|
مشرف سابق
|
|
|
|
الدولة : دمشق جوار السيدة زينب عليها السلام
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
رياض ابو طالب
المنتدى :
ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
بتاريخ : 08-Aug-2010 الساعة : 01:16 AM

اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
السلام عليكم
الموت علامة على فعالية الروح
الموت بالقياس إلى اللحظة التي تسبقه كم هو شاهد على فعالية الروح؟ اجهزة البدن موجودة فقبل ثانية واحدة كان يرى والآن لا يرى، كان يسمع ولكن مع خروج الروح لا يسمع، إذن يفهم من هذا أن السمع لم يكن لهذه الأذن، النطق لم يكن للسان وإلا فاللسان قبل الموت هو نفسه بعد الموت، النطق كان للروح.
كل الأفعال الظاهرة في هذا الجسد تشهد على الروح مع أننا لا ندرك حقيقتها ولا نعلم في أية مرتبة من الوجود، وهي مجردة من الجسم ولكننا نفهم من أفعالها إنها موجودة ووجودها عجيب، السراج الذي كان طيلة وجوده في هذا الجسد يفعل الأمور الكثيرة وبمجرد أن ترك هذا البدن لم يعد هذا البدن يفترق عن الخشب اليابس والحجر.
الروح والفعاليات الخارجية
هذا الذي ذكر هو قسم من الأفعال التي تصدر من الروح واسطة البدن، أما القسم الآخر لأفعال الروح فهو غير مرتبط بالجسد ودلالته أقوى، وهذا الموضوع الذي أريد أن أذكره مستفاد من حديث عن الإمام الصادق (ع) في الرواية الأهليجية التي أثبت فيها الإمام لذلك الرجل الهندي تجرد الروح.
الماديون يتخيلون أن الإنسان هو هذا اللحم والجلد مع أنه من الأمور المسلمة عند الالهيين إن هذا اللحم والجلد هو آلة للروح.
أفعال الروح في حالة النوم
الإمام (ع) يضرب عدة أمثلة لهذا الرجل الهندي ومن جملتها يقول:
ألم تشاهد في المنام أنك تضحك أو تبكي؟ فأجاب، نعم بكثرة. فقال: ألم تشاهد أمور مفرحة أو مخيفة فقال: نعم بكثرة.
فقال: ألم تشاهد في المنام أنك تأكل طعاماً لذيذاً أو تشم عطوراً طيبة فأجاب بكثرة فقال له الإمام:
إذن من هو ذلك الذي يضحك ويبكي ويرى الصور الجميلة والمخيفة ويلتذ ويحزن ويأكل الأطعمة اللذيذة؟ فلو كان هذا الجسد فهو ملقى في زاوية مغمض العين ولسانه جامد في فمه.
الاحتلام علامة أخرى
الرجل الهندي يسأل سؤال طفولي، يقول أن هذه الأحلام التي نراها في المنام كلها سراب وخيال وعندما نستيقظ لا نجد لما رأيناه أثراً.
لكن الإمام يجيبه: ألم تشاهد بعض الأحيان في المنام بأنك تزوجت؟
فقال: نعم فقال الإمام: ألم تشاهد آثار هذا المنام على شكل احتلام بعد أن تستيقظ، فقال: نعم.
في ذات الإنسان كل ما يقع بواسطة هذه الأدوات في الحقيقة أن هذه الفعاليات تقع في الروح. ففي روحه سمع وبصر ونطق وادنى الفعاليات الأخرى والتي يشاهد نماذج منها في عالم المنام أو في عالم المكاشفة.
الأحلام الصادقة وقدرة الروح العجيبة
الروح ترى المستقبل، روح المؤمن ترى أموراً تقع بعد سنة من الزمان، يدرك في المنام... يعلم من هذا أن هناك روح وهناك مدرك.
الحقائق التي يراها في المنام لا ربط لها بالمادة اطلاقاً، لأن المادة ليس لها شعور، لو وصلنا آلاف الذارت مع بعضها فلا يتحصل من ذلك شعور، الشعور ليس للمادة.. الروح الإنسانية تفهم أشياء لا ربط لها بالمادة.
آلاف الشواهد على هذا المطلب.. ونادر جداً من لم يفهم من عالم المنام المطالب التي تدل على تجرد النفس. وهذه الشواهد غير المتناهية وان لم يمكن عدها ولكن.
هم بقدر تشنكي بايد چشيد آب دريا را اگر نتوان كشيد
إذا لم يكن بالامكان شرب ماء البحر باجمعه فلا أقل يجب الشرب بمقدار العطش. وسأبين رواية وقصة كنموذج على أن روح الإنسان ما وراء المادة ومن عالم آخر ومن هناك تفهم أموراً لكي يتوضح الموضوع بصورة أحسن.
المنام العجيب لنادر شاه
في كتب التواريخ نقلوا قصة عن نادر شاه افشار وقد ذكرت هذه القصة في كتاب (مجمل التواريخ) أيضاً.
عندما كانت الليلة الأخيرة من عمر الشاه نادر، لم يأخذه النوم فكان يخرج ويتمشى في الخارج ثم يرجع وكان لحاله وخيم جداً في آخر عمره ولا أحد يتجرأ على سؤاله عن السبب في عدم نومه في هذه الليلة، باستثناء شخص واحد واسمه (حسن علي) ـ معين الممالك ـ وكان من خواصه ويحدثه بأسراره تجرأ أن يقترب منه ويسأل "ماذا حصل لك بحيث فارقك النوم هذه الليلة".
فقال نادر: أقول لك ذلك بشرط أن لا تقوله لأي أحد وإلا فسيكون مصيرك القتل. ثم قال له: الحقيقة هي أني قبل أن أصبح سلطاناً رأيت في المنام كأن حارسان أخذاني معهما بكل احترام إلى مكان كان الأئمة هناك فرأيت اثنا عشر نوراً حاضرين في ذلك المكان وما أن إقتربت منهم أمر من كان يظهر أنه أكبرهم بأن يأتوا بسيف. ثم أخذه وشده إلى جنبي، وقال بأني ارسلك من أجل اصلاح إيران بشرط أن تسير مع الناس بسيرة طيبة.
غداة ذلك المنام بدأت تظهر ملامح التوفيق والصعود حتى وصلت إلى السلطة وفتحت الهند وكما تعلم أنها فتوحات عديدة وانتظمت أمور المملكة (ولكن في الأواخر كان الوضع سيئ جداً وقد ظلم كثيراً فكم قد فقأ من العيون وكم قتل من الأبرياء).
إفتحوا السيف عن حزامه
وفي هذه الليلة وبمجرد أن أخذني النوم رأيت في المنام ذينك الحارسين ولكن مع فرق وهو أنهم في المرة الأولى كانت معاملتهم لي مصحوبة باللطف والود، والآن أخذوني معهم بالعنف والذلة إلى ذلك السيد الذي شد لي السيف وما أن وصلت أمامه حتى نهرني بشدة وقال: هل هكذا تكون معاملة المسلمين.
عند ذاك أخذوا السيف مني وطردوني بأشد الاهانات؛ وأنا خائف من هذا المنام. وفي سحر تلك الليلة قتلوه وأرسلوه جثته إلى بيته الذي بناه لنفسه.
سحر كه نه تن سر نه سرتاج داتش سر شب سر قتل تاراج داتش
يعني انه كان له الأمر والملك أول الليل فلما صار السحر لم يكن للجسد رأس ولا للرأس تاج.
المسكين فهم شيئاً من هذا المنام وهو أن نفس ذلك الذي رفعه هو الذي سوف ينزله. وهذا المام يثبت لنا بصورة جيدة تجرد النفس.
النعمة والنقمة مرتبطة بعمل الأشخاص
إذا اعطيت السلطة والمال لأحد الأشخاص فليس ذلك لأنه إنسان جيد وله الأهلية لذلك. بل ان المال والجاه لأجل الامتحان، فعندما تعطى هذه لشخص يكون معلوماً بعد ذلك انها نعمة أو نقمة، فإذا عدل واحسن بوسيلة هذه الأموال والسلطان فيفهم من ذلك انها كانت نعمة ولو كان خلاف ذلك فيعلم منه أنها كانت بلاءً وليست نعمة.
وإذا رأيتم أنه نجا من الخطر فليس لأنه إنسان جيد وله صلاحية ذلك بل انه نجا من الخطر ليزداد اثمه ويثقل حمله ولتظهر استعداداته ويمتحن.
الذهب والقدرة من وسائل الامتحان
وكما يقول القرآن (ولا تحسبن الذين كفروا إنما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا اثماً ولهم عذاب مهين) [آل عمران: 178] وذلك لسوء اختيارهم وعاقبتهم فالمال والقدرة عندما تعطى لأي فرد فذلك لأجل امتحانه ولتظهر بذلك سعادته أو شقاوته.
غرضي من هذه القصة هو أنه أي دخل لهذا اللحم والجلد في ادراك هذه الأمور؟ وادراك ان السلطة مربوطة بولي الأمر فإذا لم يشاء الإمام لا يكون ذلك؟ فهذا النوع من الادراكات مرتبط بالنفس وليس بالجسد.
علي (ع) يقطع رأس الناصبي في المنام
أنقل لكم معجزة عن علي (ع) أيضاً: القطب الراوندي ينقل عن متحدث يقول كنت أبتغي السفر من الموصل إلى مكة المكرمة فذهبت على بيت أحمد بن حمدون وهو جار لي وكان من أعيان واشراف الموصل ومن أشد الأعداء للإمام علي (ع) ولأجل حقّ الجار قررت أن أذهب لوداعه، فلما ذهبت إليه قلت هل من خدمة أتمكن من أدائها. فجاء بقرآن وقال:
ـ أقسم لي بهذا القرآن انك سوف تعمل ذلك، فقلت:
ـ لا بأس، إذا كان بإمكاني ذلك فسوف أعمل، فقال:
ـ إذا ذهبت إلى مسجد النبي (ص) ووقفت عند قبر الرسول (ص) فقل:
ـ هل قّلت الرجال وأصاب الأزواج قحط حتى تركت الجميع وزوجت فاطمة لعلي الذي كان أنزعاً وبطيناً و... فلماذا فعلت ذلك؟
يقول هذا المتحدث بأني نسيت هذه الوصية حتى كان اليوم الأخير وفجأة تذكرت ذلك في مسجد النبي (ص) وقلت يا رسول الله أنا خجل منك ولكنه أقسم عليّ أن أقول لك ذلك.
وفي الليل رأى علياً (ع) في المنام وأخذه الإمام معه إلى الموصل وأدخله في بيت أحمد بن حمدون وكان أحمد نائماً فأزاح الإمام عنه الغطاء وذبحه من رقبته بسكين كانت في يده وأزال رأسه النحس عن جسده ثم مسح السكين الملوثة بالدم بذلك اللحاف فبقيت من ذلك أثر على اللحاف بشكل خطان أحمران من الدم علامة على ذلك ثم أنه رفع السقف بيده المباركة ووضع السكين في أحد زوايا الحائط.
ثم قال إني انتبهت من ذلك المنام المخيف وأخبرت رفاقي بأني رأيت مناماً مخيفاً بهذا الشكل واثبت تاريخ ذلك أيضاً.
ـ وعندما وصل إلى الموصل استطلع الخبر فقيل:
ـ نعم في الليلة الفلانية وقع حادث القتل ولكن لم يعلم من هو القاتل لحد الآن ولم يكن سارقاً وإلا فالمفروض أن يسرق بعض الأشياء لكن كل شيء كان في مكانه الطبيعي وهذا الذي حير الجميع ولذلك فإن حكومة الموصل سجنت جميع الجيران للتحقيق معهم والعثور على القاتل الذي لم يعرفوه لحد الآن.
فقال لرفاقه في السفر لنذهب إلى هذا الحاكم وننقذ هؤلاء المساكين من السجن.
فلما وصلوا على الحاكم قال له: إن جميع أصحابي يشهدون على أني رأيت مناماً بهذه الصورة وقد سجلت تاريخه أيضاً وليس قاتل هذا الشخص سوى أسد الله الغالب علي بن أبي طالب (ع).
وهناك علامتان لذلك أحدهما هو أثر السكين على اللحاف في مكانين ملوثين بالدم والآخر هو أن السكين موجودة في القسم الفلاني من السقف.
ويأتي نفس الحاكم ويتحقق من صحة هاتين العلامتين ويطلق سراح جميع المسجونين، والبعض منهم يصيرون شيعة ويرجع جميع أقربائه عن الناصبية ويصبحون من الموالين لعلي (ع).
|
توقيع رياض ابو طالب |
وبأرحام الزواكي كنت أشدو يا علي
لبن الأثداء فيه كم جرى حب علي
حجر أمي ومهادي فيهما دفؤ علي
كلما أرعت تنادي يا امامي يا علي
علمتني يا صغيري لا تدع حب علي
في احتضاري وبقبري سوف أدعو يا علي
سجروا النار لغيري أنا من حزب علي
لن تذوق النار لحمي أحرق الذنب علي
لو كشفتم عن ضلوعي لرأيتم يا علي
نحتت في القلب كي لا يبتغى إلا علي
|
|
|
|
|