منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - أنا فتاة ولي مشاعر ,,
عرض مشاركة واحدة

السيد المستبصر
الصورة الرمزية السيد المستبصر
مشرف سابق
رقم العضوية : 9485
الإنتساب : Jul 2010
الدولة : بلاد المؤمنين
المشاركات : 447
بمعدل : 0.08 يوميا
النقاط : 198
المستوى : السيد المستبصر is on a distinguished road

السيد المستبصر غير متواجد حالياً عرض البوم صور السيد المستبصر



  مشاركة رقم : 4  
كاتب الموضوع : فارسة علي المنتدى : ميزان الأسرة الزهرائية
Lightbulb
قديم بتاريخ : 15-Aug-2010 الساعة : 10:30 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم



بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على من بعث رحمة للعالمين، سيدنا وشفيع ذنوبنا، أبو القاسم محمد بن عبد الله وعلى آله الطيبين الطاهرين..
أما بعد..
الأخت الكريمة (فارسة علي) فرج الله عنها همومها، وألهمها الصبر، وشملها بنور محمد وآل محمد «».
من خلال ما عرضت من مشكلتك، كان لازماً على كل قارئ، أن يتنبه إلى قول النبي «»: "إن الله إذا أحب عبداً ابتلاه".
فكل إنسان في هذه الدنيا معرض لأنواع شتى من الابتلاء, و كل منا تختلف نظرته و طريقته في التعامل مع ذلك..
ـ فهل هناك من يرغب بأن يكون مبتلى؟!
ـ و هل للابتلاء ايجابيات؟!
ـ و كيف يمكن أن نحول ذلك إلى نواحي تعود علينا بالفائدة في الدنيا و الآخرة؟!
الابتلاء هو الاختبار
الابتلاء من خلال هذه السطور بمعنى الاختبار من قبل الله تعالى سواء كان هذا الاختبار خيراً أم شراً, فأحيانًا يبتلى الإنسان بالفقر أو بالغنى بالصحة أو بالمرض.
فكل منا يتعرض بشكل دائم لأنواع مختلفة من الابتلاءات, و قد يكون مستوى الابتلاء مختلفًا من شخص لآخر, فقد يصاب شخصين بنفس الابتلاء فنجد أن احدهما يتعامل مع ذلك بضجر و قنوط، بينما الآخر يتعامل معه بايجابية و ينظر إلى ذلك بأنه موجه من قبل الله تعالى له ليختبر صبره و يمتحن إيمانه و إنها فرصة له ليستفيد من ذلك .
فالابتلاء :
- يمحو الآثام .
- يزيد في الثواب و الحسنات .
قال الله تعالى في محكم آياته :

(( وَ لَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَ الْجُوعِ وَ نَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَ الأنفُسِ وَ الثَّمَرَاتِ وَ بَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَ إِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَ رَحْمَةٌ وَ أُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ))
و من النواحي الايجابية لـ الابتلاء :
- يكتسب الإنسان تجارب و خبرات كثيرة من خلال التعرض لأنواع الابتلاءات المختلفة .
- تقوي شخصية الإنسان و تظهر قدراته و ثباته .
- يدرب الإنسان على الصبر و قوة التحمل .
- اكتساب مهارة حل المشكلات .
- التعامل مع الابتلاءات و معالجتها .
- استشعار نعمة الله سبحانه و تعالى عليه .
- التقرب إلى الله سبحانه و تعالى و التوجه له بحيث يكون شديد التوجه الى الله عز و جل فيتقرب منه, قال تعالى : ( فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ ) .
- البحث عن رضا الله تعالى: "الهي أن كان هذا رضاك فخذ حتى ترضى ".
- يفتح باب إلى التوبة و الرجوع إلى الله تعالى و التنبيه من الغفلة .
و جاء في دعاء الأمن للإمام السجاد «» :
(يا مَنْ تُحَلُّ بِهِ عُقَدُ الْمَكارِهِ ، وَيا مَنْ يُفْثَأُ بِهِ حَدُّ الشَّدائِدِ، وَ يا مَنْ يُلْتَمَسُ مِنْهُ الَمخْرَجُ إلى رَوْحِ الْفَرَجِ ، ذَلَّتْ لِقُدْرَتِكَ الصِّعابُ ، وَ تَسَبَّبَتْ بِلُطْفِكَ الاَْسْبابُ ، وَ جَرى بِقُدْرَتِكَ الْقَضاءُ ، وَ مَضَتْ عَلى إرادتك الأشياء ، فَهِيَ بِمَشِيَّتِكَ دُونَ قَوْلِكَ مُؤْتَمِرَةٌ ، وَ بِإِرادَتِكَ دُونَ نَهْيِكَ مُنْزَجِرَةٌ ، أنت الْمَدْعُوُّ لِلْمُهِمّاتِ ، و أنت الْمَفْزَعُ المُلِمّاتِ ، لا يَنْدَفِعُ مِنْها إلا ما دَفَعْتَ ، وَ لا يَنْكَشِفُ مِنْها إلا ما كَشَفْتَ ، وَ قَدْ نَزَلَ بي يا رَبِّ ما قَدْ تَكأَّدَني ثِقْلُهُ ، وَ اَلَمَّ بي ما قَدْ بَهَظَني حَمْلُهُ ، وَ بِقُدْرَتِكَ أوردته عَلَيَّ ، وَ بِسُلْطانِكَ وَجَّهْتَهُ إلي ) .
و الصبر على الابتلاء و الرضا به هو السبيل إلى نيل الثواب من الله سبحانه و تعالى فيكون العبد في قمة الابتلاء و الإحساس بالمصاعب و مع ذلك يكون صابرًا محتسبًا ذلك عند الله سبحانه و تعالى فيستحق بذلك الثواب الجزيل .

جاء في الرواية: رأى الحسين «» النبي «» في المنام فقال له :
«يا حسين ! .. لك درجة في الجنّة لا تصل إليها إلاّ بالشهادة».
فكلما كان الصبر على الابتلاء كبيرًا و الالتفات بأن هذا موجه من الله سبحانه و تعالى و كل ما واجهنا ذلك بالصبر و الرضا .. كان الثواب أكبر و أكثر .



روي عن رسول الله «»:
«إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، و إن الله تعالى إذا أحب قوما ابتلاهم، فمن رضي، فله الرضا ، ومن سخط ، فله السخط».
و روي عن الإمام الحسين «»:
«هون ما نزل بي انه بعين الله».
التعامل مع الابتلاء درجات :
و الثواب يكون على حسب العلم و المعرفة و اليقين و قوة الإيمان.
قال الله سبحانه و تعالى في محكم آياته : (( فَأَمَّا الإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَ نَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ وَ أَمَّا إِذَا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ)).


و من أعظم أنواع الابتلاءات التي قد تصيب الإنسان: ( الابتلاء في الدين ).
فقد جاء في المأثور :
(اللهم لا تجعل مصيبتنا في ديننا و لا تجعل الدنيا أكبر همنا ).
فليعد كل منا النظر في يومياته و يتعامل مع ما يعتريه من ابتلاءات بنظرة ايجابية و أنها محط لاختبار إيماننا, و كما جاء في المأثور : ( المؤمن مبتلى ), و : (أن الله إذا أحب عبدًا ابتلاه، فإذا أراد أن يصطفيه محصه بالبلاء، وإذا أراد أن يجتبيه غمسه بالبلاء)..
ليوجه كل منا ردة فعله تجاه تلك الابتلاءات بطريقة إيجابية و لتكون نظرتنا أكثر إيماناً و يقيناً بحكمة الله سبحانه و تعالى, فالابتلاء جزء من وجودنا و هو صلب الحياة.
فائدة الدعاء في حل المشاكل:
من هنا كان على كل مؤمن يحس في نفسه الضيق والغم، عليه أن يتوجه إلى الله بالدعاء الخالص لله تعالى، فهو عبد لله في الأول والآخر، وأن لا يستعجل بالإجابة..
فقد يتأخر الله في الاستجابة لدعوات الإنسان المذنب العاصي لسبب من الأسباب، فينبري بجهله وغروره معاتباً ربه: (ولعل الذي أبطأ عني هو خير لي) فنحن لا نعرف كامل مصالحنا ولا نعرف الحكمة وراء عدم استجابة الله سبحانه وتعالى لبعض دعواتنا، فقد يطلب احدنا من ربه أن يرزقه مالاً كثيراً، أو يعطيه سلطة وحكومة، من دون أن يعرف أن المال الكثير، والسلطة تفسده وتجعله ينسى نفسه ويطغى على الآخرين وبذلك يستحق عذاب الله الشديد، أو أن يطلب من الله قضاء حاجة ما يظنها هي أقصى مظانه، وغاية مناه، وفيها راحة نفسه، ولكن لا تكون هناك إجابة..
إذن فقد يكون التأخر في الاستجابة لبعض دعواتنا لأجل مصلحتنا التي لا نستطيع أن نعرفها.
من هو السبيل إلى الله للاستجابة الدعاء:
نحن كمؤمنين لا نطلب حاجاتنا من الناس، فهم قاصرون مثلنا، لا يملكون الحيلة لقضاء حوائجهم، ومن الخطأ أن نتأمل من البشر العاديين..
لذلك فالطلب إلى الله يكون من الباب الذي أمرنا أن ندعوه منه وهم محمد وآل محمد وأن يكون لنا الثقة الكاملة بأننا إذا دعوانا بحقهم سيصل دعاؤنا إلى الله مباشرة فقد ورد في الدعاء: " أين باب الله الذي منه يؤتى؟!".
هم أهل البيت محمد «»، الذي إذا دعي الله بهم استجاب لنا..
فلنقف جميعاً على (باب حطة):
فعلى حسب التأويل قد ذكر لنا القرآن الكريم باب حطة، حيث قال تعالى : ﴿ وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُواْ هَـذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُواْ حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خطاياكم وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ﴾.
وقال تعالى : ﴿وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُواْ هَـذِهِ الْقَرْيَةَ وَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ وَقُولُواْ حِطَّةٌ وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ﴾.
وهاتين الآيتين نزلتا في بني إسرائيل حيث أمرهم المولى سبحانه بدخول القرية والسجود عند بابها وقولهم حطة، وفي الآية التالية أمرهم المولى بالسكن بالقرية وليس مجرد الدخول بها وقولهم حطة قبل السجود عند الباب .
أما في التأويل الوارد عن أئمة الهدى صلوات الله عليهم أجمعين ما جاء من كلام لأمير المؤمنين «» قال: ( ألا واني فيكم أيها الناس كهارون في آل فرعون وكباب حطة في بني إسرائيل ).
وعن أبي بصير عن أبي عبد الله «» قال : قال أمير المؤمنين «»: ( أنا يد الله المبسوطة على عباده بالرحمة والمغفرة وأنا باب حطة من عرفني وعرف حقي فقد عرف ربه ، لأني وصي نبيه في أرضه وحجته على خلقه لا ينكر هذا إلا راداً على الله ورسوله ).
وعن سليمان الجعفري قال سمعت أبا الحسن الرضا «» في قول الله : ﴿ وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم ﴾ قال : قال أبو جعفر «» : ( نحن باب حطتكم ).
وعن أمير المؤمنين «» قال : ( هؤلاء بنو إسرائيل نصب لهم باب حطة وانتم يا معشر أمة محمد نصب لكم باب حطة أهل بيت محمد وأمرتم بإتباع هداهم ولزوم طريقتهم ليغفر لكم بذلك خطاياكم وذنوبكم ).
أي أن الأئمة «» هم باب حطة بحسب التأويل.
فمن أراد أن يصل إلى مبتغاه عليه بالتوسل بهم والتمسك بحبلهم لكي يسكنوه الأمن والأمان وأن ينزلوه في سفينتهم..
ولدفع البلاء دعونا ندعو بهذا الدعاء المأثور:
« يا شَديدَ الْقُوى وَيا شَديدَ الْمِحالِ يا عَزيزُ يا عَزيزُ يا عَزيزُ ذَلَّتْ بِعَظَمَتِكَ جَميعُ خَلْقِكَ فَاكْفِنى شَرَّ خَلْقِكَ يا مُحْسِنُ يا مُجْمِلُ يا مُنْعِمُ يا مُفْضِلُ يا لا اِلـهَ إلا أنت سُبْحانَكَ إنّي كُنْتُ مِنَ الظّالِمينَ فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَنَجَّيْناهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذلِكَ نُنْجِى الْمُؤْمِنينَ وَصَلَّى اللهُ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ الطَّيِّبينَ الطّاهِرينَ».
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين..
قضى الله حوائجنا وحوائجكم بحق محمد وآل محمد «».
أخوكم في الله
السيد المستبصر..


رد مع اقتباس