النقاط : 199
المستوى : كاظم الحسيني الذبحاوي is on a distinguished road

كاظم الحسيني الذبحاوي غير متواجد حالياً عرض البوم صور كاظم الحسيني الذبحاوي



  مشاركة رقم : 8  
كاتب الموضوع : كاظم الحسيني الذبحاوي المنتدى : مظلومية سيدة نساء العالمين صلوات الله عليها"> مظلومية سيدة نساء العالمين صلوات الله عليها
افتراضي
قديم بتاريخ : 18-Jul-2010 الساعة : 12:55 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


السلام عليكم . ورد في بعض التعليقات مسألة أغواء الشيطان. وقد بدا لي التعليق عليها إتماماً للفائدة .
إنَّ الفهم السائد عند أغلب المسلمين وغير المسلمين ،هو أنَّ مخلوقاً جـِنـِيّاً اسمه الشيطان يتمكن بما له من خصوصية هذه المخلوقات ، من التغلغل إلى نفسية الإنسان وإلى مشاعره بغية صرفه عن الطريق الحق ،وهذا التغلغل يسمى بـ (الإغواء) . ولأهميّة هذا الموضوع أنقل ما رأيته فيما ذكره السيّد كاظم الحسيني الذبحاوي في كتابه : معاً إلى القرآن ، في معرض حديثه عن الآية 210 من سورة الشعراء :ـ

« وَمَا تـَنـَزَّلَتْ بـِهِ الشَّياطينُ 210
البحث اللغوي
(الشياطين)جمع شيطان .قال العلاّمة الطريحي:«قوله تعالى(وإذا خلوا إلى شياطينهم)[2/4]أي مردتهم منَ الشطن وهو البعد فكأنهم تباعدوا عنِ الخير، وطال مكثهم في الشر…»( ).
وقال العلاّمة المصطفوي :«والتحقيق : أنّ الأصل الواحد في هذه المادّة : هو الميل عن الحقّ والاستقامة وتحقّقُ العِوج والالتواء .
ومن مصاديق الأصل: البئر العميق المعوجّّ ،والبعد عن الحقّ والقرب. والرمح فيه عِوَج ، وحرب خارج عن النظم والجريان الصحيح، وحبل طويل فيه فتل والتواء ، وعدوّ خارج عن الصدق والرفق .
والشيطان كلمة مأخوذة من العبريّة والسريانيّة، وهو على وزن فيعال كالقيدار والبيطار والهيذام .
وهو مصداق كامل لمفهوم الميل عن الحق والاستقامة في مقام القرب، والاعوجاج في سلوك سبيل الطاعة، والخروج عن مراحل الصدق والوفاء، والالتواء والفتل في الرفق والرحمة والوفاق .
وهذا المعنى يتحقّق في الجن ّ والإنس والحيوان وغيرها، ولكنّ كلمة الشيطان ينصرف إطلاقها إلى الجنّ، ثمّ إلى الإنس بقرينة، ثمّ إلى الحيوان…»( ).
قلت:إن أصل المعنى هو البعد، فالذي يبعد عن الحق منَ الجنّ أو الإنس يقال له شيطان، وهو غير (إبليس)الذي هو منَ(البلس) أي ما يقترب من معنى اليأس.على هذا فإنّ(الشياطين)في قوله تعالى: (وَالشَّياطينَ كًلُّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ) ص: 37 .تتميماً لِما جاء في قوله: وَمنَ الشَّياطينِ مَن يَغُوصونَ لهُ وَيَعْمَلوُنَ عَمَلاً دونَ ذلكَ وَكُنّا لَهم حافِظينَ) الأنبياء : 82 لا يُستفاد منه هذا المعنى ،وذلك بقيد[وكنا لهم حافظين]، وعلى أي معنى يكون مآل الحفظ في هذه الآية، فضلاً عمّا يعطيه سياق الآيات التي قبلها والآيات التي بعدها منَ المزايلة بين معنى هذه اللفظة في آيتي سورتي[ الأنبياء] و[ص] وبين معناها في سائر السور الأُخر ومنها هذه السورة .وهذا يدعونا إلى استخراج معنى الحذق والمهارة والتفنن في البناء والغوص و غيرهما منَ الأعمال التي يقررها سليمان(ع)،وإنّما جيء بلفظ الشياطين لما في البَين من اشتراك في المعنى بهذا النحو؛ لا أنّ المراد بهم خصوص المعنى المعهود الذي يستدعي الذم والإنكار، فتَنَبَّه إلى ذلك !»


رد مع اقتباس