|
طالب علم متخصص في الحديث
|
|
|
|
الدولة : النجف الاشرف مولدي
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
سيد جلال الحسيني
المنتدى :
ميزان المناسبات والإعلانات
بتاريخ : 25-Aug-2010 الساعة : 10:51 AM

اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
الفصل الرابع
عن كتاب بشارة المصطفى - محمد بن علي الطبري - ص 393 - 394
قال حدثنا الثقة عن طاوس بن كيسان اليماني قال خرجت إلى بيت الله الحرام و معنا الحجاج بن يوسف الثقفي فبينا نحن ماضين إذ نحن بأعرابي بدوي جوهري و هو يلبي و يقول في تلبيته :
لبيك اللهم لبيك قد لبيت لك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد و النعمة لك و الملك لا شريك لك كلامك اللهم لك من مخلوق كذلك ثم في النار سلك و الليل إذا ما انحلك و الجاريات في الفلك على مجار من سلك قد اتبعنا رسلك و قد سلكنا و حججنا منك و لك .
فسمع الحجاج فقال:
تلبية ملحد و رب الكعبة علي بالأعرابي فأوتي به فقال:
يا أعرابي من أين و إلى أين قال من الفج العميق إلى البيت العتيق
قال و أين يكون الفج العميق
قال بالعراق
قال و أي موضع من العراق
قال من واسط
قال فهل لك من بواسط من أمير
قال نعم إنسان ذليل يقال له الحجاج
قال مقيم أم راحل
قال بل راحل حاجا
فقال هل أستعمل عليكم عاملا
قال نعم إنسان أذل منه يقال له محمد بن يوسف
قال و كيف خلفته قال خلفته جسيما وسيما
قال ليس عن هذا سألتك
قال فعما سألتني يا هذا
قال عن سيرته في الناس
قال خلفته ظلوما غشوما يأخذ بغير حق و يعطي في غير الحق
قال ويلك أنا الحجاج و ذاك أخي محمد بن يوسف أ ما عرفت عزي
فقال الأعرابي أ و ما عرفت عزي أنا برب العالمين
قال الحجاج يا أعرابي حسبك زنديقا
قال ما أنا زنديق و لكني موحد
قال و لمن أنت موحد
قال لله الذي خلق السماوات و الأرض
قال فتعرف الله
قال نعم على الخبير سقطت ؛
الله ليس بذي نسب فيرى و لا بجسم فيتجزأ و لا بذي غاية فيتناهى و لا يحدث فيبصر و لا بمستتر فينكشف و لا دهور بغيره خلاف أزمنتها لكن جل ذلك الكبير المتعال الذي خلق فأتقن و صور فأحسن و علا فتمكن و أتقن على الأمور بعزته لا يوصف هو بالحركة لأنها زوال و لا بسكون لأنه من صفة المتشابهين بالأمثال لا يخفى عليه كرور ذوي الأحوال عالم الغيب و الشهادة الكبير المتعال
فقال الحجاج يا أعرابي لقد أحسنت في التوحيد فما قولك في هذا الرجل المبعوث محمدا صلى الله عليه واله فقال:
نبي الرحمة بعثه الله على حين فترة من الرسل و ضلالة من الأمم و الأمم يومئذ في الجاهلية الجهلاء لا يدينون لله بدين و لا يقرءون له كتابا أصحاب حجر و مدر و ضيق و ضنك عبدوا من دون الله أصنام و اتخذوا الأوثان حتى بعث الله عز و جل نبيا مرسلا جمع أمورهم .
فقال الحجاج :
يا أعرابي لقد أحسنت في هذا أيضا فما قولك في علي بن أبي طالب؟
قال فسكت الأعرابي قال في نفسه إن أنا صدقته قتلني و إن كذبته فبم ألقى محمدا صلى الله عليه واله ثم قال الدنيا فانية و الآخرة باقية خذها إليك من السلمي:
علي بن أبي طالب الداعي إلى الله و صهر المرسل الأواه و سفينة النجاح و بحر بين الساح و غيث بين الرواح قاتل المشركين و قامع المعتدين و أمير المؤمنين و ابن عم نبي الله صلى الله عليه و آله أجمعين و زوج فاطمة الزهراء و أبو الحسن و الحسين ريحانتي نبي الله صلى الله عليه واله و ثمرة فؤاده هامات هامات و سادات سادات ولدتهما البتول و سماهما الرسول ص و كناهما الجليل و ناغاهما جبرئيل و حنكهما ميكائيل فهل لهؤلاء من عديل
قال طاوس: لقد تبين أثر الغضب على وجه الحجاج فقال الحجاج:
يا أعرابي فما تقول فيّ؟
قال: أنت بنفسك أعلم قال:
قل في أميرك شيئا قال :
إذا أسوؤك و لا أسرك قال :بث فيما علمت قال:
ما علمتك إلا ظالما غشوما قتلت أولياء الله بغير الحق
فقال لأقتلنك أشر القتل
قال إلى الله تصير الأمور
فقال الحجاج يا غلام علي بالنطع و السيف فلما أن بسط النطع و جرد السيف ما لبث الأعرابي أن عطس ثلاث عطسات متتابعات
فقال الحجاج
ما عطس ثلاث عطسات متتابعات إلا زنيم يعني ولد زنا
قال فما لبث الحجاج أن عطس سبع عطسات متتابعات فقال الأعرابي
أيها الأمير
لا تنطقن بما يعيبك ناطق * فتقول جهلا ليتني لم أنطق
إن السلامة في السكوت وإنما * يبدي معايبها كثير المنطق
وإذا خشيت ملامة في مجلس * فأعمد لسانك في اللهات وأطرق
واحفظ لسانك لا تقول فتبتلي * ان البلاء موكل بالمنطق
فقال الحجاج : اضرب عنقه على حب علي بن أبي طالب والحسن والحسين ، فلما رفع السيف حرك الأعرابي شفته فجف يد السياف في مقبض سيفه ،
فقال الحجاج : يا أعرابي لقد تكلمت بعظيم ،
فقال : لعمري انه لعظيم ، قال : فادع إلهك حتى يطلق يد السياف ،
قال : وتنجيني من القتل .
قال : فرفع الأعرابي ثنتي يديه فقال : يا إلهي عند كربتي ويا صاحبي عند شدتي ووليي عند نعمتي أسألك يا إلهي وإله آبائي إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط ، وبحق كهيعص وطه ويس والقرآن الحكيم أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تطلق يد السياف ،
قال : فأطلق يده ،
قال الحجاج : يا غلام علي بالبدرة ، قال : فأتى بكيس فيه دراهم كثيرة ، فقال الحجاج : خذها إليك يا أعرابي وأنفقها على نفسك ،
فقال الأعرابي ليس لي بمالك حاجة وقام ومر " .
|
آخر تعديل بواسطة سيد جلال الحسيني ، 25-Aug-2010 الساعة 11:15 AM.
|
|
|
|
|