منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - طفٌّ وقمرٌ
الموضوع: طفٌّ وقمرٌ
عرض مشاركة واحدة

كريم الحاج
عضو
رقم العضوية : 9299
الإنتساب : Jun 2010
الدولة : العراق
المشاركات : 21
بمعدل : 0.00 يوميا
النقاط : 180
المستوى : كريم الحاج is on a distinguished road

كريم الحاج غير متواجد حالياً عرض البوم صور كريم الحاج



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : ميزان شعراء أهل البيت صلوات الله عليهم
افتراضي طفٌّ وقمرٌ
قديم بتاريخ : 02-Aug-2010 الساعة : 06:14 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


بسم الله الرحمن الرحيم
في جنة مابين المرقدين المطهرين ولدت هذه القصيده
حيث أبتدأت بمناجاة سيدي ومولاي أبي عبد الله
ثم أتجهت البوصله حيث أُريد لها

طفٌّ وقمرٌ وجود


كوناً أراكَ فأيّ طرفٍ أرمقُ
وأبثُّ من وجدي اليك وأنطقُ

أمْ أيّ نجمٍ في سمائكَ وجهتي
أمْ أيّ بابٍ في رحابكَ أطرقُ

ولكلّ جرمٍ في فضائكَ محورٌ
حفّت بهِ روحُ السماءِ فيبرقُ

وأدورُ في فلكِ الشموخِ كأَنّني
في عالمِ المُثلِ الخفيِّ أحدّقُ

يجتاحني وَلَهٌ فيؤسرُ خطوتي
قمرٌ توضأ في علاكَ فيشرقُُ

في هالةٍ تأبى الشموسُ بهاءَها
خجلاً فيرتدُّ الشعاعُ وتطرقُ

قمرٌ على خدِّ الفراتِ مخضّبٌ
بالأرجوانِ وبالنصالِ مطوّقُ

ظميءَ الفراتُ فجاءَ يلثمُ كفّهُ
فحباهُ بالكفينِ جوداً يغدقُ

وسقاهُ من حدقِ العيونِ سحائباً
زخّت على الارضِ اليبابِ لتورقُ

فجراً حسينياً يشعُّ مشاعلاً
للثائرين، على المدى يتحقّقُ
***************************************

ياسيّدَ الماءِ الّذي من جودهِ
تمتارُ أجربةُ البحارِ وتغبقُ

أبصرتَ وجهَ الغيمِ جفَّ سقائهُ
والأرضُ من ظميءٍ لغيثكَ تشهقُ

وهناكَ في أقصى التلالِ مخيمٌ
ذابتْ بهِ مهجٌ وصبرٌ مؤرقُ

وعويل ياعمّاهُ عطشى فأسقنا
وعيونهم ظلاً بدربكَ علّقوا

هم أيقنوا قمرَ المياهِ يعودهم
والجودُ من بردِ الحدائقِ يعبقُ

طاروا بأجنحةِ الفراشِ وحولها
هاموا، وفي وردِ الطفولةِ حلقوا

ولزينبٍ جمر السؤال بقلبها
أأُخيُ ياقمرَ التمامِ أتمحقُ

أيظلُُّ عمري دون شخصك موحشاً
ويظلُّ ليلي دون ضوئكَ مطبقُ

عُدْ ليسَ لي في الماء ظلك غيثنا
من وحيِّ عينيكَ المياهُ ستشرقُ


ورأيتَ في أفقِ المرايا صرخة
الأجيالِ تلجمها الطغاةُ وتنطقُ

هتفوا بأسمك منذُ أنت ولم يزلْ
ذاكَ الهتافُ أخا العقيلة يشنقُ

عبّاسُ يا عبّاسُ جيءْ بالماءِ لا
زالت سكينة بأنتظارٍ يؤرقُ

هرعوا لظلك لائذين وعهدهم
كفيك بوصلة الجهات وزورقُ

ياأيّها الأسم الّذي لو صيح فيه
على الشواهق والرواسي تصعقُ

أو خُيّرَ ألاعداءُ بين الموت أو
عبّاس فالموت المحتّم أرفقُ

هوَ مغضبٌ كالبرقِ يخطفُ سيفه
لو شاءَ يفنيها الرقاب ويطبقُ

أو شاءَ طياً للجحافلِ عزمه
طوفان غيضٍ كالصواعق يمحقُ

أو شاء كسفاً للمياهِ بكفّهِ
غارتْ وسرّ الماءِ فيه محققُ

لكنّه كالياسمينِ بطيبهِ
غضٌّ تضمّخَ بالرسالةِ يوثقُ

عبقُ الوفاء، العشقُ نور كماله
والعهدُ في روضِ الخمائل يعشقُ

خَجلَ الضياءُ فلاذَ خلف جماله
فرقى على البدرِ التمام يحلّقُ

في الساحلِ المائيّ دكَّ لوائه
عرش المياهِ غدى بهِ يتألقُ

طافت بهِ الأمواجُ ترشفُ جوده
من فيضها عذب الجداولِ يطلقُ

ياسيّدي، القولُ فيك كواصفِ ال
قرآن لم يسبرْ بهِ يتعمقُ

عِبَرٌٌ وآياتٌ وفيك معاجزٌ
عزّت على الألبابِ أن تتطوّقُ

كم هوَّل المهوالُ فيك ولم تزلْ
أشعارنا دونَ الحقيقةِ تنطقُ

ذا قولنا دون المقامِ وعذرنا
أنّ المقامَ عن المداركِ يشهقُ

جئنا بمزجاةٍ اليكَ وحسبنا
أمّ البنين لزجونا ستوثقُ


كريم الحاج حلبوص

رد مع اقتباس