|
مشرف سابق
|
|
|
|
الدولة : دمشق جوار السيدة زينب عليها السلام
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
رياض ابو طالب
المنتدى :
ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
بتاريخ : 22-Jul-2010 الساعة : 12:08 AM

اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
الجسم سالم ولكن القلب مضطرب
تشاهدون شخصاً سالم الجسم ولكن النيران ملتهبة في قلبه، اماريته وكفره بالله حول باطنه إلى جحيم فما أكثر ما يحرم النوم في الليالي بسبب التناقضات الناتجة من رغبات النفس وحكومتها.
يجب أن يؤمن بالله ويتخلص من النفس الأمارة، ويترك ميوله وشهواته جانباً، وأول علائم ترك الشهوات النفسية أن يلوم نفسه إذا صدر منه ما يخالف العبودية ويتألم لذلك وهذه أول علائم الإيمان وهو أن النفس أصبحت لوامة يلوم نفسه دون الآخرين كما تقول الرواية.
ما أحسن أن يكون للإنسان واعظ باطني
حاسب نفسك بنفسك فلو نصحك شخص آخر وكانت نفسك أمارة فسوف تغضب وتتكبر ولكن لو خرجت من النفس الأمارة فسوف تتألم بمجرد أن يصدر عنك ما يخالف العبودية وسوف تلوم نفسك ما هذا الذي عملته؟ ما هذا الكلام الذي تكلمته؟ استغفر الله، إلهي سامحني وأعف عني.
فلا أقسم بالنفس اللوامة هذا هو أول ظهور العبودية فإذا وجدت في نفسك هذه الحالة فاشكر الله لأنك سرت في طريق الإيمان سرت في صراط علي المستقيم ويجب أن يستمر على هذه الحالة أي تلوم نفسك كلما صدر منك خطأ.
بعض الفضلاء الكبار يقومون بتصرفات عجيبة في لوم أنفسهم مثلاً لكي يزجر نفسه ويؤدبها فيصمم ان لا يشرب الماء البارد لمدة سنة لأنه ارتكب الذنب الفلاني.
الهام النفس الحسن والقبح
بعد ذلك يصل به الأمر إلى درجة الالهام (فالهمها فجورها وتقواها) [الشمس: 8] يفهم الحسن من القبيح ويعلم ما هي الحسنة وما هي السيئة. وقبل الوصول إلى هذه الدرجة ما أكثر الأعمال الحسنة التي يعملها لكنها تحمل ذنوباً في الباطن سواء كان رياءً أو عجباً أو غروراً وغيرها أما مع وصوله إلى مرحلة الإلهام فسوف يكون بعيداً عن هذه الأمراض ثم يرتفع حتى يصل إلى النفس المطمئنة بالإيمان وبالحق، لا تعتريه لحظة من التزلزل في الليل أو النهار، ولا أثر لحكومة النفس ولا وجود للشهوات والميول النفسية بل رضا الله يحل محل تلك الميول والشهوات، نعم:
"ديوجوبيرون رود فرشته در آيد".. أي أن الملائكة تدخل بمجرد أن يخرج الشيطان.
المطمئن إلى الله في حالة سكينة. الله هو الذي ينزل السكينة على قلوب المؤمنين ليزدادوا إيماناً مع إيمانهم.
نتائج الاطمئنان بالله
السكينة من السكون والهدوء. فليس هناك اضطراب أبداً هناك عباد الله بحيث إذا ملكوا الدنيا بما فيها ثم زال عنهم دفعة واحدة فكأنه مثل ريشة كانت معلقة بهم وأزالتها عنهم الرياح فليس لذلك أي أثر في نفوسهم. هو يعلم أن الله هو المعطي وأن رزقه من الله جئت إلى الحياة بأيدي خالية وسأرحل عنها كذلك وفي أثناء ذلك هو المتكفل لرزقي واطعامي مادمت حياً.
(هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيماناً مع إيمانهم). سورة الفتح، الآية: 4.
التاجر الخاسر والتحجر المقدس
يمكن أن ندرك قدر هذه النعمة مع ملاحظة المحرومين منها. فقبل ثلاثين أو أربعين سنة في مدينة شيراز كان تاجر مقدس ومن أهل صلاة الجماعة وبعد ذلك أتضح أن صلاته وعبادته كانت جافة وبعيدة عن الحقيقة ـ هذا التاجر أفلس بعد ذلك وأصبح جليس الدار يبيع من أثاث البيت ويرتزق من ذلك.
في أحد الأيام أخذ يفكر ويحسب أن الأمر لو استمر به على هذا المنوال وفي كل يوم يبيع من أثاث البيت ويصرفه لمعاشه فكم يستطيع أن يستمر على ذلك؟
وتوصل إلى أنه بامكانه أن يستمر على ذلك ثلاث سنوات أخرى ولكن الوهم لم يتركه بل أخذ يفكر فيما بعد ذلك وماذا سيفعل بعد تمام السنوات الثلاث هل سأجلس على قارعة الطريق وأمد يدي إلى الناس ولكي يتخلص من ذلك انتحر بالسم.
كمال الاطمئنان في الإيمان
هذا التاجر حاج مقدس لكنه لم يصل إلى مرحلة الاطمئنان وبقي على كفره بالقضاء والقدر الإلهي وذهب في النهاية مع كفره.
لا تستصغرون هذا المطلب بل هو روح الدين وعين الحق وحقيقة الإيمان، يجب السعي للوصول إلى مقام الاطمئنان لأنه (اولئك لهم الأمن وهم مهتدون) [الأنعام: 82] فكمال السكينة والاطمئنان في الإيمان.
|
توقيع رياض ابو طالب |
وبأرحام الزواكي كنت أشدو يا علي
لبن الأثداء فيه كم جرى حب علي
حجر أمي ومهادي فيهما دفؤ علي
كلما أرعت تنادي يا امامي يا علي
علمتني يا صغيري لا تدع حب علي
في احتضاري وبقبري سوف أدعو يا علي
سجروا النار لغيري أنا من حزب علي
لن تذوق النار لحمي أحرق الذنب علي
لو كشفتم عن ضلوعي لرأيتم يا علي
نحتت في القلب كي لا يبتغى إلا علي
|
|
|
|
|