منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - كتاب النفس المطمئنة
عرض مشاركة واحدة

رياض ابو طالب
الصورة الرمزية رياض ابو طالب
مشرف سابق
رقم العضوية : 7302
الإنتساب : Dec 2009
الدولة : دمشق جوار السيدة زينب عليها السلام
المشاركات : 566
بمعدل : 0.10 يوميا
النقاط : 209
المستوى : رياض ابو طالب is on a distinguished road

رياض ابو طالب غير متواجد حالياً عرض البوم صور رياض ابو طالب



  مشاركة رقم : 5  
كاتب الموضوع : رياض ابو طالب المنتدى : ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
افتراضي
قديم بتاريخ : 23-Jul-2010 الساعة : 10:09 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


السلام عليكم
اخي ابو علي
شكرا لك على المرور والتعليق
نتابع معكم
اطمئنان الحسين (ع) في يوم عاشوراء
هنا أبين تطبيق هذه الآية على الحسين (ع)
الحسين (ع) المصداق الأكمل والأتم للنفس المطمئنة، الأمور المذكورة في كتب المقاتل بأن الحسين (ع) في اليوم العاشر كان وجهه المبارك يزداد اشراقاً مع كل مصيبة نازلة. اطمئنان عجيب بالقضاء والقدر والمشيئة الإلهية ظاهر في سيمائه لأن الحسين على يقين من أن هذه الحوادث والمصائب هي بإذن الله ومشيئته ولوجود المصلحة فيها فالله أمضاها يعني لم يمنع من وقوعها.
وهذا لا يعني الجبر بل إن رب العالمين أراد أن يتحمل الحسين (ع) هذه المصائب باختياره لكي ينال أعلى درجات الكمال وعلو المقام المتاحة للبشر كذلك أراد لقاتليه أتعس الشقاء وسوء العاقبة لسوء اختيارهم.
هين لأنه بنظر الله
الحسين (ع) يرى طفله الرضيع ـ واقعاً عجيب ـ يقتل وهو على يديه هذه المصيبة واقعاً تهز الجبل وتصعق الإنسان لكن الحسين صاحب النفس المطمئنة يقول "إنما هون علي ذلك أنه بعين الله الناظرة".
هذه المصيبة العظيمة التي تمزق الأكباد وتحرق القلوب هينة وسهلة لأن الله هو الناظر لها والمثيب عليها.
حتى اللحظة الأخيرة كان هكذا مع الله، والله أيضاً يوجه الملك والملكوت إلى الحسين (ع) ـ الحسين يتوجه إلى رب العالمين وجميع العالم متوجه إلى الحسين (ع) إن التقلبات التي وقعت في عالم الوجود مخصوصاً في ليلة ويوم عاشوراء والتي سوف تقع بعد ذلك شاهد على ما أقول.
بسم الله الرحمن الرحيم
(ولا تكونوا كالذين نسوا الله فانسيهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون)
صدق الله العلي العظيم
[الحشر: 19]
الجسم وعاء الروح

كان الحديث في معرفة النفس. ففي البداية على الإنسان أن يسعى لمعرفة نفسه حتى يتمكن أن يتعرف على المبدأ.. يفهم أن هذا البدن وهذا اللحم والجلد والعظم والشرايين هي آلة ووسيلة لعمل الروح يعني أنه مخلوق لأجل الروح والنفس فهذا البدن مخلوق بالتبع، والهدف من الخلقة هو الكمالات الروحية التي يجب أن تظهر بواسطة هذا البدن.. العلم والعمل للنفس بواسطة هذا البدن... بواسطة هذه العين ترى جزئيات العالم وتدرك من خلال ذلك الكليات.. بواسطة هذه الأذن تسمع النفس نغمات هذا العالم، وتشم بواسطة الأنف الروائح الطيبة في هذا العالم وتدرك بذلك الصانع لها.
العين والأذن وسيلة لإدراك عظمة الحق
الخلاصة أن هذا البدن وسيلة لإدراكات الروح التي تدرك الأمور الكلية من خلال إدراكها للجزئيات تفهم عظمة الخالق من خلال ما ترى وتسمع وتشم وتنطق بـ (الله أكبر) اللسان ينطق بما أدركه عقله، يرى عظمة الله من خلال الكرات السماوية اللامتناهية، الحركات المنظمة والمنيرة لها يبصرها ويفهم ببصيرة عقله ما هي تلك القدرة الإلهية الخارقة والتي حركت هذه الاجرام العظيمة بارادتها هناك ينطق لسانه بما أدركه عقله بالتسبيح والتقديس قائلاً (الله أكبر).
ما يدركه يرى أنه من نعم الله ويعلن هذا الإدراك للنعمة بقوله "الحمد لله" قصدي أن البدن بالنسبة إلى روح الإنسان بمنزلة الأداة.
فعالية الروح بواسطة الأعضاء
كل شخص وكل متعامل بحاجة إلى أدوات لعمله وكسبه، روح الإنسان بحاجة إلى وسيلة لاكتساب الخيرات طيلة المدة التي تعيشها على هذا التراب.
إذن فهي بحاجة إلى يد ورجل، ومع عدم وجود اليد فكيف بامكانها أن تحمل شيئاً من الأرض... عندما تريد أن توصل خيراً فلابد من لسان لكي تستطيع أن تصلح به بين الزوج وزوجته.. وعندما تريد أن تطفئ نار الفتنة فإنه لا يمكنها أن تأتي بهذا العمل الخير مع عدم وجود اللسان. مع وجود الأقدام يستطيع الإنسان التوجه بها إلى المساجد والمعابد ومجالس الوعظ والتفسير ويحصل على المعارف الإلهية.
الغرض أن هذا البدن أداة للروح، والقوة العلمية والعملية للروح تكمل ببركة هذا البدن فإذا عجز هذا البدن عن العمل فسوف لا تصل الروح على كمالاتها وببركة هذا البدن الذي سخره الله للروح وجعله مطيعاً لها تصل الروح إلى كمالاتها.
جسم عالم الوجود وقدرة الحق
جسم الإنسان بالنسبة للروح مثل جسم العالم بالنسبة للقدرة اللامتناهية والارادة الأزلية، فكما أن الله بمجرد أن يريد تتحقق إرادته كذلك الروح بالنسبة إل هذا الجسم المخلوق بهذه الصورة فبمجرد أن تريد الروح شيئاً يتحرك البدن لتلبية هذه الإرادة.
فاعرف قدرك وتعرف على إلهك وخالقك.
إن هذا البناء العظيم مع مئات القوى والأجهزة الظاهرة والباطنة من عين وأذن وذائقة وشامة وحافظة ومخيلة وواهمة وجهاز القلب والكبد والمعدة وجهاز الهضم وجهاز التنفس وغيره، هذا البدن مع كل هذه التشكيلات موضوع في خدمة روحك.
نفوذ مشيئة الروح في البدن
عندما تريد أن تتحرك نحو شيء ما فسوف تقوم بالحركة طبيعياً عندما تريد السير فلا حاجة لأن تقول لأقدامك سيري وإنما هي تسير لوحدها. أو أردت أنت تدخل يدك إلى جيبك فسوف تدخل يدك إلى جيبك فوراً بدون أن تقول لها ادخلي الجيب إذا أردت أن تدير نظرك فستفعل ذلك بدون أن تكون محتاجاً إلى أمر. ونفوذ إرادتك في جميع أعضاء جسمك نموذج صغير على نفوذ المشيئة الإلهية في عالم الوجود.
نموذج من قدرة النفس الناطقة
الشيخ الرئيس في كتابه "الشفاء" يذكر نكتة لطيفة سبق وان ذكرتها، يكتب أن الناس تتعجب من المغناطيس كيف يجذب مثقالاً من الحديد ويتعجبون منه كيف يجذب ابرة في حين ان العجب في روحك هذه كيف استطاعت أن تجذب هذا البدن الثقيل.
النفس الناطقة تجذب إليها خمسين أو ستين كيلو بمجرد أن تريد وتحركه بأي اتجاه تحب. ما أعظم القدرة التي أعطاها الله لهذه النفس الناطقة، ما هذا النفوذ للمشيئة؟
الروح تؤدي عمل عدة أشخاص
عندما يموت الإنسان وتقطع النفس الناطقة علاقتها بالبدن، نحتاج إلى عدة أشخاص لينقلوا هذا البدن من مكان إلى مكان، البدن الذي يحمله أربعة أشخاص مع مشقة وتعب ولمسافة قصيرة أيضاً، فما هي الروح؟ وكيف هي؟ من هي النفس الناطقة التي تحمل هذا الجسم الثقيل بهذه السهولة ومنتهى الراحة تتحرك وتركض، لماذا لا ترى عمل الله؟ قل الله أكبر كيف أن الله سخر لي هذا الجسد؟ في البداية تعرف على نفسك وروحك وحقيقة ذاتك المجردة ثم بعد ذلك على صانعها.
الحس المادي ناقص
بعض الجهال يقولون كيف نصدق بأمور لا تراها أعيننا؟ كما أن بعض الماديين قالوا ويقولون بأننا لا نرى سوى اللحم والجلد فكيف نصدق بوجود النفس والروح؟ وهذا الكلام مثل ما يقوله الجهلاء ومنكروا وجود الخالق من أننا كيف نصدق بوجود خالق لا يُرى؟
هذا الكلام ناشئ من عدم الشعور، فهل يصح أن تنكر وتكذب كل ما لا تراه عينك؟ إذا لم تحس بشيء معين فيجب أن تقول بأن حسي ناقص لا أن ذلك الشيء غير موجود فما أكثر الأشياء التي لا تستطيع العين أن تراها لشدة لطافتها.
الهواء والكهرباء لا تراه أيضا
هل يوجد من ينكر وجود الهواء؟ في أي مكان لا يوجد الهواء لا يمكنك الحياة، وسوف تختنق فهل رأت عينك الهواء؟ ومن مسلمات علم الفيزياء إن الماء مركب من عناصر أولية فيه الأوكسجين وفيه الهيدروجين فمع أنه مركب لكن لا تراه العين فكيف الأمر بالنسبة على الموجودات اللطيفة.
والقوة الكهربائية موجودة في جميع هذه الأسلاك إلا أنها لا ترى بالعين أيضاً.
الأثر يدل على المؤثر
من جملة الموجودات اللطيفة العقل ـ عندما تقول لأي شخص يا عديم العقل فسوف تؤذيه. والآن أين هو العقل ولماذا لا يرى؟ مع اننا نتيقن بوجوده. وجود كل شيء يعلم من آثاره "البرهان الآني" ندرك المؤثر عن طريق الآثار. عندما نعثر في الشارع على آثار عجلات أو أقدام فسوف نفهم على أن سيارة أو أن إنساناً مر من هذا الطريق.
خلق آخر للروح
نفسك موجود مستقل، منور، فعال، وباقي ببقاء الله.
في القرآن المجيد عندما يقرر أن الروح مخلوق غير البدن هكذا يعبر (ثم أنشأناه خلقاً آخر) [المؤمنون: 14]. فمن بعد أن كان نطفة ثم علقة وثم مضغة وأخيراً يكتمل البدن فنوجد خلقاً آخر ونعطيه الروح.
روحك ليست هي الجسم الذي يدفن تحت التراب، غير اللحم والجلد والتي تمرض وتضيع وتنقص.
لا تفكر في بدنك إلى هذا الحد، فكر في روحك أيضاً فحقيقتك هي روحك وهذا البدن مثل السيارة تحت أقدامك وأداة عملك.
الشهداء أحياء خالدون
القرآن المجيد لكي يفهمنا بقاء الروح يقول (ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أمواتاً بل أحياء ولكن لا تشعرون). [البقرة: 154]
ففي الحقيقة هي أن الروح عند الموت كأنها نزلت من مركب البدن وبتعبير الإمام الصادق (ع) أنها كالطير الذي يتحرر من قفصه ويبقى القفص تحت التراب أما كيف حال ذلك الطير؟
تراز كنكره عرش ميزنند صغير نداء... سخت كه در اين دامكه جه افتاده است.
الروح باقية ببقاء الله
علي (ع) يقول "رحم الله امرأً عرف نفسه" عرف بأنه ليس حيواناً وحقيقته شيء آخر والنفس باقية ببقاء الله وهذا الجسم خادم ومسخر لها. الفعاليات التي أعطاها الله للنفس هي مظهر الفاعلية والقدرة الإلهية، القدرة الإلهية ظاهرة في هذا البدن فكيف تنفذ إرادة النفس في هذا البدن فكذلك الله أيضاً "يا من نفذ في كل شيء أمره".
جسم العالم مخلوق من قبل الله
جسمك هذا مع أنه ليس مخلوقاً لك ومع ذلك تجد لإرادتك هذا النفوذ فيه فكيف بجسم العالم الذي هو مخلوق لله أيضاً. كيف نفوذ أمره الله فيه؟ ففي مقابل إرادة الذات المقدسة، الأحدية تكون الاطاعة التكوينية في ذرات وجود العالم أكثر، فالمعدوم يصبح موجوداً والموجود معدوماً والمتصل يصير منفصلاً والمنفصل متصلاً.
الادراكات أثر الروح في البدن
لأجل أن تتضح أكثر فاعلية وفعالية الروح بالنسبة للبدن نوضح مسألة تغاير الروح والبدن ببيانات متعددة ونقصد بذلك أن الروح غير البدن.
قلت بأن معرفة الشيء تكون بمعرفة آثار ذلك الشيء فالعين والأذن لا تستطيع إدراك الروح المجردة ولكن يمكن أن ندرك ذلك من آثارها.
الادراكات من آثار الروح على البدن فعندما تصطدم قدمك بحجر اثناء السير أو تصيب قدمك شوكة فستعلم بذلك فوراً وهكذا كل حادثة تقع ستدركها الروح في الحال وهذا نموذج لعلم الروح بما يجري على البدن، وكما أنك تعلم بالحوادث التي تصيب بدنك فكذلك الله الخالق للروح والبدن يعلم بصورة أكمل وأتم ولا يخفى عليه أن شيء يجري في جسم العالم.
في كل زاوية من زوايا هذا العالم لا تقع أية حادثة إلا بإذنه ومشيئته.

توقيع رياض ابو طالب

وبأرحام الزواكي كنت أشدو يا علي
لبن الأثداء فيه كم جرى حب علي
حجر أمي ومهادي فيهما دفؤ علي
كلما أرعت تنادي يا امامي يا علي
علمتني يا صغيري لا تدع حب علي
في احتضاري وبقبري سوف أدعو يا علي
سجروا النار لغيري أنا من حزب علي
لن تذوق النار لحمي أحرق الذنب علي
لو كشفتم عن ضلوعي لرأيتم يا علي
نحتت في القلب كي لا يبتغى إلا علي



آخر تعديل بواسطة رياض ابو طالب ، 23-Jul-2010 الساعة 10:14 PM.

رد مع اقتباس