منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - حجر بن عدي الكندي رضوان الله تعالى عليه
عرض مشاركة واحدة

نفدي الزهراء
الصورة الرمزية نفدي الزهراء
عضو مميز
رقم العضوية : 8087
الإنتساب : Jan 2010
المشاركات : 327
بمعدل : 0.06 يوميا
النقاط : 199
المستوى : نفدي الزهراء is on a distinguished road

نفدي الزهراء غير متواجد حالياً عرض البوم صور نفدي الزهراء



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
افتراضي حجر بن عدي الكندي رضوان الله تعالى عليه
قديم بتاريخ : 04-Aug-2010 الساعة : 11:57 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


حجر بن عدي الكندي
يقول ابن كثير في خصوص قصّة حجر بن عدي :
« كان المغيرة بن شعبة على الكوفة إذا ذكر عليّاً في خطبته ينتقصه بعد مدح عثمان ، فيغضب حجر . . . فلمّا توفّي المغيرة وجمع معاوية لزياد الكوفة مع البصرة ، فعل ما كان يفعله المغيرة ، فكان حجر يغضب كغضبه أيام المغيرة( 1 ) .
وروي أنّ زياداً خطب يوماً في الجمعة فأطال الخطبة ، وأخرّ الصلاة ، فقال له حجر : الصلاة ، فمضى زياد في خطبته ، وعندما مضى زياد في الخطبة خشي حجر فوات الصلاة فضرب بيده إلى الحصا ، وثار إلى الصلاة وثار الناس معه( 2 ) . فلمّا رأى زياد نزل وصلّى بالناس ، ثمّ كتب إلى معاوية في أمر حجر ، فكتب إليه معاوية أن شدّه في الحديد واحمله إليَّ ، وتمّ القبض على حجر ، واُحضر الشهود الذين يشهدون عليه أنّه سبّ الخليفة ، وحارب الأمير ، وأنّه قال : انّ هذا الأمر لا يصلح إلاّ في آل عليّ بن أبي طالب( 3 ) .
وروي في هذا الصدد أيضاً أنّ معاوية عندما أمر بقتل حجر وأصحابه جاء رسول معاوية فقال لهم : إنّا قد أمرنا أن نعرض عليكم البراءة من عليّ بن أبي طالب واللعن له ، فإن فعلتم تركناكم ، وإن أبيتم قتلناكم . . .قالوا : بل نتولاّه ونتبرّأ منه . فأخذ كلّ رجل من أصحاب معاوية رجلاً ليقتله . فقال لهم حجر : دعوني أتوضّأ . قالوا : توضّأ ، فلمّا توضّأ قال لهم : دعوني اُصلّي ركعتين ، فأيمن الله ما توضّأت قطّ إلاّ صلّيت ركعتين ، فتركوه يصلّي ، فلمّا صلّى قال : والله ما صلّيت قطّ أخف منها ، ولولا أن تظنّوا جزعاً في الموت لاستكثرت فيها ( 4 ) .
وقد روي أنّه لمّا أخذ في قيوده سائراً إلى الشام تلقّته بناته في الطريق وهنّ يبكين ، فمال نحوهنّ وقال : اسكتن ، فسكتن ، فقال : اتّقين الله عزّ وجلّ ، واصبرن ، فإنّي أرجو من ربّي في وجهي هذا إحدى الحسنيين : إمّا الشهادة ، وهي السعادة ، وإمّا الانصراف إليكنّ في عاقبة ، وإنّ الذي كان يرزقكن حيّ لا يموت ، أرجو أن لا يضيعكن وأن يحفظني فيكن( 5 ) .
وروي أنّ حجراً لمّا مشى إليه فيّاض الأعور بالسيف ارتعدت فرائصه ، فقيل له : يا حجر ، أليس زعمت أنّك لا تجزع من الموت ؟ فقال : وما لي لا أجزع وأنا أرى قبراً محفوراً ، وكفناً منشوراً ، وسيفاً مشهوراً ( 6 ) .
وروي أنّه قال : يقتلوننا ، أما والله لئن قتلتموني بها إنّي لأوّل فارس من المسلمين هلّل في واديها ، وأوّل رجل من المسلمين نبحته كلابها ، فمشى إليه الأعور هدية بن فيّاض بالسيف ، فأرعدت خصائله ، فقال لحجر : أنا أدعك فابرأ من صاحبك ـ يعني عليّاً () ـ ، فقال حجر : لا أقول ما يسخط الربّ ، فقتله ، وأقبلوا يقتلونهم واحداً بعد واحد حتّى قتلوا ستّة( 7 ) .
وروي أنّ بعض أصحاب حجر قالوا : ابعثوا بنا إلى معاوية ، فلمّا دخلوا عليه دخل الخثعمي ، قال : الله الله يا معاوية ! فإنّك منقول من هذه الدار الزائلة إلى الدار الآخرة الدائمة ، ثمّ مسؤول عمّا أردت بسفك دمائنا . فقال له معاوية : ما تقول في عليّ ؟ قال : أقول فيه قولك ، أتبرأ من دين عليّ الذي يدين الله به ، فسكت معاوية ، ثمّ قال لعبدالرحمن العنزي : ما تقول في عليّ ؟ فقال لمعاوية : دعني ولا تسألني ، فهو خير لك ، قال : والله لا أدعك حتّى تخبرني عنه ، فقال : أشهد أنّه كان من الذاكرين الله كثيراً ، ومن الآمرين بالحقّ ، والقائمين بالقسط ، والعافين عن الناس ، فقال معاوية : فما قولك في عثمان ؟ قال : هو أوّل من فتح باب الظلم ، وأرج أبواب الحقّ . فقال معاوية : قتلت نفسك . قال بل إيّاك قتلت( 8 ) .
لم يأمر معاوية بقتل العنزي في مرج عذراء ، بل اختاره من بين أصحاب حجر ليرى أهل العراق قتله .
روي أنّ معاوية بعث به إلى زياد وكتب إليه : إنّ هذا العنزي شرّ من بعثت ، فعاقبه عقوبة التي هو أهلها ، واقتله شرّ قتلة( 9 ) .
وروي أنّ العنزي قبل أن يغادر عذراء قال لحجر : نِعْم أخو الإسلام كنت ، ثمّ حُمل إلى العراق ، فلمّا قُدِم به على زياد أمر بدفنه حيّاً ( 10 ) .
وروي أنّ حجراً أوصى قبل قتله فقال : لا تغسلوا عنّي دماً ، ولا تطلقوا عني قيداً ، وادفنوني في ثيابي ، فأنا سألقى معاوية غداً ( 11 ) .
عن أبي الأسود ، قال : دخل معاوية على عائشة فقالت : ما حملك على قتل أهل عذراء حجر وأصحابه ؟ فقال : ياُمّ المؤمنين ، انّي رأيت قتلهم صلاحاً للاُمّة ، وبقاءهم فساداً للاُمّة ، فقالت : رسول الله () يقول : « سيقتل بعذراء اُناس يغضب لهم الله وأهل السماء »( 12 ) .
فمن الذي قُتل في عذراء ؟
إنّه حجر بن عدي وأصحابه .
ولماذا قُتلوا ؟
قُتلوا في مولاهم عليّ بن أبي طالب () .
هذا حجر بن عدي إحدى الشخصيات التي رفضت التنازل عن مبدئها وعن عقيدتها ، وعلى هذا الطريق تجد كثيراً من الأسماء التي بذلت رقابها في سبيل ما تعتقد .



( 1 )البداية والنهاية 8 : 55 . تاريخ الطبري 6 : 143 .
( 2 )تاريخ الطبري 6 : 143 . الكامل في التاريخ 3 : 234 .
( 3 )البداية والنهاية 8 : 55 .
( 4 )تاريخ الطبري 4 : 205 .
( 5 )المصدر المتقدّم : 201 .
( 6 )تاريخ الطبري 4 : 206 . البداية والنهاية 8 : 57 . تاريخ اليعقوبي 2 : 231 .
( 7 )تاريخ الطبري 4 : 206 . تاريخ ابن خلدون 3 : 13 .
( 8 ـ 10 ) تاريخ الطبري 4 : 206 . الكامل في التاريخ 3 : 242 .
( 11 )المستدرك ـ الحاكم 3 : 469 .
( 12 )ابن عساكر ويعقوب بن سفيان ـ كنز العمّال 1 : 126 . البداية ـ ابن كثير 8 : 55 .

توقيع نفدي الزهراء




رد مع اقتباس