منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - سرعة الريح
الموضوع: سرعة الريح
عرض مشاركة واحدة

حسين نوح مشامع
عضو
رقم العضوية : 768
الإنتساب : Feb 2008
المشاركات : 459
بمعدل : 0.07 يوميا
النقاط : 0
المستوى : حسين نوح مشامع is on a distinguished road

حسين نوح مشامع غير متواجد حالياً عرض البوم صور حسين نوح مشامع



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
افتراضي سرعة الريح
قديم بتاريخ : 23-Jul-2010 الساعة : 05:02 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


سرعة الريح
في سباق ماراثوني محموم، يحاول التغلب على سرعة الريح. يستعمل أضوائه الكاشفة يبهر بها من أمامه، ويشوش عليه رؤيته، ليبعده عن طريقه. هكذا كان على امتداد مشواره، بعد انتهاء عمله عصرا، حتى وصوله مسكنه كل يوم، مسافة الساعة من الزمن.
لا يتنازل عن المسار السريع بتاتا، كأنما من أملاكه الخاصة. وإذا أعاقه احدهم لأي سبب، أو لو لم يستطع إخلاء الدرب له لزحام مروري، وبعد عدة محاولات لتضييق الخناق عليه وإرهابه، يخرج إلى مسار الطوارئ ليتفاداه ويتعداه.
بالأمس تغيرت طبيعته وتبدل سلوكه، فمرة يشكر الله على سلامته، وأخرى يستغفر الله ويتعود من شر إبليس. ووصل بيته متأخرا على غير عادته، مما جعل زوجه تتسائل عن ما طرأ عليه من تغير لم تتعوده منه.
ماذا حصل ليحوطك كل هذا الهدوء الغريب، كأنك آت من تشيع جنازة، مع انك تعود وسب ولعن من أخرك وأعاقك لا يفارق شفتيك؟
قال وهو يعتصر الألم والحزن اعتصارا: في طريق عودتي كثر الزحام أمامي، مما اجبرني على تخفيف سرعتي إلى حد حركة السلحفاة، ثم الوقوف نهائيا. استعملت الأنوار الكاشفة مرة، ومزمار السيارة أخرى لدفع الناس من أمامي، فلم يزد الوضع إلا سوءا، والناس إلا حنقا وغيضا علي.
بعد إخلاء الزحام ومواصلة دربي وصلت محاذاة سبب ذلك الزحام، فلم استطع مقاومة فضولي فانضممت إلى جمهور المشاهدين. رأيت ، ، رأيت ، ، ، لم يستطع إكمال حديثه، وأخذت عيونه تسيل بدمع منهمر، وعاد لسانه بتعوذ ويستغفر.
مما جعلها تنشد إلى كلامه كالمغناطيس، وتشده وتهزه ليثيب إلى رشده لتسأله: ماذا رأيت؟
أعضاء مقطعة - ملابس مبعثرة - بقع دماء في كل مكان، كأنها بقايا حرب إبادة جماعية. والسيارات ، ، ، ، السيارات بالإضافة إلى تحطمها وتهشمها كانت بعضها واقفة على مقدمتها، كماشية متدلية أعناقها تستقي من جرف ماء، وفي ذات المسار الذي كنت استخدمه عادة. عندها أخذني الفزع من إمكانية حدوث ذلك لي.
قالت له: تعرف ما يتوجب عليك فعله حمدا لله على سلامة وصولك، ولكن هل تعرف كيف ترجع إليك عقلك واتزانك؟!
بقلم: حسين نوح مشامع – القطيف، السعودية

رد مع اقتباس