|
مشرف سابق
|
|
|
|
الدولة : دمشق جوار السيدة زينب عليها السلام
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
رياض ابو طالب
المنتدى :
ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
بتاريخ : 29-Jul-2010 الساعة : 12:03 AM

اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
السلام عليكم
الحافظة دليل على تجرد النفس
الروح ليست مادية انظروا إلى جهاز الحافظة والذي يحتفظ بكل ما رآه الشخص أو سمعه وأحسه من أول عمره وكذلك كل كلام نطق به. إذا أراد أحد أن يحسب الكلمات التي قالها لحد الآن وما رآه وسمعه ولمسه وذاقه بالتأكيد سيكون رقما خيالياً. إذا أردت أن تكتب ما تكلمت به لمدة ساعة واحدة فكم سيكون؟ أما إذا أردت أن تكتب كل ما قلته وسمعته وتسجله على الورق فكم يلزمك من الألواح وأي مكان يتسع لها. واقعاً شيء محير!
لا تزاحم بين المدركات
ولكن ما هذه النفس الناطقة التي تجتمع فيها كل هذه الادراكات بدون تزاحم. لو سألت أحداً من هذا الشخص الذي رأيته في اليوم السابق فسوف ترجع إلى مسؤول الاسناد والخزانة وتريد منه التحقيق والبحث وتشتغل الحافظة لتعثر أخيراً على ما تريد.
وطبيعي أن قوة الحافظة غير متساوية عند الجميع فالنسيان يختلف باختلاف حافظة الأفراد فعند البعض كثير والبعض الآخر قليل.
سعة النفس والادراكات غير المتناهية
أليس هذا دليل على أن ذات النفس ليست مادية؟ فالنفس من حيث السعة بحيث تستطيع أن تحتفظ بكل هذه الادراكات والمحسوسات دون الاحتياج إلى مكان لتجميعها والاحتفاظ بها.
ولأجل أن يتوضح الموضوع أكثر أذكر لكم قصتان خطرتا على ذهني. لتغيير جو الحديث وللتعرف أكثر على الروح وفعاليتها وقدرتها النافعة وتتضح لنا كيفية حكومة النفس على الجسد.
معالجة خوارزم شاه بالعلاج النفسي
قيل أن خوارزم شاه ابتلي بمرض الفلج وعجز الأطباء عن علاجه بعد ذلك أرسل وراء عمر بن زكريا الرازي والمعروف في ذلك الوقت وبعد احضاره عرضوا عليه الأدوية والعقاقير السابقة وهو بدوره قام بتمريض الشاه ولكن بدون جدوى.
وبعد تفكير عميق رأى أن هذه الأدوية السطحية غير نافعة لمعالجة مثل هذا هذا المرض فلابد من اللجوء إلى قوة الروح لحل هذه المعضلة فقد كان عالماً وخبيراً جداً، فهم أن يعالجه بالعلاج الروحي ويستفيد من قوة النفس.
التفت زكريا نحو السلطان وقال: اكتب لي أمانا لكي أتمكن من علاجك بالطريقة التي أراها. وبعد أن أخذ الأمان أمر أن يجهزوا الحمام وتكون درجة حرارته باختياره هو، ثم أمر أن يسخنوا الحمام إلى أقصى درجة من الحرارة دون أن يجعلوا له أي منفذ للهواء ثم أمر أن يضعوا السلطان في وسط الحمام، ويجردوه من ثيابه ويجلسوه على أرضية الحمام الحارة ويتركوه بعد أن يتركوا خزانة الماء في درجة حرارية عالية أيضاً.
مضت عدة ساعات على السلطان وهو جالس لوحده في شدة الحر الذي لا يطاق حتى لانت مفاصله وسخنت عظامه.
وفجأة دخل زكريا الحمام وبيده سيف مسلول وهو يكيل له اقذع الشتائم بهياج عجيب بأنه أنا الذي رسمت هذه الخطة لاصطادك لوحدك واقتلك أيها الظالم سأقطعك بهذا السيف قطعة قطعة وهجم عليه.
ومن شدة خوف الشاه خوارزم وهلعه قفز من مكانه والق نفسه في خزانة الماء طلباً للنجاة.
فالذي كان مصاباً بالفلج ولم تنفع معه العقاقير البدائية تمكن من الشفاء والحركة بطريق العلاج الروحي فنفس الخوف والرعب الناشئ من القوة الواهمة هو الذي دفع بجسده نحو الحركة.
وبمجرد أن ألقى بنفسه في الخزانة خرج زكريا من الحمام بسرعة وركب فرسه وهرب، وبعد أن خرج الخوارزم من الحمام ولبس ثيابه استدعى زكريا فقيل له انه هرب فأرسل وراءه من يبحث عنه ويأتي به كي يخلع عليه جائزة.
فلما وجدوه قال لهم لا حاجة لي بالجائزة وأخاف أن يكون غاضباً عليّ من أجل تلك الشتائم.
العلاج النفسي أقوى
مقصودي هو قدرة الروح، هذه القوة الوهمية والخيالية للروح قوية وفعالة بدرجة عجيبة بحيث أنها أقوى من جميع الأسباب الخارجية كالأدوية وغيرها.
وبالعكس من ذلك أيضاً يمكن أن يكون الإنسان سليماً لكن بالتلقين النفسي يتمرض ويموت.
اعدام بواسطة قدرة الروح (أو القوة النفسية)
يذكر في الكتب أنه كان هناك شخصان محكومان بالاعدام وقد عصبوا عين أحدهما وأجلسوه أمام الآخر ثم وخزوا جسمه وأخذ يسير منه الدم حتى مات بعد ساعة أو ساعتين.
وبعد ذلك جاء دور الثاني وعصبوا له عيناه ولكن لم يقطعوا له وريده وإنما مروا عليه بالسكين فتصور أنه جرح وأن الدم ينزف منه مثل رفيقه.
واستمر في هذا الخيال خمسة دقائق مرت ثم عشرة دقائق وهكذا حتى مضى وقت بمقدار ما مر على رفيقه فسقط ومات.
التلقين النفسي يسبب المرض أو يداويه
الأطباء الجدد يهتمون بمسألة التلقين أيضاً، فهناك اجنحة خاصة لمعالجة الذين يمرضون بالتلقين ـ وكذلك تلقين الصحة مؤثر في السلامة أيضاً، حتى أنه يقال أن الملدوغ هناك أمل في تحسن حاله مادام لا يعلم بعضة الثعبان وحين يعلم ذلك يصعب الأمر.
ولعل السبب في ذلك هو أن الخوف والرعب من عضة الثعبان يؤثر في ضغط الدم ويجعله يصل إلى القلب أسرع ويفعل فعله.
أنا وأنت لسنا هذا الجسد وهذا الجسد مركب لنا وحقيقتنا غير قابلة للظهور لأنها غير مادية ولكنها تعرف من آثارها، ومن آثارها حرركة هذا الجسد وأعمال الروح في هذا البدن، قوة الحافظة من آثار الروح وشاهد على تجرد وبقاء الروح.
لا يمنعها عمل عن عمل
من البراهين على تجرد الروح وقدرتها هو أنه لا يشغله شأن عن شأن فالروح لا يلهها عمل عن أداء عمل آخر، تضع اللقمة في الفم، وتدرك حلاوة الطعام، الاسنان تمضغ... الذائقة تدرك... تتكلم أيضاً وفي نفس الوقت عيناه تنظران. أذنه تسمع، ففي وقت واحد العين ترى والأذن تسمع والأسنان تمضغ والذائقة تذوق واللسان يتكلم وفي نفس الوقت يمكن أن يكون الفكر مشغولاً ويسأل من الحافظة مثلاً بأن هذا الطعام هل هو أطيب من ذاك الطعام وما هي خصوصياته؟ وفي الوقت الذي يكون الجسد بجميع أجزائه مشغولاً فالاحساس يعمل، والقلب يدق ويتنفس، وتعمل جميع القوى الباطنية والهاضمة.
تعدد منفذ التنفس حكمة إلهية
من حكم الله سبحانه وتعالى أن جعل للتنفس طريقان وجعل أحدهما على سبيل الاحتياط بحيث إذا عطل أحدهما قام الثاني بالواجب. منافذ الأنف مستعدة للعمل بحيث إذا كان الفم ممتلئاً بالطعام فلا حاجة لأن يخرج اللقمة باستمرار ويتنفس ثم يدخل اللقمة مرة أخرى.
ثقبا الأنف لهما حكمة أيضاً فمن الممكن أن يصاب الإنسان بالزكام ويغلق أحدهما فيمكنه أن يتنفس بالآخر.
في حالة النوم وعندما يكون الفم مغلقاً يجب أن يتنفس من الأنف وفي بعض الأحيان تغلق كلا الثقبان للأنف فطريق التنفس سيكون من الفم الذي له إتصال كامل بالمجاري التنفسية.
الخلاصة أن الإنسان في وقت واحد تصدر منه مئات الأعمال حتى يعرف ربه ويدرك قدرته القاهرة.
قدرة الله تتجلى عند الموت
"يا من في الممات قدرته".
الأدعية والمناجات الواصلة إلينا من أهل البيت مليئة بالحكم والحقائق بحيث يتمكن الإنسان أن يحصل ببركتها على علوم ومعارف ويصير رجلاً إلهياً.
من جملة هذه الأدعية دعاء "الجوشن الكبير" الذي يحتوي على أسماء الله الحسنى والمداومة على قراءته مع التوجه جيدة مخصوصاً في شهر رمضان المبارك وليالي القدر.
اذكركم بجملة واحدة منه وهي "يا من في الممات قدرته" فكل من يريد أن يفهم قدرة الله عليه أن يذكر ساعة الموت فعند الممات تعرف ما هي قدرة الله.
العجز بعد القدرة
هذا الإنسان هو ذلك الذي يرفع ثلاثين كيلو غرام، ساعة كاملة يتحدث بلسانه هذا على المنبر أما الآن فهو يريد أن يقول كلمة واحدة "لا إله إلا الله" ولا يتمكن فما الذي أصاب هذا اللسان.
آيا چه شنيدند كه خاموش شدند آنان كه بيك زبان دوصد سخن ميكفتند
آن سخن كويان خاموش راببين رو بكورستان دمى خاموش نشين
أولئك الذين كانوا بلسان واحد يتحدثون مئات الأحاديث فما الذي سمعوا وسكتوا؟ توجه إلى المقبرة الساكنة بهدوء، لتشاهد أولئك المتحدثين ساكتين.
كيف كان الظالم بهذه الأيدي يضرب المظلوم أما الآن فالبعوض جالس على وجهه وهو غير قادر على دفعها فبعد الآن اليد لا تستمع لأوامره ولا تطيعه، اللسان لا يتحرك، وهذا هو الذي كانت أقدامه تتحرك بمجرد أن يشاء والآن ضجيع ولا شيء من أعضائه يمتثل لأوامره يتمنى أن يقوم بعمل ما ولكن لا قدرة بعد الآن.
في ساعة الموت يكون معلوماً أن القدرة لم تكن قدرته، في ساعة الموت يتضح أن القدرة كانت قدرة الله وكنت تخدع نفسك.
لا تغتر إذا أصبت شيئاً من الأموال أو الرئاسة فكرسي الرئاسة يقصم ظهر الإنسان ويسلب حظه. إنه يتصور أن كل شيء هو ملك له.
|
توقيع رياض ابو طالب |
وبأرحام الزواكي كنت أشدو يا علي
لبن الأثداء فيه كم جرى حب علي
حجر أمي ومهادي فيهما دفؤ علي
كلما أرعت تنادي يا امامي يا علي
علمتني يا صغيري لا تدع حب علي
في احتضاري وبقبري سوف أدعو يا علي
سجروا النار لغيري أنا من حزب علي
لن تذوق النار لحمي أحرق الذنب علي
لو كشفتم عن ضلوعي لرأيتم يا علي
نحتت في القلب كي لا يبتغى إلا علي
|
آخر تعديل بواسطة رياض ابو طالب ، 29-Jul-2010 الساعة 12:09 AM.
|
|
|
|
|