منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - إنّ الحسين كأمّه ِ مشكاةُ
عرض مشاركة واحدة

علي كريم الربيعي
شاعر موالي من العراق
رقم العضوية : 9543
الإنتساب : Jul 2010
المشاركات : 405
بمعدل : 0.08 يوميا
النقاط : 196
المستوى : علي كريم الربيعي is on a distinguished road

علي كريم الربيعي غير متواجد حالياً عرض البوم صور علي كريم الربيعي



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : ميزان شعراء أهل البيت صلوات الله عليهم
افتراضي إنّ الحسين كأمّه ِ مشكاةُ
قديم بتاريخ : 08-Aug-2010 الساعة : 06:18 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. سامحونا من التأخير بسبب ذهابي إلى العمرة وزيارة المصطفى محمد وأله الطيبين الطاهرين عليهم أفضل الصلاة والسلام

إنّ الحسينَ كأُمِّهِ مشكاةُ

عادت بقلبي تصدحُ الزّفراتُ = وتسابقت من قبلها الآهاتُ
وفُجِعتُ مِن إثرِ الطفوفِ وما بها = لمّا تهاوى للترابِ حماةُ
وبكيتُ مِن عِظمِ المُصابِ وخافقي = أبدى أساهُ وعجّت الأصواتُ
وأتتْ بحورُ الشعرِ تسبقُ دمعتي = وتنتابعتْ مِن وَجْدِها العبراتُ
وتعطّشت نفسي لكأسِ حياتِهِم = شوقاً بأرجاءِ الفؤادِ يباتُ
لأكونَ في ركبِ الحسينِ مقاتلاً = كالليثِِ فيه بسالةُ وثباتُ
إنّ الليوثَ تذودُ عن أسيادهِا = ومِن الحسينِ ستبداُ الجبهاتُ
روضٌ كبيتِ الله في نفحاتهِ = روضُ الحسينِ مركزٌ ونواةُ
إيّاكَ تنسى ماجرى مُتعمّداً = إنّ التهاونَ بالإصولِ مماتُ
ودعِ المُكابرَ لاتثقْ بحديثهِ = قولُ المُكابرِ آفةٌ ووفاةُ
واذهبْ لمن وهبَ النفوسَ عزيمةً = تُسبغْ عليك عطاءَها البركاتُ
الصابرُ الظمآنُ والكرارُ والــ = مولى المطهرُ يفتديهُ كماةُ
أنعاهُ محزوزَ الوريد من القفا = هيهاتِ تنسى يومَهُ السّنوات ُ
السيدُ السبطُ الإمامُ المفتدى = كالبدرِ فيهِ النورُ والآياتُ
أبكيهِ معفورَ الجبينِ على الثرى = بلْ أن تُحزَّ مِن القفا الحرماتُ
يالهفَ نفسي كيف يصرعك الردى= وبنور وجهكَ تشرقُ الظلماتُ
يالهفَ نفسي والخيولُ ترضّهُ = سارت على جسدِ الوليّ بُغاةُِ
أولادُ آكلةَ الكبودِ وحزبُهم = خُبْثُ الأصولِ على الرسولِ قساةُ
عبّادُ أصنامٍ وأشخاصِ لهمْ = ورجالُ جهلٍ كلُّهمْ وزناةُ
ويكونُ أمرُ الدين مُلْكاً بينهُم = وتنالُ منه نواصبٌ وغلاةُ
همْ مَن أرادوا قتل آلَ محمّدٍ = كيلا تسودَ على الورى الساداتُ
همْ مَن أرادوا سبيّ رحلَ محمّدٍ = وخلَتْ لهندٍ في الورى الساحاتُ
فكلابُ مروانٍ تصولُ بحقدها = وعلى الحرامِ بطونها تقتاتُ
وعلى المنابرِ تعتلي طلقاؤها = وينالُ منهُ زيادُها وعُراةُ
ومِن المآذنِ تبتدي جولاتهم = وإلى النحورِ ستنتهي الغاياتُ
تباً لهمْ مِن عصبةٍ أمويةٍ = سارتْ بأرتالِ الجيوشِ غزاةُ
تغزو لأفكار الرسولِ وآلِهِ = ولها على مرَ الزمانِ رماةُ
ياحسرةً هذي العلوج بكربلا = بئس المغيرِ على الليوثِ قطاةُ
ياليلُ قد أفنى التفجع مهجتي = إن التفجع للأُلى حسناتُ
أرثي وقد رثتْ الجدودُ وبعدنا = تبقى عليها في الدُّنا الفلََذاتُ
أمّا الحروفُ تسارعت في نعيّها = وتئنُ وجداً بالأسى الكلماتُ
تبكي السّماءُ وما بها مِن أمّةٍ = والأرضُ والأنهارُ والجنّاتُ
تبكي المآذنُ والحياةُ بأسْرِها = الناسُ والأملاكُ والهضباتُ
تبكي لأن رَحَلَ الحسينُ مُرمّلا = ويقيمُ جذلاً بالمجونِ عتاةُ
ويغيبُ صوتُ للأذانِ وسنّةٌ = وينالُ مِن آلِ الرسولِ جناةُ
ويعيشُ مكروباً محبُّ محمّدٍ = ينعى وتحكي وجدَهُ الأنّاتُ
وينامُ مسروراً عدوُّ محمّدٍ = ويدور في تلك القصورُ سقاةُ
لاتحسبنّ اللهَ ينسى رُسْلَهُ = إنّ الحسينَ وسيلةٌ ونجاةُ
فوق الطفوفِ مَلاحِمٌ نبويةٌ = تحكي رزاياها لنا الذّراتُ
في قلبِ كلّ موحّدٍ نهجٌ لهم = ومنازلُ ومناهجُ وحياةُ
ليقيمَ في وسطِ الفؤادِ عزاءهُ = حزناً وترقى قلبَهُ النكباتُ
ورَدَ الحسينُ لكربلا بعقيدةٍ = كيلا تضيعَ من الورى الصّلواتُ
وأبتْ رجالُ محمدٍ قتلاً لها = وشعارُهُمْ أنْ لايدومُ طُغاةُ
فتسارعتْ تلك الخطى في سيرها = كالبرقِ لمْ تلحق به الخطواتُ
فتكاثرت حورُ الجنانِ بقربهم = وتفتّحتْ مِن أجلهمْ غرفاتُ
هُمْ مَن أرادوا بالطفوفِ حياتَهم = نعمَ النصيرِ مع الحسينِ ثقاةُ
هُمْ مَن أرادوا كأسَ عزّ في الردى = تروي حلاوةَ شهدهِ الآياتُ
هُمْ مَن أرادوا بالحسين نجاتَهُمْ = فالنورُ فيهم ْ والعدوُ رفاتُ
همْ مَن أرادوا في السّماءِ منازلا = أفيرجعونْ وقد أتت دعواتُ
كلا وربُ البيتِ ليسوا هكذا = إنّ المنازلَ أهلُها ما ماتوا
فيها الحسينُ ونورِهِ مِن ربّهِ = إنّ الحسينَ كأُمِّهِ مشكاةُ
أبو حسين الربيعي دبي 22/12/2009 – 5 محرم الحرام 1431 هـ


رد مع اقتباس