|
مشرف سابق
|
|
|
|
الدولة : دمشق جوار السيدة زينب عليها السلام
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
رياض ابو طالب
المنتدى :
ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
بتاريخ : 18-Aug-2010 الساعة : 02:57 AM

اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
السلام عليكم
المادة العديمة الشعور ما هي والإدراك المجرد؟!
وأخيراً فالأمور التي يراها الإنسان في المنام وتتحقق بعد ذلك راجعة إلى الروح ولا ربط للجسد واللحم بهذه الادراكات فالمادة العديمة الشعور كيف تدك المستقبل وتفهمه.
المرحوم الحاج نوري الف كتاباً في الأحلام الصادقة والتي تتحقق وتقع في الخارج وواقعاً يتعجب الإنسان عن كيفية هذا الجهاز العجيب الذي يحصل على اخبار الملك والملكوت ويستطيع ادراك الجزئي والكلي.
إحصل على ذاتك
النتيجة التي نستفيدها من أبحاث الأيام السابقة هي أنه يجب علينا أن نفكر بأنفسنا أن نحصل على ذاتنا.
هناك كلمة تجري على لسان العوام ولكنها تحوي معنى عميقاً "اهتم بنفسك" ولكن لا يدركون معناها ويتصورون بأن المعنى "اهتم ببدنك" فهل أنت حيوان؟!
اهتم بنفسك يعني اهتم بذات وحقيقة نفسك وإلا فأنت لست هذا الجسد أحصل على نفسك حتى تجد لك طريقاً عند أولياء الله غداً وإلا فمهما كان لجسدك من بريق ولمعان وبقيت نفسك قبيحة.. فما الفائدة؟!
إحصل على الهيئة الملكوتية
ماذا يجب أن يكون لدى المرأة التي تريد أن تذهب عند فاطمة الزهراء، الزهراء تنظر إلى الباطن، لعله يكون في بعض الأحيان حيواناً متوحشاً. البعض يكون له أقبح صورة عند خروجه من البدن وأنتن رائحة. آلاف عمليات التجميل ومئات العطور.. فما الفائدة؟!
ويروي أنه بعض الأحيان تصدر منه كذبة فتخرج من فمه رائحة كريهة تصل إلى العرش وتؤذي الملائكة فيلعنونه بأجمعهم.
هذه الرائحة الكريهة تخرج من ذاته بالرغم من أن جسمه معطر.
"يا من أظهر الجميل وستر القبيح... أسألك يا الله أن لا تشوه خلقي بالنار".
لا يكن لباسنا من النار
تعال وتدارك ذلك الجمال الحقيقي، الجمال الذي أصله محمد (ص)، الشمس والقمر موجودان في الدنيا أما في الحشر فلا شمس ولا قمر.. لا نور يضيء إلا بجمال محمد (ص) وكل من أصبح محمدياً، هناك جمال الروح لا البدن.. لا تظلم نفسك إلى هذا الحد ولا تكن غافلاً عن روحك.
هذه الوسائل كلها من أجل راحة الجسد! اعمل لقبرك أيضاً.. الروح هي التي تريد الرزق في عالم البرزخ وليس البدن.. تريد لباساً، والويل إذا كان لباسك من نار (سرابيلهم من قطران وتغشى وجوههم النار) [إبراهيم: 50].
لو ترى كيف أن النار تحيط بالظالمين.. النار تخرج منه وتحيط به.
لا تقعدكم الملهيات عن ذكر الله
ألا يجب على الإنسان أن يهتم بنفسه؟ هذا التأكيد في القرآن بأنه لا تلهكم الأموال والأولاد عن ذكر الله.. أيها الأغنياء أيها الرؤساء.. لا تنخدعوا بالمال والرئاسة.
كم صنعوا لكم من الملهيات حتى لا تهتموا بأنفسكم.. القرآن يقول كفى اللعب واللهو.. (الهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر). [التكاثر: 1ـ2] لا يغرنكم الشيطان فتتركوا اصلاح انفسكم اهتم بنفسك يعني بروحك لا ببدنك.
(ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون). [الحشر: 19 ـ 20].
النفس المطمئنة مرضية عند الله
الواقع أن على أهل الإيمان وأهل القرآن أن يفهموا تلك المقامات المذكورة في القرآن والوعود التي أعطيت ويدركوها فما أكثر الذين أصابهم الغرور لعدم عملهم ببعض الحقائق ولم يصلوا إلى ما هو المطلوب.
من جملة تلك الأمور مقام النفس المطمئنة التي بينها الله تعالى في آخر سورة الفجر وعدها من مراتب الإيمان ووعد بصراحة صاحب النفس المطمئنة بأن يصله نداء الرحمن الإلهي في ساعة الموت بأن ارجع إلى ربك راضياً مرضياً وادخل الجنة بدون أي قيود.
المشقة الآن سبب الراحة غد
من ساعة الموت وحتى الوصول إلى الجنة والسعادة. قد يكون دعاءنا في بعض الأحيان "إلهي اجعل موتنا بداية لسعادتنا وراحتنا" البعض يتصور أن هذا الدعاء من باب التعارف... كلا إنه الحقيقة "فالذي لا يتعب لا يحصل على الكنز".
القرآن المجيد يؤكد على أن الوصول على المقامات العالية ومن جملتها الراحة عند الموت ناتج من السعي والعمل الجاد لنفس الإنسان (وأن ليس للإنسان إلا ما سعى، وأن سعيه سوف يرى) [النجم: 40 ـ 41].
القرآن المجيد يوضح هذا المعنى في بيانات متعددة وفي آيات مختلفة ومنها: (لها ما كسبت وعليها ما كسبت) [البقرة: 286]. فما كسبت من أعمال خيرة ستكون نافعة لها، وما كسبت من أعمال قبيحة ستكون بضررها.
فالمسألة هو مقدار سعيك وتحملك المشقة في طريق العبودية لله.. والذي لم يصل إلى النفس المطمئنة لا يكون موته أول راحته.
إلى جوار أهل البيت والجنة الخاصة
(يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك.. فادخلي في عبادي..) [الفجر: 27ـ29] ادخلي مع خاصة عبادي وفي جوار محمد وآل محمد فأهل البيت هم عباد الله المقربون.. فالذي يتصل في ساعة الموت بالأرواح العالية هو الشخص الذي كانت النفس المطمئنة من نصيبه وقد وصل إلى مقام الاطمئنان بحيث يدخل بعد الموت مباشرة إلى جوار أهل البيت بدون رادع وحاجب ويدخل جنة الله الخاصة (وادخلي جنتي) [الفجر: 30] ولا يكون ذلك بدون نفس مطمئنة.
قل الغرور وزاد العمل
عمل الآخرة مهم، ولا يمكن بدون جهد وتعب.. ولا يتحقق بدون استعداد وقابلية. ورغم أنه سبق أن ذكرنا توضيحاً عن النفس المطمئنة.. لكن مع ذلك ينبغي التفصيل أكثر ليقل الغرور الذي يحيط بنا، ولأن الإنسان جهول فسوف ينخدع ويكون مغروراً. فالغرض من هذه البيانات هو أولاً: ـ أن يقل غرورنا بمقدار. وثانياً: أن نسعى لكي نتوب أكثر ونصل إلى النفس المطمئنة.
النفوس على أقسام ثلاثة
البشر بصورة كلية على ثلاثة أقسام:
فأما أن يكون غارقاً في الكفر وحب الدنيا ومستقراً في أهواء النفس.
أو غارقاً في العبودية وثابتاً في مقام الخضوع بدون أن تزلزل وتوقف في سيره إلى الأمام.
أو متوسطاً يعني تارة لهذه الجهة وأخرى لتلك الجهة، فتارة عبد الرحمن وأخرى عبد الهوى والشيطان، في المسجد يكون عبد الرحمن تقريباً، ويرجع عبداً للشيطان في السوق والبيت فهو مذبذب بين الكفر والإيمان.
يستمع إلى الموعظة ويتأثر ويندم على أفعاله وماضيه، ولكن الغفلة تصرعه مرة أخرى وتزل قدمه عن صراط العبودية والرق.. فهو ليس بمطمئن أو ثابت.
هذه الأقسام الثلاث التي ذكرتها تستفاد أيضاً من القرآن المجيد.
أما القسم الأول وهو المستقر في الكفر يعني أنه مندمج مع النفس الأمارة بصورة كاملة فهو على مراتب متعددة حتى يصل إلى الغرق في الظلمات التامة ولا يبقى له نور أصلاً.
النفس الأمارة في الحقيقة كافرة بالله
هي وقحة إلى درجة يصل بها الأمر إلى إثبات نفسها وانكار الله.. أيها النفس، أنت موجودة أما خالقك غير موجود؟!
تقول أن الاله الذي لا أراه بالعين كيف أصدق به؟!
هل ترى نفسك بالعين حتى تصدق بوجودها ولا تصدق بوجود خالقها؟! كل هذا بواسطة اتباع النفس الأمارة العجيبة الكفر.
يكفي في دناءة النفس أنها ترى لنفسها الاستقلال الكامل، فلا تصدق أنها لا تملك شيئاً من ذاتها بل على العكس فهي ترى أن كل شيء منها، قدرتي.. كمالي.. عملي.. ولها من الـ(أنا، أنا) حتى يصل بها الأمر إلى إنكار الخالق، ولا تصدق إلا هذه الحياة الدنيا.
القرآن المجيد يحدثنا عن هذا القبيل من الأشخاص بقولهم (ما هي إلا حياتنا الدنيا) [الزخرف: 35] يجب تأمين الحياة في هذه الدنيا وترتيب أوضاعها.
فقط بفكر الحصول على الماديات
هدفه من الحياة اصلاح وضعية دنياه فقط، لم يفكر لحظة بأنني عبد، ولي خالق قيوم، بل أنه في شك من أمره مبدئه ومعاده. فرغم أنه لا يشك في قوته الحافظة والواهمة مع انه لا يراهما ولكنه على يقن من أنه يمتلك شعوراً، وله حافظة ولكن أين شعورك وحافظتك؟
لأنك لا تراهما بالعين الحيوانية فلا يوجدان عندك؟
أنت ترى وتسمع أما الهك..؟
من أوضح الأمور وجود رب العالمين.. وعجيب أنت ترى، ولكن إلهك لا يرى؟ عينك ترى.. وخالق العين لا يرى؟ هل أنت الذي صنعت عينك؟ كلا.. فذلك الذي خلق هذا الجهاز محيط بك ويرى بدون واسطة.
أنت تسمعين أيتها النفس عن طريق الأذن، فخالق الأذن يسمع أحسن منك (يعلم السر وأخفى) [طه: 7].
هذا المعنى نجده في سورة تبارك بالطف بيان (الا يعلم من خلق) [الملك: 14] ولكن النفس الأمارة لا تسمح بتصديق ذلك.
النفس الأمارة في صراع مع العبودية
عمل النفس الأمارة هو أن تسحق الحق، وتدعي الاستقلال لنفسها، ولا صلح لها مع العبودية.
هذه النفس الأمارة لها مراتب أيضاً فالبعض هم (24) ساعة على هذه الحالة وفي طول العمر، والآخر في بعض الأوقات على هذا الشاكلة.
وتنمو نفسه الأمارة وترى لنفسها كياناً وتشخصاً وليس فيها خبر من العبودية.
هذا المعنى موجود في الجميع مع زيادة ونقصان فلا ينبغي أن نغفل هذه الحقيقة.
از غم بي آلتي افسرده است نفس ازدرها است اوكي مرده است
البعض يرى لنفسه الربوبية على تلامذته وخدمه ومن يكون تحت يده فيتصور الاستقلال. فلأنه تلميذي فيجب عليه تعظيمي.. ولأنه خادمي أو خادمتي فعليه أن يكون خاضعاً لي. يدعي الاستقلال والربوبية ويصدر منه ما يتنافى مع العبودية.
يتأثر بالموعظة
بعض الأحيان تحصل فيه حالة العبودية بسبب التذكر والموعظة، ويلتفت إلى أن وجوده وجود الجميع مرتبط بالله، فأنت والناس الآخرين سواسية ومحتاجون إلى الله.
ولأنه لم تستقر فيه عبودية الدنيا فإنه يتأثر بالموعظة والنصيحة.. إلهي لقد كنت كافراً والآن أجدد العهد "آمنت بالله" إلهي إنني آمنت بك ولا أدعي الاستقلال بعد الآن بل إني عبد ضعيف وعاجز لا يملك لنفسه شيئاً.
وقد يأخذه الكبرياء في بعض الأوقات وقبل ساعة كان يدعي العبودية والتوجه إلى عالم الروح ولكنه رجع على كفره الأول، وهذا المعنى يظهر بصورة أكثر في حالة الغضب فعندما يتشاجر مع شخص آخر فلو نظرت إلى باطنه رايت الكفر بالله وليس له أية حالة من العبودية.
|
توقيع رياض ابو طالب |
وبأرحام الزواكي كنت أشدو يا علي
لبن الأثداء فيه كم جرى حب علي
حجر أمي ومهادي فيهما دفؤ علي
كلما أرعت تنادي يا امامي يا علي
علمتني يا صغيري لا تدع حب علي
في احتضاري وبقبري سوف أدعو يا علي
سجروا النار لغيري أنا من حزب علي
لن تذوق النار لحمي أحرق الذنب علي
لو كشفتم عن ضلوعي لرأيتم يا علي
نحتت في القلب كي لا يبتغى إلا علي
|
|
|
|
|