منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - حين طرق باب بيتنا
عرض مشاركة واحدة

صفوان بيضون
أديب وشاعر
رقم العضوية : 6568
الإنتساب : Oct 2009
الدولة : دمشق العقيلة
المشاركات : 964
بمعدل : 0.17 يوميا
النقاط : 227
المستوى : صفوان بيضون is on a distinguished road

صفوان بيضون غير متواجد حالياً عرض البوم صور صفوان بيضون



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : ميزان المنبر الحر
افتراضي حين طرق باب بيتنا
قديم بتاريخ : 26-Jul-2010 الساعة : 06:05 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


حين طرق باب بيتنا

حين طرق باب بيتنا ... ليقول لي ابن الجيران : " أمي تسلم عليكم وتقول عندكم .... بندورة " ....!!
ابتسمت من القلب ....
وقلت له : " عندنا ... ولو ما عندنا زرعنا لكم بحوش بيتنا ، أهلاً بالجار الصغير " ....

منذ متى لم يطرق بابكم أحد الجيران لطلب بندورة أو بصل أو خبز ... !!!
ربما يقال إننا بخير ونعمة ولم يعد الطلب من الجيران له ضرورة ...
ولكن لا أعتقد ...
فقدنا الطلبات الصغيرة بين الجيران ..
فقدنا طعم الجيرة ...
كان الجار يطلب من جاره بصل ، وبعدها يرسل له قليل من الطبخة ..
عيش وملح ..
الآن تعد الطلبات بين الجيران عيب وقله ذوق ... !!
وقد تستغرب أن يطرق جارك بيتك بدون موعد وإذن مسبق واتصال ..
وقد يتهم الجار بالجنون حين يطلب بندورة ..

زمان لم تكن الحالة الاقتصادية مثل الآن
اليوم فواتير وديون وأقساط وأسعار مواد غذائية عالية
وعيب نطلب وندق باب الجيران ...
زمان حياة بسيطة وقلوب أبسط ,,, وصغار الجيران
وجملة .... ( أمي تسلم عليكم وتقول عندكم بصل )
جميلة العبارة
بجمال البساطة
وجمال المحبة
وجمال روح الجيران الوحدة
كنا بيتاً واحداً
وطبخة وحدة
أخبرتني جدتي : " إن الأسر قديماً تشعر بمدى حاجة جارها ، وترسل له من غير طلب ، وإذا راعي البيت قضى لبيته ما ينسى جيرانه ...
وإذا بقي شيء من العشاء ... يرسل للجيران ( سكبه) "
واليوم يزعل الجار من بقايا العشاء باعتبارها فضلة ....

ليست المسألة بمجرد الطلب
وليست عبارة أمي " تسلم عليكم وتقول عندكم بندورة " هي المحك
لا ....
ولكن العلاقة نفسها فقدت طعمها
فقدت دفئها
فقدت الجيرة
لم تعد الحياة لها طعم بعد الاستغناء عن بصل و بندورة وخبز الجيران
وحين نعطى الصغير طلبه ... ننتظر عودته بطبق من عشاءهم ...
ليتها تعود تلك الأيام ... رغم أني لم أعشها حقيقة
ولكن أحياناً أتمنى عودة أيام ماضيه بزمن جميل
وجيران ترسل وتسأل وتطلب
بدون قيود حياة مملة ورسميات قاتلة

أحضرت البندورة لابن الجيران .... ووصلت لنهاية كلامي
قول لماما أمي تسلم عليكم وتقول .. " إذا أردتم شيئاً لا يردكم إلا لسانكم "
وخرج الصغير ولسان حالي يقول :
شكراً لك عشت معك لحظات أصبحت مفقودة ....
في زمن لم يعد الجار يعرف جاره .

رد مع اقتباس