[حفيد الزهراء]

بسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله وآله آل الله
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
واللعن الدائم المؤبد على اعدائهم أجمعين

أختي الفاضلة فارسة علي...السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إسمحي لي أختي أن أبدي رأيي المتواضع...وفقكم المولى لكل خير ببركة اهل البيت .
المؤمن عرضة للإبتلاء كما ذكر الأخوة والأخوات....والإبتلاء يشتد بقدر ما وقر في القلب من الإيمان
أنا مثلاً(أعوذ بالله من الأنا) أفهم الإبتلاء على أنه دعوة محبة من لدن الباري تعالى إلى مائدة القرب منه.
يبتليني المولى الكريم: يعني أنه تعالى قد أنشأ جسراً للتواصل بيني وبينه...يعني أنه تعالى قد دعاني
إلى اعتماد لغة جديدة معه عز وجل وهي قطعاً لغة الحب وصدق المناجاة....
لا تظني أختي الفاضلة أن الرقيب يغفل....أو أن الحبيب يملّ...الله سبحانه وتعالى لا يغفل عنك ولا يتركك
نعم هناك مشكلة في الأجواء المحيطة بك.... والمشكلة نابعة من قصور فهم البعض لمشكلتك أو بانشغالهم عنك...
والمشكلة الأساس والتي وجدتها هي عندك أختي(أرجو المعذرة)..ما هي هذه المشكلة؟
أنا أرجو منك أختي أن تثقي بنفسك أكثر....أن تعرفي نفسك أكثر..فإذا كان الداء موجوداً فالدواء موجوداً أيضاً
طبعاً أنا لا أقصد داء السكر عافاك الله وشافاك منه بحق 14 معصوم . أنا أقصد الداء المعنوي والفراغ
الروحي وضيق الصدر واحتجاز المشاعر وعدم بوحها أو تحققها على صفحة الواقع.
قد ورد عن الأمير قوله:
دواؤك فيك وما تشعر *** وداؤك منك ولا تبصر
إذا الدواء يمكنك أن تصنعيه بنفسك ... لست بحاجة إلى مؤثرات خارجية... ولست بحاجة إلى الخطيب أو الحبيب طالما
أن هذا الخطيب لا يهمه ""فارسة علي"" بكل تفاصيلها..""فارسة علي"" هي فارسة لا تحتاج إلى من يعلمها امتطاء الجواد...
ما عنيته أختي أن الثقة بالنفس والإطمئنان أن كل شيء بعين الله وعين وليه الأعظم يبعث في روحك التجدد الدائم
وإذا فقد هذا الإطمئنان بأن كل شيء بحلوه ومره هو من الله..إذا فقد فاليأس سيشق طريقه إلى قلبك..
وقد يكون كل ما مررت به وهو كذلك رحمة ونعمة من الله يدخرها ليوم تقر به عينك.....وقد يكون من تقدم لخطبتك أو من تكلم فيك
لا يصلح البتة وقد صرفه الله عنك لعلمه بعاقبة الأمور....
أرجو أن لا أكون أثقلتُ عليكِ..تقبلي مروري أختي..
والله الموفق والمسدد والمدبر وبيده أزمة الأمور...
نسألكم خالص الدعاء.